شركات تعزف عن التسجيل في برنامج دعم الصادرات بسبب الاشتراطات الحكومية.. ما القصة؟

منذ 5 ساعات
شركات تعزف عن التسجيل في برنامج دعم الصادرات بسبب الاشتراطات الحكومية.. ما القصة؟

جمال الدين: التنازل عن 70% من عائدات الدولار من أهم الأسباب بارزي: المصدرون يعتمدون على البرنامج الجديد

 

وقد أدت متطلبات الحكومة لبرنامج تعزيز الصادرات إلى عدم تسجيل بعض شركات التصدير في البرنامج في السنة المالية الحالية. واضطر آخرون للتسجيل للحصول على أموالهم واستعادة جزء من تكاليف إنتاجهم، بحسب مصدرين تحدثوا لـ«الشروق».

 

وفي بداية العام المالي 2024/2025، أطلقت الحكومة برنامجًا جديدًا لتشجيع الصادرات، وخفضت المخصصات المالية من 28 مليار جنيه إلى 23 مليار جنيه، وذلك مع تزايد الضغوط على الموازنة العامة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا آنذاك. قال وليد جمال الدين عضو المجلس التصديري لمواد البناء، إن هناك اهتماما قليلا من جانب شركات تصدير مواد البناء بالتسجيل في برنامج دعم الصادرات، حيث تردد الكثيرون في التسجيل من الأساس بعد التغييرات التي أجرتها الحكومة على شروط صرف الدعم. أدخلت الحكومة تغييرات على شروط وأحكام مدفوعات تعزيز الصادرات في البرنامج الجديد، مما أدى إلى إلغاء العديد من المزايا التي حصلت عليها الشركات في إطار البرنامج السابق، والذي استمر لمدة ثلاث سنوات وشهد زيادة غير مسبوقة في الصادرات. وتضمنت التغييرات خفض دعم الصادرات بنسبة تصل إلى 75% في بعض القطاعات، وخفض حصة الدعم للشحن والمعارض الأجنبية، وإلزام الشركات بالتنازل عن ما بين 50 و70% من أرباحها بالدولار. وأضاف جمال الدين: “جعلت الظروف البرنامج غير مجدٍ ماليًا للعديد من شركات التصدير، إذ اضطرت إلى دفع دولاراتها للحصول على الدعم، الذي انخفضت قيمته بنسبة 70%. وزاد من تعقيد الأمور طول الإجراءات، وكثرة المستندات المطلوبة، وتأخير صرف الدعم، الذي قد يستمر لسنوات”. على مدى العامين الماضيين، عانى الاقتصاد المصري من نقص حاد في العملة الصعبة، قبل أن يعلن البنك المركزي تحرير سعر الصرف في مارس/آذار من العام الماضي. وحاولت «الشروق» الاتصال بأماني الوصل، رئيس قطاع الاتفاقيات والتجارة الخارجية ومدير صندوق تنمية الصادرات بوزارة الصناعة والتجارة، إلا أنها رفضت التعليق. قال محمد سرج رئيس مجلس تصدير الجلود والمنتجات الجلدية إن نسبة الشركات المشاركة في برنامج دعم الصادرات تأثرت إلى حد ما بسبب اشتراط خفض قيمة دعم الصادرات. وأضاف: “لكن هذا لن يثني الشركات عن التسجيل، فهي ملزمة بالحصول على أي تمويل”. قال مجدي طلبة، عضو المجلس التصديري للملابس الجاهزة، إن البرنامج الذي يبدأ تنفيذه في يونيو 2024، غير مرضي للعديد من شركات التصدير بسبب الشروط التي وضعها. وأضاف أن هناك مشاكل في برنامج تعزيز الصادرات الحالي، خاصة فيما يتعلق بتأخر تطبيق نظام المناقصات لتسوية ديون المصدرين المتأخرة. وافقت الحكومة على نظام المناقصات كآلية لصرف مستحقات المصدرين المتأخرة حتى يتمكنوا من تسوية ديونهم لصندوق تنمية الصادرات وكذلك ديونهم للجهات الحكومية المتعلقة بالضرائب وفواتير المرافق. وبحسب بيان رسمي، سددت وزارة المالية نحو 70 مليار جنيه مصري من مستحقات أكثر من 2800 شركة تصدير خلال الفترة من 2019 وحتى 2024. وأوضحت ماري لويس، عضو مجلس تصدير الملابس الجاهزة، أنه في حين تنص شروط البرنامج الحالي على خفض الدعم إلى النصف، إلا أن المصدرين يجب أن يسجلوا للحصول على هذه الأموال، حتى لو كانت المبالغ صغيرة، حيث يتم تضمين قيمة هذه الدعم في تكلفة الإنتاج. وتبلغ صادرات مصر غير البترولية نحو 40.8 مليار دولار في عام 2024، مقابل 35.7 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 14%. وذلك بحسب بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر. قال عضو مجلس تصدير الصناعات الغذائية هاني بارزي إن برنامج دعم الصادرات هذا العام لم يرتق إلى مستوى تطلعات المصدرين. ويرجع ذلك إلى انخفاض مستوى دعم الصادرات الممنوح للشركات وبعض القيود على الصرف. ولكن هذا لا يعني أن الشركات لم تشارك بحماس. وتابع بارزي: “نحن ننتظر حاليا برنامج الترويج للصادرات الجديد وأتوقع أن يرضي جميع المصدرين”. ورفعت الحكومة ميزانية تشجيع الصادرات إلى 44.5 مليار جنيه في العام المالي الجديد، بزيادة قدرها 100% عن العام السابق. وفي مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن تطوير برنامج جديد لدعم الصادرات بالتعاون مع وزارتي المالية والاستثمار. وسيدخل البرنامج حيز التنفيذ في بداية السنة المالية الجديدة وسيستمر لمدة ثلاث سنوات. وفي إطار خطتها لزيادة الإيرادات الدولارية، تأمل الحكومة في زيادة قيمة الصادرات إلى 145 مليار جنيه بحلول عام 2030.


شارك