جوزيف عون: أي موضوع خلافي في لبنان يحل بالحوار

منذ 7 ساعات
جوزيف عون: أي موضوع خلافي في لبنان يحل بالحوار

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، إن جميع القضايا الخلافية في بلاده حاليا يمكن حلها من خلال “التواصل والحوار”، بما في ذلك قضية سلاح حزب الله.

جاء ذلك خلال استقبال عون في قصر بعبدا رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة صقر غباش والقائم بأعمال سفارة الإمارات في بيروت فهد سالم الكعبي والأمين العام لشؤون رئاسة المجلس الوطني طارق المرزوقي، بحسب بيان للرئيس اللبناني.

إن موقف عون من سلاح حزب الله ليس جديداً. وأكد مراراً وتكراراً أن أي خطوة نحو نزع سلاح حزب الله تتطلب حواراً وطنياً في إطار استراتيجية دفاعية شاملة.

وفي مقابلة مع صحيفة العربي الجديد الخاصة قبل نحو أسبوع، أكد أيضاً أنه يريد أن يجعل عام 2025 “عام الحد من إمدادات السلاح للدولة”. وأوضح أن عناصر حزب الله يمكنهم الانضمام إلى الجيش اللبناني و”إكمال دورات القبول”.

منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تزايدت الضغوط الدولية على لبنان لنزع سلاح حزب الله.

أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الجمعة الماضية، أن الحزب “لن يسمح لأحد بنزع سلاحه أو سلاح المقاومة”.

وفيما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، أوضح عون في تصريحاته اليوم أن “استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا يساهم في استكمال تنفيذ القرار 1701 وانتشار الجيش على الحدود”.

لكن الرئيس اللبناني أكد أن بلاده “تحاول حل الأمر بالطرق الدبلوماسية”.

لقد فشلت إسرائيل في تنفيذ التزامها بإكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار. وبدلاً من ذلك، نفذت انسحاباً جزئياً واستمرت في السيطرة على خمسة تلال مهمة في المناطق التي احتلتها في الحرب الأخيرة.

في عام 2006، تم اعتماد القرار 1701 بالإجماع من قبل الأمم المتحدة بهدف إنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل. ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار يرتكز على إنشاء منطقة عازلة.

في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة حوالي 17 ألفًا، فضلاً عن نزوح حوالي 1.4 مليون شخص.

– مرحلة جديدة

وفي سياق مماثل، أعرب عون عن رغبة بلاده في دخول مرحلة جديدة “تتميز باستعادة الثقة مع الدول الشقيقة والصديقة”.

وقال: “الشعب اللبناني يريد أن يعيش بعد خمسين عاماً من الحرب. واليوم نبدأ مرحلة جديدة تحمل تحديات كثيرة، منها إعادة الإعمار، الأمر الذي يتطلب دعم الدول العربية”.

وتحدث أيضاً عن التحديات على الحدود الشرقية للبنان، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا “تحسن” بعد زيارة رئيس الوزراء نواف سلام في 14 نيسان/أبريل.

وعن نتائج هذه الزيارة، أشار عون في البيان ذاته إلى أنه “سيتم إجراء المزيد من المشاورات من قبل اللجان الثنائية حول قضايا مختلفة، منها مكافحة التهريب، وضبط الحدود وترسيمها، وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين”.

وتأتي زيارة سلام إلى سوريا بعد أسابيع من التوترات الأمنية على الحدود السورية اللبنانية في منتصف مارس/آذار الماضي، بعد أن اتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله بخطف وقتل ثلاثة من أعضائها. ونفى الحزب هذه الإتهامات.

دعم الإمارات للحكومة اللبنانية

وفيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية الإماراتية، أشار عون إلى الجذور التاريخية للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأعرب عن أمله في مستقبل هذه العلاقات، لا سيما في ظل التزام حكومته قيادة لبنان نحو “الأمن والاستقرار”.

وأكد عون خلال لقائه المسؤول الإماراتي في بيروت أن “الأمن والعدالة هما أهم ساحتي معركة في مكافحة الفساد والجريمة”.

وفي بداية اللقاء، نقل غباش للرئيس اللبناني تحيات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وثقته وتقديره له وللبنان، واستعداده لدفع عجلة إعادة إعمار البلاد، وثقته بالحكومة اللبنانية، بحسب بيان للرئيس.

واعتبر غباش أن الإنجازات التي شهدها لبنان منذ تولي عون الرئاسة كانت “قفزة نوعية تثلج صدورنا وتطمئننا على لبنان”.

وأكد أيضاً استمرار دعم الإمارات لـ”لبنان وشعبه ووحدته وعودته إلى المجتمع العربي”، حسب قوله.

وأكد على أهمية الاستقرار والأمن باعتبارهما “أساس التنمية”.

كما التقى المسؤول الإماراتي رئيس مجلس النواب نبيه بري في منزله في عين التينية غرب بيروت. ومن المتوقع أن يلتقي لاحقا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، وفق ما أفاد مراسل وكالة الأناضول.

وصل غباش إلى لبنان اليوم الاثنين في زيارة رسمية تختتم اليوم.

في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، انتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية بعد أن ظل منصبه شاغراً لأكثر من عامين بسبب الخلافات السياسية.


شارك