وزير الاتصالات: نتوسع في البرامج التدريبية التى تهدف إلى بناء قاعدة عريضة من المهارات الرقمية والمتخصصة في الذكاء الاصطناعى

منذ 3 ساعات
وزير الاتصالات: نتوسع في البرامج التدريبية التى تهدف إلى بناء قاعدة عريضة من المهارات الرقمية والمتخصصة في الذكاء الاصطناعى

يعمل مركز الابتكار التطبيقي على تعزيز التعاون مع المجتمع الأكاديمي والصناعة لتطوير حلول لمعالجة التحديات المجتمعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

عمرو طلعت يبحث توسيع التعاون المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي مع وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بالإمارات.

وسيجري لقاءات ثنائية مع وزراء من ماليزيا وإندونيسيا وكازاخستان لبحث خلق آفاق التعاون المشترك في المجالات ذات الصلة.

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر أصدرت الطبعة الثانية من استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي، استكمالاً للإنجازات التي تحققت منذ صدور الطبعة الأولى عام 2021. وأوضح أن الاستراتيجية تعكس رؤية الدولة بأهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع وتعزيز المهارات ودعم التنمية الشاملة. وأشار إلى أن النسخة الأولى من الاستراتيجية حققت نجاحات عديدة على مختلف الأصعدة، منها تطوير الكوادر المتخصصة، وتطوير تطبيقات مبتكرة في قطاعات عديدة. وساهم ذلك في تحسن ترتيب مصر في مؤشر أكسفورد إنسايت العالمي لجاهزية الذكاء الاصطناعي بمقدار 46 مركزًا خلال خمس سنوات، لتصل إلى المركز 65 من بين 188 دولة في عام 2024.

جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته في جلسة رفيعة المستوى بقمة “الآلات تستطيع الرؤية 2025” المنعقدة في دبي بالإمارات العربية المتحدة. ضمن فعاليات “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”. ناقشت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في جذب أفضل المواهب وكيف يمكن لتطوير الذكاء الاصطناعي أن يساعد في الحد من هجرة الأدمغة وجذب المواهب من جميع أنحاء العالم. وحضر الفعالية جوبيند سينغ ديو، وزير التكنولوجيا الرقمية في ماليزيا؛ السيدة موتيا حافظ، وزيرة الاتصالات والشؤون الرقمية في إندونيسيا؛ وجاسلان مادييف، وزير التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الفضاء الجوي في كازاخستان.

وفي كلمته خلال اللقاء، أوضح الدكتور عمرو طلعت أنه تم التوسع في برامج بناء القدرات المقدمة كمنح تعليمية مجانية لتشمل كافة الفئات العمرية بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات المرموقة. ونتيجة لذلك، توسعت هذه البرامج بما يزيد على 25 ضعفاً. الهدف هو تدريب 500 ألف متدرب سنويا. ويأتي ذلك في إطار خطة طموحة لبناء قاعدة واسعة من المهارات الرقمية والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن مصر تنتهج نهجاً شاملاً لبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، بدءاً من تطوير المناهج الدراسية في المدارس، وصولاً إلى إنشاء كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي في الجامعات، وتوفير منح دراسية متخصصة لبرامج الماجستير المهني في هذا المجال. وأضاف أنه تم إنشاء 23 مركزا للإبداع الرقمي في مصر، توفر للشباب منظومة متكاملة لاكتساب المهارات وتحفيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الحلول الرقمية.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت أنه تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقي والذي سيتعاون مع المجتمع الأكاديمي والصناعة لتطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المجتمعية في قطاعات رئيسية مثل الصحة والزراعة. موضحًا أن الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول تم إطلاقه في عام 2023 ويحتوي على مجموعة من القيم والمبادئ لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي؛ وأشار إلى دور مصر الفاعل في صياغة استراتيجية عربية موحدة للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى دورها الرائد في تطوير الاستراتيجية القارية الأفريقية ومشاركتها في إعداد الأطر الأخلاقية بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن أحد الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي هو تمكين 36% من المواطنين من استخدام الأدوات والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يعتمد بالدرجة الأولى على تطوير التطبيقات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، مثل الرعاية الصحية والزراعة. وأشار إلى أن اللغة تشكل عاملاً أساسياً في تحقيق هذا الهدف، حيث تستثمر الدولة بشكل كبير في تقنيات معالجة اللغة الطبيعية باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية لضمان سهولة الاستخدام والوصول إلى هذه التقنيات. وسيتم دمج هذه الأدوات المبتكرة في منصة مصر الرقمية، مما يتيح للمواطنين التفاعل بسهولة مع الحكومة من خلال خدمات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وشدد على أهمية ضمان الوصول الشامل إلى هذه التقنيات للجميع، ليس فقط من خلال توفيرها ولكن أيضًا من خلال تحسين معرفة المواطنين الرقمية. وأكد أنه يتم تنفيذ حملات توعية وتدريب مهني على مستوى الدولة لضمان الاستخدام الشامل لجميع فئات المجتمع.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يطبق منهجية عمل تعتمد على التعاون والتكامل بين مختلف القطاعات، حيث تم إنشاء المجلس القومي للذكاء الاصطناعي، الذي يضم الجهات المعنية بالذكاء الاصطناعي، لتنسيق الجهود الوطنية في هذا المجال. وأشار إلى أنه تم إطلاق برنامج تدريبي خاص لرفع الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي. يهدف هذا البرنامج بشكل خاص إلى صناع السياسات ويهدف إلى تحسين قدرة المسؤولين الحكوميين على دمج التقنيات الجديدة في السياسة الحكومية. وأكد على دعم الحكومة للشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال إنشاء مراكز الابتكار الرقمي وبرامج الحضانة وتطوير الأطر التي تمكن من الوصول إلى البيانات المفتوحة وقدرات الحوسبة لتعزيز الابتكار.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن توافر البنية التحتية الرقمية القوية هو حجر الزاوية في أي استراتيجية للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن مصر تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي فريد، حيث يمر عبرها أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب وحوالي 20% من حركة البيانات العالمية، مما يجعلها مركزاً إقليمياً للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. وأشار إلى الجهود المبذولة لتحسين خدمات الاتصالات والإنترنت من خلال نشر خدمات الجيل الخامس على مستوى البلاد وتوسيع كابلات الألياف الضوئية. وأضاف أن الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها خلال السنوات الست الماضية ساهمت في زيادة سرعة الإنترنت عبر الخطوط الثابتة بأكثر من 15 ضعفاً. وهذا يجعل مصر الدولة الأفريقية التي تتمتع بثاني أعلى سرعة للإنترنت والدولة التي تتمتع بثاني أقل تكلفة للإنترنت الثابت في أفريقيا. وأشار إلى أنه تم ربط أكثر من 850 قرية بمشروع الحياة الكريمة عبر شبكات الألياف الضوئية، على أن يتم الوصول إلى أكثر من 1400 قرية العام المقبل.

كما التقى الدكتور عمرو طلعت مع عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بدولة الإمارات العربية المتحدة، لبحث زيادة التعاون بين مصر والإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي بداية اللقاء هنأ الدكتور عمرو طلعت عمر سلطان العلماء دولة الإمارات على نجاحها في استضافة القمة وأشاد بالتقدم الكبير الذي أحرزته الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

من جانبه أشاد عمر سلطان العلماء بالتقدم الذي أحرزته مصر في مجال إدخال واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأكد الاجتماع على أهمية التعاون الجماعي في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة من إمكانات هذه التقنيات. كما تم مناقشة فرص الاستفادة من الخبرات المصرية في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

حضر الاجتماع؛ عن كثب. أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وسماح عزيز رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وعلى هامش القمة، عقد الدكتور عمرو طلعت أيضًا اجتماعات ثنائية مع جوبيند سينج ديو، وزير التكنولوجيا الرقمية الماليزي؛ ميوتيا حافظ، وزير الاتصالات والشؤون الرقمية في إندونيسيا؛ وجاسلان مادييف، وزير التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الفضاء الجوي في كازاخستان. وبحثت اللقاءات فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي والمجالات ذات الصلة.

شارك الدكتور عمرو طلعت في الجلسة الافتتاحية لقمة “الآلات تستطيع الرؤية”، والتي حضرها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، إلى جانب نخبة من الشخصيات الرائدة في صناعة الذكاء الاصطناعي، من وزراء ومسؤولين حكوميين، ومديرين تنفيذيين لشركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة، وكبار الباحثين والخبراء الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.

يُذكر أن قمة “الآلات تستطيع الرؤية 2025” هي أكبر قمة سنوية مخصصة لمناقشة أحدث الاتجاهات والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط. ويقام المنتدى يومي 23 و24 أبريل ويهدف إلى مناقشة الرؤى لمستقبل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وتسليط الضوء على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء عالم أكثر أمانًا واستدامة.


شارك