خالد البلشي: استعدنا دور نقابة الصحفيين بدعم الجمعية العمومية.. ونمتلك فرصة ذهبية لتكملة الحلم

البلشي: خطة تشغيل العمالة المؤقتة شارفت على الانتهاء بفضل جهود الهيئة الوطنية للصحافة بالتعاون مع نقابة الصحفيين. لقد مشينا على حد السيف لمدة عامين، دون تنازلات أو صدامات.
قال خالد البلشي، رئيس نقابة الصحفيين والمرشح على نفس المنصب لدورة جديدة، إن دافعه للترشح في الدورة السابقة كان الحفاظ على التنوع داخل هذه النقابة وحق النقابة في إجراء انتخابات تنافسية تليق بنقابة الصحفيين. وأضاف: “مشاركتكم الفعّالة وإرادتكم القوية تؤكدان أننا معًا نستطيع تحقيق المزيد. نستطيع أن نجعل من النقابة موطنًا لجميع الصحفيين من جديد، وندعم حلمنا في إعادة بناء هذه المهنة وجعلها ملاذًا لكل من يحلم بغدٍ مختلف ومستقبل أفضل، مهما كانت العقبات”.
وأضاف البلشي في منشور على صفحته على فيسبوك أنه مع انطلاق الجلسة الأخيرة انحصرت آمال جزء كبير من الزملاء في فتح أبواب النقابة وعودة المقاعد. لكننا كنا على قناعة بأن الجمعية العامة، التي كانت أفضل مثال على الحضور والإرادة لتغيير الواقع في انتخابات عام 2023، قادرة على تحقيق الكثير. كنا ندرك أن مجموعة الصحافيين الذين كانوا يناضلون من أجل استعادة النقابة لم تكن مهتمة باستعادة مبنى، بل باستعادة دور النقابة وجوهرها. لقد كانت رسالة حضوركم بمثابة تفويض ببذل كل الجهود، ولذلك وعدت بأن أكرس نفسي لتنفيذ هذا التفويض بكل قوتي، وأن أفتح كل الملفات التي تم تجاهلها لفترة طويلة، وأن أجعل الجمعية العامة شريكة من جديد في كل الأمور، دون إقصاء أو تمييز، وأن أرجع النقابة إلى فكرتها الأساسية وهي توفير بيت لكل صحفي يحمي ويطور ويحفظ ويراقب ويتدخل.
وتابع: “كنا نعلم أن نقابة قوية هي الخطوة الأولى في الدفاع عن حقوقنا، وأن الصحافة التي تعبر عن آمال وتطلعات المواطنين ستصمد. وأن الصحافة هي القادرة على نفض الغبار عن كاهلها والخروج من أزمة القيود التي قيدت عملنا في فضاء من الحرية وفرص التعبير عن الذات”.
وأضاف: “كانت خطتنا في بداية هذه الدورة النقابية هي استعادة هذه المهنة، واستعادة نقابتنا بيتًا لجميع الصحفيين. أردنا أن نعيد للمبنى رونقًا وأهمية، وكذلك قوة وتأثير المهنة، على خطين متوازيين. لم يقتصر جهدنا في إحياء المبنى على شكله، بل امتد إلى أهميته والخدمات التي يقدمها. أردنا معالجة جميع القضايا الشائكة بوضوح تام ولغة واضحة تحافظ على تراث نقابتنا وتقاليدها، دون فتح باب للصراع، أو التخلي عن مبادئنا العامة، أو تجاهل أي حق لصالح خدمة مؤقتة”.
وأكد أن الاتحاد، بفضل الجمعية العمومية وتضامنها وحضورها خلال العامين الماضيين، عاد قوياً وبكرامة. لقد حققنا تقدماً في قطاع الخدمات لمعالجة كافة القضايا الصعبة. وباعتبارنا أعضاء في نقابة موحدة، فقد شرعنا في توسيع نطاق خدمات العلاج والإسكان والتدريب، ومعالجة مشاكل تسريح العمال، وانخفاض الأجور، وتدهور الخدمات. لقد جمعنا قوانا لبناء الجسور مع الجميع – مع المؤسسات واللجان والمسؤولين. لقد استعدنا الدور الوطني للاتحاد، وفتحنا أبوابه لمختلف الندوات والفعاليات، وناقشنا كافة الملفات لتحرير قيمة الاتحاد وأهميته ودوره من عوامل الزمن والانحلال والظروف التي قيدته طويلا.
وأضاف: “لمدة عامين، كنا نسير على حافة الهاوية. كانت أبوابنا مفتوحة، وعقولنا منفتحة، وكان إصرارنا على التنوع الشامل والمشاركة جليًا. استكشفنا كل السبل لحل المشكلات، وتواصلنا مع الجميع، واستكشفنا كل فكرة، وحققنا في كل شكوى، وناضلنا لضمان بقاء نقابة الصحفيين عزيزة ومشرفة، لا يهزمها أحد، ولا تُغلق أبوابها مرة أخرى”.
وتابع: “حلمي وحلمكم واحد، وسيبقى هذا الحلم قائمًا في الانتخابات القادمة، ونحن قادرون على تحقيقه معًا. حلمنا أن الاتحاد، الذي خرج من غبار الأزمات والإغلاقات والقيود، أمامه اليوم فرصة ذهبية لتحقيق أحلام جمعيته العمومية، وهذه الفرصة يجب ألا تُفوّت”.
وأشار رئيس جمعية الصحفيين إلى أننا حولنا هذا الحلم إلى حقيقة قبل عامين وأدركنا منذ البداية أن حرية الصحافة هي مفتاح قوتنا. لقد حاولنا تحسين البيئة القانونية لحماية الصحافة والصحفيين. لقد قمنا بإعداد مشروع قانون لمنع الحبس في قضايا النشر والإفصاح العام، كما أعددنا مشروع قانون شامل لضمان حرية المعلومات وزيادة الشفافية. علاوة على ذلك، تم إدخال العديد من التغييرات التشريعية على قانون الصحافة والإعلام، وبعضها قيد العمل الصحفي. ونحن ندرك أن صوت الصحافة يمثل صوت المواطن، ولا يجوز لأي قيود قانونية أن تعيق هذا الصوت.
وتابع: “كما عملنا على ملفات حرية الصحافة وطورنا بنيتها القانونية، حاولنا أيضا فتح كل ملفات المهنة”. لقد ذهبنا إلى جميع الحفلات ولم نترك بابًا أو منصة مفتوحة للتعبير عن آرائنا دون طرق الباب. لقد اتفقنا على التفاوض والتعاون مع كافة الأطراف. وكما حققنا بعض النجاح في مرحلة السجن والحصار الأولية، فإننا حاولنا بكل قوتنا وبالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة إطلاق خطة لتنشيط المؤسسات الوطنية واستعادة شبابها. ركز الاجتماع على تطوير خطة لتوظيف العمال المؤقتين. وقد بدأت الخطوات نحو تنفيذه فعليا. وبفضل جهود الهيئة الوطنية للصحافة والتعاون المستمر مع نقابة الصحفيين فإن هذه الخطة تقترب الآن من الاكتمال.
وأضاف: “كما كانت حرية الصحافة شغلنا الشاغل، لم نُهمل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. لقد عملت معكم ولصالحكم لمدة عامين لاستعادة الخدمات وإصلاح نظام الأجور، الذي تضرر بشدة جراء سنوات الإغلاق والتوقف عن العمل التي أثرت علينا جميعًا. وقد تحقق ذلك من خلال مفاوضات مستمرة وبدء جولة نقاش شاملة حول قانون العمل، وتدني الأجور، وتدهور الخدمات، والفصل التعسفي. كما عملنا على حماية حقوق الصحفيين في جميع المؤسسات دون استثناء”.
وتابع البلشي: “إنني أقدم لكم للمرة القادمة قناعة راسخة، عززتها التجربة والأزمات والكوارث الاقتصادية التي واجهتها مهنتنا على صعيد الحريات والأداء المهني، بأننا مهنة تموت بدون حرية، وأن الحرية والتنوع ليسا ترفاً للصحفيين، بل مرادفاً لـ “كسب الرزق”. عندما لا تكون هناك حرية، تغلق الصحف، وتختفي الصحافة، ويتدهور التوزيع، وتطول قائمة العاطلين عن العمل والفصل التعسفي، ويدفع الصحفيون على جميع المستويات ثمناً باهظاً.
وأضاف: “لدينا حلم نبيل بدأناه معاً قبل عامين، واليوم أقدم نفسي مجدداً لأحظى بثقتكم وأحقق ما تبقى من هذا الحلم”.