أول اجتماع بعد تشكيله.. وزير العمل يترأس اجتماع المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل

جبران: كان من المهم جداً بالنسبة لنا إنشاء هذا المجلس بتمثيل متساوٍ من الأحزاب الثلاثة حتى يكون بمثابة منصة للحوار والتشاور حول قضايا العمل.
عقد المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل اجتماعا اليوم الثلاثاء برئاسة وزير العمل محمد جبران ومشاركة ممثلين عن الوزارات ومنظمات أصحاب العمل والعمال والنقابات والاتحادات العمالية.
وناقشت الجلسة الأولى قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 562 لسنة 2025 بشأن إعادة تشكيل المجلس الأعلى للتوجيه الاجتماعي، والذي قدمه المستشار إيهاب عبد العاطي المستشار القانوني لوزير العمل.
وفي الاجتماع الثاني تم انتخاب نائبي رئيس المجلس الأعلى للمجلس وتشكيل هيئة الرئاسة، فيما انتخب المجلس هيئته الرئاسية. تتكون من وزير العمل محمد جبران “رئيسًا”، والمستشار القانوني لوزير العمل “أمينًا عامًا”، والدكتور هاني محمود من اتحاد الصناعات المصرية “نائبًا لرئيس مجلس منظمات أصحاب العمل”، وعبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، “نائبًا لرئيس مجلس منظمات العمال”.
وفي كلمته أكد وزير العمل محمد جبران أن مشروع قانون العمل الجديد متوازن ومحايد ويراعي مصالح جميع الأطراف. إيجاد قانون عمل عادل وشامل يلبي احتياجات الجميع ويواكب المتغيرات ويحقق متطلبات سوق العمل والعدالة الاجتماعية. ونأمل أن يكون لذلك أثر إيجابي على خلق التوازن في العلاقات الصناعية وزيادة الإنتاج وحماية العمال وتشجيع الاستثمار.
وأوضح أنه بعد المشاورات الثلاثية التي ضمت الحكومة وممثلي أصحاب العمل وممثلي العمال فإن أحد الركائز الأساسية هو “تحقيق التوازن والتنمية المستدامة في مجتمعاتنا، فمستقبل العمل لا يقوم على القرارات الأحادية الجانب، بل على التعاون المشترك والرؤية الموحدة والإرادة الصادقة”. ولذلك فمن المهم بالنسبة لنا أن ننشئ هذا المجلس بتمثيل متساو للأحزاب الثلاثة. ويعمل كمنصة للحوار والتشاور، مما يساهم في تطوير التشريعات العمالية وتعزيز الحوار الاجتماعي حول جميع قضايا العمل.
وأكد أن المجلس سيدعمكم في جهودكم الرامية إلى صياغة المبادئ التوجيهية الوطنية للتشاور الاجتماعي الثلاثي، وخلق بيئة عمل تعزز التعاون وتبادل المعلومات بين مجموعات العمل الثلاث وفقاً للسياسة العامة للدولة.
كما سيناقش المجلس مشاريع القوانين المتعلقة بالعمل والحماية الاجتماعية والمنظمات النقابية والعلاقات الصناعية والتشريعات ذات الصلة. كما ستقوم اللجنة بدراسة اتفاقيات العمل الدولية والعربية قبل التصديق عليها واقتراح الوسائل والإجراءات اللازمة لدعم مشاريع خلق فرص العمل الوطنية والاقتصادية.
وأضاف الوزير أن التغيرات التي يشهدها سوق العمل على المستويين الوطني والعالمي تتطلب أعلى مستويات التنسيق والتفاهم لمواجهة كافة التحديات واغتنام الفرص وضمان توازن المصالح بين مختلف أصحاب المصلحة من أجل تعزيز بيئة عمل لائقة وضمان الحماية الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال شراكة حقيقية مبنية على الثقة والشفافية والاحترام المتبادل.
وأكد التزامه الكامل بدعم هذا المجلس ودوره المركزي، واهتمامه بالاستماع إلى كافة الآراء والمقترحات التي تساهم في تطوير سياسات سوق العمل وتحسين ظروف العمل وتعزيز الحوار البناء بين الشركاء الاجتماعيين.
وفي كلمته، قال المستشار محمود فوزي وزير شئون مجلس النواب والشؤون القانونية والاتصال السياسي، إن هذا اللقاء يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ العمل والعمال، ويعزز ثقافة الحوار الاجتماعي كأسلوب حياة، ويعزز علاقات العمل المتوازنة. وأضاف: “في هذه المناسبة، لا يسعني في البداية إلا أن أسلط الضوء على الإنجاز التاريخي الأخير الذي تحقق بالموافقة النهائية على قانون العمل الجديد في مجلس النواب”.
وأشار إلى أن هذا القانون هو نتاج جهود مضنية استمرت أشهراً وحتى سنوات، جمعت بين وجهات نظر مختلفة وتجارب دولية. ويحقق الدستور التوازن بين حماية حقوق العمال وحماية مصالح أصحاب العمل، ويضع أساسًا متينًا لعلاقات العمل العادلة والمستقرة، بما في ذلك الأحكام الرائدة بشأن الأجور وساعات العمل والحماية الاجتماعية.
وأشار فوزي إلى أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا جهود الرجال المخلصين لوعدهم لله والتعاون المثمر من جميع الأطراف والدعم المستمر من القيادة السياسية التي تؤمن بأهمية الحوار المجتمعي كأداة للتنمية.
وقال إننا اليوم نواصل مسيرتنا المشتركة ونصل إلى محطة مهمة قادمة وهي مرحلة حاسمة في مسيرة بناء نظام عمل متكامل يوازن بين مصالح جميع الأطراف ويرسخ مبادئ العدالة الاجتماعية ويواكب متطلبات التنمية المستدامة.
وأوضح أن “الحوار التشاوري في مكان العمل” كان حجر الزاوية في سياسة العمل الناجحة عبر التاريخ. في عالم يشهد تغيرات اقتصادية وتكنولوجية سريعة، أصبحت الحاجة إلى آليات تشاور فعالة قادرة على استيعاب التغيرات ومواكبة التطورات وصياغة سياسات سوق العمل المرنة والمستجيبة لاحتياجات العصر أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. النصيحة غير ممكنة؛ من الضروري بناء الثقة وتجنب الصراعات والنزاعات.