البنوك تراجع العائد المرتفع على الأوعية الإدخارية

ويأتي التخفيض تماشيا مع قرار البنك المركزي الخميس الماضي، ويبلغ 225 نقطة أساس. تشكل أسعار الفائدة المرتفعة تهديداً لربحية البنوك، في حين تعمل العائدات المنخفضة على خفض تكلفة الديون الحكومية.
تتجه البنوك المصرية إلى طرح أدوات ادخارية بعوائد متغيرة مرتبطة بسعر الفائدة على الودائع بالبنك المركزي. ويتزامن ذلك مع بدء خفض أسعار الفائدة على أدوات الدخل الثابت. ويأتي ذلك في أعقاب أول خفض لأسعار الفائدة منذ أربع سنوات من قبل لجنة السياسة النقدية.
وفي الاجتماع الثاني للجنة السياسة النقدية هذا العام، خفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي من أعلى مستوى له على الإطلاق للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات.
قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 225 نقطة أساس خلال اجتماعها الخميس الماضي. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة على الودائع والقروض، وكذلك سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي إلى 25% و26% و25.5% على التوالي. كما تقرر خفض سعر الائتمان والخصم بواقع 225 نقطة أساس إلى 25.50%.
خفضت بنوك مصر، والتجاري الدولي، وقطر الوطني الأهلي، والمصري للاستثمار أسعار الفائدة على بعض شهادات الاستثمار والودائع في الأيام التي سبقت قرار البنك المركزي.
أعلن بنك مصر، مؤخراً، عن خفض أسعار الفائدة على عدد من أدوات الادخار، بما في ذلك بعض حسابات التوفير وشهادات العائد المتغير.
وقال البنك إن العائد على حساب التوفير اليومي Super Cash انخفض بنسبة 2.25%، مما أدى إلى تقليص الحد الأقصى للعائد من 21.75% إلى 19.50%.
وأثر التخفيض أيضاً على حساب التوفير الشهري “سوبر كاش”، الذي انخفض عائده من 22% إلى 20.25%، والحساب الجاري للمتقاعدين، الذي انخفض عائده من 22% إلى 19.75%.
وفيما يتعلق بشهادات الادخار، خفض البنك العائد على شهادة يوماتي ذات العائد المتغير لمدة 3 سنوات من 27% إلى 24.75%.
ولتخفيف عبء تكاليف الفائدة في حال قرر البنك المركزي خفض أسعار الفائدة هذا العام، تقدم البنوك أدوات ادخارية بأسعار فائدة متغيرة بدلاً من العوائد الثابتة.
إن ارتفاع أسعار الفائدة على الأدوات المالية ذات العائد المرتفع يؤدي إلى انخفاض ربحية البنوك، حيث تفقد جزءاً من ربحيتها مقابل دفع الفائدة. وبما أن البنك لا يملك استثمارات طويلة الأجل لاستثمار هذه المدخرات، فإنه ملزم بدفع فوائد مرتفعة لعملائه على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وبالتالي يجب أن يولد عوائد تتجاوز معدل التوظيف.
واعتبر البنك المركزي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 225 نقطة أساس “مناسبا للحفاظ على سياسة نقدية مناسبة تهدف إلى تعزيز التوقعات ودعم الاتجاه النزولي المتوقع للتضخم”.
ومن المتوقع أن يواصل البنك المركزي سياسته النقدية الميسرة، بدعم من انخفاض التضخم من 23.2% في يناير/كانون الثاني إلى 12.8% في فبراير/شباط، قبل أن يرتفع قليلا إلى 13.6% في مارس/آذار.
وجاء قرار البنك المركزي بتخفيف سياسته النقدية بسبب اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة والتضخم، والذي جاء تحسبا للتحديات العالمية الحالية وعدم اليقين التجاري.
وبحسب قرار البنك المركزي الخميس الماضي، فإن سعر الفائدة الحقيقي ــ أي سعر الفائدة الاسمي مطروحاً منه معدل التضخم ــ يبلغ نحو 11.75 في المائة.
ويؤدي قرار خفض أسعار الفائدة إلى زيادة تكلفة الديون المصرية. وتشير تقديرات موازنة مصر للعام المالي 2024/2025 إلى أن زيادة أسعار الفائدة بنسبة 1% ستكلف الموازنة ما بين 75 و80 مليار جنيه سنويا من تكاليف الديون. ويعني هذا أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس الذي أقره البنك المركزي المصري اليوم سيخفض تكلفة الدين بما يصل إلى 175 مليار جنيه سنويا.