“اصطياد الصقور المتطرفة”.. ما مصير إخوان الأردن بعد قرار حظر الجماعة؟

منذ 4 ساعات
“اصطياد الصقور المتطرفة”.. ما مصير إخوان الأردن بعد قرار حظر الجماعة؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأردن وخارجه، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية حظر جماعة الإخوان المسلمين، ووصفتها بأنها “منظمة غير مشروعة” بعد اكتشاف تورطها في “أنشطة سرية تهدد الأمن والاستقرار الوطني”.

وتضمنت قرارات الحكومة الأردنية سلسلة من الإجراءات القانونية والتنفيذية ضد المنظمة وأصولها وأعضائها. واتهمت بالقيام بأنشطة تهدد الأمن القومي، بما في ذلك تجميع الأسلحة وتجهيز الصواريخ.

وأعلن الأردن الأسبوع الماضي إحباط عمليات تستهدف الأمن الوطني كشفتها أجهزة المخابرات. وقالت الوزارة إنها رصدت هذه الأنشطة منذ عام 2021، مما أدى إلى اعتقال 16 شخصًا.

وشملت هذه الأنشطة الإنتاج المحلي للصواريخ واستيراد صواريخ أخرى بشكل غير مشروع، وحيازة متفجرات وأسلحة، ومحاولة تصنيع طائرات بدون طيار، وتجنيد وتدريب أفراد داخل المملكة وخارجها. وأُحيلت القضايا إلى محكمة أمن الدولة.

ونفت جماعة الإخوان المسلمين على الفور أي علاقة لها بهذه الأعمال، وأكدت التزامها بالعمل السلمي ودعمها لأمن الأردن واستقراره. ويكشف القرار الذي اتخذته الحكومة الأردنية اليوم عن أدلة على تورطها في المؤامرة.

وتنقسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إلى ثلاثة فصائل ذات خلافات كبيرة، ما يثير تساؤلات حول مصير هذه الفصائل ومن منها يشمله الحظر.

يقول الخبير في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لا تمثل كياناً واحداً، بل هي منقسمة إلى عدة فصائل ذات رؤى وأهداف مختلفة.

وأضاف فرغلي، في تصريحات خاصة لايجي برس، أن إحدى هذه الحركات هي الجماعة الملكية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع القصر الملكي الأردني. ويعتقد أن الملك ينتمي إلى عائلة النبي، وأنه من غير المقبول معارضة النظام الملكي، خاصة في ضوء الإنجازات الكبيرة التي تحققت في ظل هذا النظام.

وأشار فرغلي إلى وجود تيار “قطبي” أكثر تطرفاً يدعو إلى أفكار متطرفة مشابهة لأفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وأوضح أن هذه الحركة ظهرت بعد أحداث الربيع العربي عام 2011، حيث شاركت في أنشطة ومظاهرات مؤيدة لجماعة الإخوان في مصر، وقادت الجماعة خلال تلك الفترة.

وأوضح الخبير في الحركات الإسلامية أن هذا الوضع أدى إلى انقسام داخل الجماعة، بقيادة عبد المجيد الذنيبات، الذي يرفض ممارسات الجماعة ويعتبرها خاطئة. وأكد على ضرورة الحفاظ على علاقات وثيقة مع الملك، مشيرا إلى أن الذنيبات سيطر بعد ذلك على مقر الجماعة وأنشأ منظمة جديدة أطلق عليها جمعية الإخوان المسلمين الأردنية، والتي اعترفت بها الحكومة الأردنية وقدمت الدعم المالي للجماعة.

وأشار فرغلي إلى ظهور تيار ثالث داخل الجماعة يعرف باسم “الصقور” أو “الحماسيين”، وهي حركة شبابية أقرب إلى حركة حماس الفلسطينية.

وقال إن العلاقة بين هذه الحركة والنظام الملكي متقلبة. كلما اقتربت الدولة من حماس، أصبحت أكثر هدوءا. كلما ابتعدت عن حماس، كلما تصاعدت الاحتجاجات والضغوط.

وأكد فرغلي أن هذه الحركة يقودها حاليا مراد العضايلة، الذي ارتقى ليصبح رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، كما يرأس جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي للجماعة، والتي حصلت على ما بين 34 و38 مقعدا في الانتخابات الأخيرة.

وأوضح فرغلي أن معظم قرارات ومواقف الحركة تنطلق من توجيهات حماس، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين الطرفين.

وأوضح ماهر فرغلي أن الحركة التي تأثرت بالحظر الحكومي هي حركة حماس التي تهيمن على المشهد داخل الجماعة وتتزعم حزب جبهة العمل الإسلامي. وأشار إلى أن القرار كان يستهدف بشكل مباشر “صقور” الجماعة وليس الجمعية التي تأسست لاحقا تحت إشراف الدولة وهي أقرب إلى المعسكر المعتدل.

ويتوقع الخبير في الحركات الإسلامية أن تترك الحكومة الأردنية الجمعية الحالية على وظيفتها الحالية. ومع ذلك، فإن الحظر سوف يؤثر على الجماعات المتبقية، والتي تشمل الصقور المتطرفين، وهو جزء من جهد أوسع لكبح نفوذ الجماعات الأكثر تطرفا.


شارك