المشاط: الحروب التجارية وتطورات الاقتصاد العالمي تؤكدان أهمية إعادة هيكلة النظام المالي

مصر تشكل لجنة وطنية لإعداد تقرير “جاهزية الأعمال” لتقييم مناخ الاستثمار وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد المصري.
التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، مع المجلس التنفيذي لمجموعة البنك الدولي. التقت مع عثمان ديوني، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إندرميت جيل، كبير الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي ونائب الرئيس الأول للاقتصاد التنموي؛ وأكسيل فان تروتسنبرج، المدير العام للبنك الدولي.
ويأتي ذلك في مستهل مشاركتهم في الاجتماعات الربيعية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة في واشنطن تحت شعار “الوظائف.. الطريق إلى الرخاء”. ويعكس ذلك العلاقة الوثيقة بين مصر ومجموعة البنك الدولي، أحد أكبر البنوك التنموية المتعددة الأطراف العاملة في مصر، والتي تمثل ما يقرب من 21.8% من محفظة التعاون الإنمائي الحالية.
-لقاء مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي
وناقشت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، مع عثمان ديون نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التطورات في الاقتصاد العالمي في ظل الحروب التجارية وأثرها على النمو وتدفقات الاستثمار، وخاصة في الدول النامية. وأكدت أن التطورات الحالية تؤكد اختلال التوازن في البنية المالية العالمية وتسلط الضوء على ضرورة قيام المجتمع الدولي بإعادة هيكلة النظام المالي العالمي وإصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف من أجل توفير المزيد من المرونة المالية للدول النامية والناشئة ودعم جهود التنمية وحماية المناخ.
وأكدت المشاط على التعاون الوثيق مع مجموعة البنك الدولي، خاصة كبنك للمعرفة، والتعاون المستمر مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي في إعداد تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية، الذي يحلل ويشخص حالة الاقتصاد المصري ويضع توصيات وسياسات مستهدفة للقطاعات الرئيسية، خاصة الصناعة والصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر والسياسات الاقتصادية الكلية.
وأشارت إلى أن الجهود مع البنك الدولي تسير على قدم وساق، خاصة بعد تنفيذ برنامج الإصلاح مع صندوق النقد الدولي منذ ما يقرب من عام، وتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، وإجراءات ضبط المالية العامة، وتحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي. وأشارت أيضاً إلى الإصلاحات التي تم تنفيذها في إطار البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي بالتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الأفريقي للتنمية، فضلاً عن الاستمرار في تنفيذ هذه الإصلاحات في المرحلة الثانية من آلية الدعم الاقتصادي الكلي والميزانية مع الاتحاد الأوروبي.
كما ناقش الجانبان أهمية التعاون في تعزيز جهود التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، خاصة وأن هذه الأدوات أصبحت ليس فقط محركاً لتقديم الخدمات بل أيضاً محركاً قوياً للتنمية الاقتصادية. وناقش الجانبان أيضًا تنفيذ مشاريع جديدة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل سياسات التنمية، والتعاون في زيادة الاستثمار في رأس المال البشري.
وأكدت أن نطاق الاستثمار يحتاج إلى التوسع في ظل اهتمام الحكومة بتعزيز الصادرات ودعم قطاع الصناعات التحويلية غير النفطية.
وأكدت خلال اللقاء على أهمية تنويع التعاون مع البنك الدولي، بما في ذلك المساعدات الفنية والاستفادة من الخبرات المتراكمة في دراسة نماذج النمو الاقتصادي وتحديد قطاعات النمو ذات الأولوية. وأكدت أيضا على أهمية معالجة مشاكل الديون من خلال آليات شاملة ومبتكرة، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية على نحو متزايد على الصعيد العالمي، وخاصة في المنطقة، مما يعوق بشكل كبير جهود التنمية في البلدان.
من جانبه أشاد نائب رئيس مجموعة البنك الدولي بالعمل المستمر الذي يقوم به البنك والمساعدة الفنية التي يقدمها في قطاعات الطاقة والمياه وغيرها من القطاعات الرئيسية.
– لقاء مع كبير الاقتصاديين ونائب الرئيس الأول للاقتصاد التنموي في البنك الدولي
وفي سياق مماثل، بحثت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي مع إندرميت جيل، كبير الاقتصاديين ونائب الرئيس الأول لاقتصاديات التنمية في مجموعة البنك الدولي، الجهود التعاونية المشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من قدرات وخبرات البنك الدولي الدولية لإيجاد الحلول اللازمة لتحديات خلق فرص العمل في مصر، ودفع عجلة النمو والتشغيل، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وتحدثت أيضاً عن ضم مصر لتقرير البنك الدولي حول ممارسة الأعمال وتشكيل لجنة وطنية لإعداد التقرير كتقرير أساسي لتقييم بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري إقليمياً ودولياً.
وأكدت المشاط على جهود الدولة لتعزيز الصادرات وتحسين تنافسية الاقتصاد المصري إقليمياً وعالمياً واستخدام البيانات لاتخاذ القرارات المبنية على الحقائق.
من جانبه، أكد كبير الاقتصاديين في البنك الدولي أن البنك يعمل على إعداد تقرير حول الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي، بما في ذلك مصر.
المدير الإداري للعمليات في البنك الدولي
في هذه الأثناء، التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي مع أكسل فان تروتسنبورج، المدير الإداري للعمليات في البنك الدولي. وناقش الاجتماع الاستراتيجيات المبتكرة التي يتم تطويرها حالياً بالتعاون مع البنك الدولي لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز القطاع الصناعي ودعم التبادلات التجارية، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي المستدام.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي أهمية دور المؤسسة الدولية للتنمية في مساعدة الدول الأقل نمواً وذات الدخل المنخفض، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، مما يحد من قدرة هذه الدول على الاستمرار في مسار التنمية. وأكدت أيضًا على دور الوكالة الدولية للتنمية في خلق الشراكات بين دول الجنوب.
وأشارت إلى سعي مصر لتكثيف التعاون مع مجموعة البنك الدولي. ويأتي ذلك في إطار التطوير المستمر الذي يبذله البنك لنهجه في التحول إلى “بنك للمعرفة” يساهم في تبادل الخبرات والتجارب وتوسيع نطاق الحلول الفعالة والقابلة للتنفيذ لمساعدة مختلف الدول على تحقيق رؤاها التنموية.