الأنبا عمانوئيل عياد يكتب وداعا بابا السلام

منذ 4 ساعات
الأنبا عمانوئيل عياد يكتب وداعا بابا السلام

اليوم، بوفاة قداسة البابا فرنسيس، فقد عالمنا رمزًا عظيمًا للسلام. لقد كرّس حياته للدفاع عن الفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء العالم، ودعا زعماء العالم إلى خلق السلام. وكان موقفه واضحا في خطبه وخطبه العديدة، حتى يومه الأخير، حيث دعا في خطابه الأخير إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال. ولم تكن هذه المرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول التي يدعو فيها إلى إنهاء الحرب. 2023 دعا البابا إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة فوراً.يحمل البابا فرنسيس العديد من وجهات النظر حول الإنسانية، وأتذكر زيارته التاريخية لمصر في أبريل 2017 والتي حملت معاني ودلالات عميقة، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت استجابة لدعوات وزيارات رسمية من فخامة الرئيس السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني في أول زيارة له خارج مصر، والكنيسة الكاثوليكية المحلية ممثلة في قداسة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وأساقفة الكنيسة في زيارتهم الرسولية للفاتيكان. ويمكننا القول أن زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر كانت رداً على كل الزيارات الرسمية المذكورة، وأن الزيارة عبرت عن أهمية العلاقات بين الفاتيكان كدولة والكنيسة الكاثوليكية العالمية ومصر بكل ثرائها الديني والحضاري والثقافي والتاريخي والجغرافي.لقد كان شرفاً لي أن أخدم كرئيس للجنة المنظمة لهذه الزيارة التاريخية، ولقد شهدت بنفسي الرغبة الصادقة لدى جميع المشاركين، سواء الدولة المصرية أو الكنيسة الكاثوليكية، في نجاح الزيارة. ستبقى هذه الزيارة بكل تفاصيلها في قلوبنا.وأتذكر كلمات قداسته للشعب المصري قبل وصوله، حين قال عبارته الشهيرة: “أحتضنكم بالمودة” و”سأذهب إلى مصر حاجاً للسلام”، راسخاً بذلك الشعار بأن الاختلافات لم تكن ولن تكون عائقاً أمام التسامح والتفاهم وخدمة المجتمع. لقد جاء إلى مصر متواضعاً وفي الصلاة، مشعلاً الشموع ومصلياً من أجل الضحايا، وكأنه كان يعول على مصر الطيبة وحياته فيها. إنها حقا أرض السلام، فدخل إليها واثقا بشعبها وحكومتها وقلوبها الطيبة.لقد أمضى حياته في خدمة والدفاع عن الفقراء والمحتاجين والمهمشين والجوعى وأولئك الذين يتطلعون إلى حياة أفضل. لقد ناضل من أجل عالم يسوده التسامح والسلام. لم يكن يريد التحدث، لكنه كان يريد دائمًا إرسال إشارات إيجابية. لقد جعل من مهمته تعزيز مبادئ الأخوة والتعايش بين جميع الشعوب. وداعًا لقداسة البابا فرنسيس.تحيا مصرالمطران إيمانويل عيادأسقف أبرشية طيبة الأقصر للأقباط الكاثوليك


شارك