النائب عادل ناصر يستعرض طلب مناقشة حوكمة إدارة قطاع الأعمال

استعرض عضو مجلس الشيوخ عادل ناصر طلب المناقشة العامة الذي تقدم به للحكومة ممثلة بمحمد الشيمي وزير القطاع الاقتصادي العام. وكان الهدف هو توضيح سياسة الحكومة بشأن “استراتيجيات الدولة لإدارة وتوجيه أصول مؤسسات القطاع العام ومدى توافقها مع أهداف التنمية الاقتصادية وتعظيم العائدات من الموارد الإنتاجية للدولة”.
في اقتراحه الذي يناقشه مجلس الشيوخ في جلسته العامة اليوم، قال ناصر: “تمثل أصول الشركات المملوكة للدولة عنصرًا أساسيًا من الأصول الإنتاجية للدولة المصرية. وهي في جوهرها ثمرة عقود من الاستثمار العام في قطاعات استراتيجية مختلفة، وتمثل امتدادًا للدور التنموي للدولة، وأرضًا خصبة لزيادة الكفاءة الاقتصادية وخلق القيمة المضافة”.
وتابع: “لهذا السبب نناقش كيفية إدارة هذه الأصول وما هي المبادئ التي تنطبق على استخدامها وتشغيلها”.
وأكد أن أهمية هذه الاستراتيجية تتزايد في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تتطلب من الدولة الاستفادة القصوى من كافة وسائل الإنتاج والقدرات التشغيلية.
وأضاف أن قيمة أصول قطاع الشركات لا تقاس بحجمها المالي أو عددها فحسب، بل بالعوائد المستدامة التي يمكن أن توفرها والفرصة التي توفرها لتحقيق أفضل استغلال للموارد العامة وتحقيق التوازن بين أهداف الكفاءة والاستدامة. ويتطلب ذلك رؤية مؤسسية متكاملة تضمن الإدارة السليمة لهذه الأصول، والتي تتميز بالشفافية والمساءلة، وتستند إلى معايير فنية واقتصادية قابلة للقياس والتقييم. وأضاف أن هذا الطلب يأتي في ظل تزايد الاهتمام بتحقيق الانضباط المالي وتحسين مؤشرات الأداء التشغيلية لهذه الشركات، خاصة في ظل تزايد الشائعات حول وجود طاقات إنتاجية غير مستغلة وأصول عقارية وصناعية لم يتم استغلالها بعد بكامل إمكاناتها. ومن ثم فإن مناقشة المبادئ التوجيهية بشأن حوكمة الشركات وتكامل الأدوار بين السلطات المختصة يعد نهجا ضروريا لزيادة كفاءة هذا القطاع المهم.
وأكد قائلاً: “تُظهر التجارب الدولية أن نجاح الدول في زيادة إنتاجية أصولها العامة يعتمد إلى حد كبير على وجود هيئات مستقلة ومؤهلة لإدارة هذه الأصول. ويجب أن تكون هذه الهيئات مستقلة عن أنظمة الإدارة التقليدية، وأن تقوم على الإفصاح الشفاف، وشفافية التكاليف والإيرادات، والمرونة في اتخاذ القرارات التشغيلية. علاوة على ذلك، يُعد تطوير أنظمة المعلومات والتشبيك المؤسسي، بالإضافة إلى إدخال أساليب إدارة حديثة قائمة على المؤشرات والنتائج، من الركائز الأساسية لأي تحول فعال في هذا الصدد.”
وتابع: “تكمن أهمية طلب المناقشة العامة المقترح في توضيح ما إذا كانت هناك رؤية استراتيجية شاملة لإعادة توظيف أصول المؤسسات المملوكة للدولة من خلال أدوات مبتكرة، سواء من خلال التطوير الداخلي، أو الشراكات مع القطاع الخاص، أو من خلال طرح أصول معينة لتوليد عوائد تعزز قدرة الدولة على تمويل أولوياتها الاجتماعية والاستثمارية دون المساس بوظيفة التنمية لبعض هذه المؤسسات”.
وأضاف أن إدارة أصول مؤسسات القطاع العام بأبعادها الإنتاجية والمالية والاجتماعية تتطلب مقاربة متوازنة تأخذ في الاعتبار جدوى الاستثمارات الاقتصادية وربحيتها، مع الحفاظ على معايير الحوكمة المهنية، وضمان استمرار الدور الاجتماعي لهذه المؤسسات في دعم الاقتصاد الوطني.