خبراء سياسيون: نحتاج إلى استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع إسرائيل وتهديداتها لعدة دول بالمنطقة

منذ 3 ساعات
خبراء سياسيون: نحتاج إلى استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع إسرائيل وتهديداتها لعدة دول بالمنطقة

الدبلوماسي الفلسطيني بركات الفرا: نحتاج إلى وحدة عربية لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي.

• د. أحمد يوسف: حان الوقت للتصعيد الدبلوماسي ضد إسرائيل.

الأردني الحارث الحلالمة: نوايا إسرائيل التوسعية تتطلب تغييراً في استراتيجية الدول العربية.

الفلسطيني أيمن الرقب: الخطة المصرية تتضمن حلولاً ممكنة لقطاع غزة.

تشن إسرائيل حرب إبادة في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف. وفي الوقت نفسه، تنفذ البلاد هجمات على لبنان وسوريا المجاورتين، ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصراره على مواصلة الحرب “حتى تحقيق الأهداف”. وهذا على الرغم من الدمار الهائل والأزمة الإنسانية الكارثية المتصاعدة في قطاع غزة.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر والدعم الأميركي اللامحدود، دعا السفير الفلسطيني الأسبق في القاهرة بركات الفرا إلى إحياء العمل العربي والإسلامي المشترك. واعتبر ذلك ضروريا للغاية لمواجهة التحديات ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وحماية شعوب المنطقة.

وقال السفير الفرا إن القيادة الإسرائيلية المتطرفة لا تعرف إلا لغة العنف، وبالتالي يجب مواجهة مخططات إسرائيل بالعنف. ولكن العنف والقتل والإرهاب لا يستخدم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بل قوة التحالف وبناء موقف عربي موحد.

وأكد على ضرورة ممارسة الضغط الاقتصادي على الولايات المتحدة، مشيراً إلى الأرباح الأميركية من الصادرات إلى الدول العربية، والاستثمارات العربية في واشنطن. وشدد أيضاً على ضرورة استغلال الموقع الجيوسياسي للعالم العربي، الذي يضم بحاراً وممرات مهمة للتجارة الدولية، لتحقيق التوازن في العلاقات العربية الغربية. وأشار إلى تواجد القواعد العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء العالم العربي من أجل تأمين مصالحها دون أي تعويض.

وأشار إلى أن قطاع غزة أصبح غير صالح للسكن بسبب العمليات العسكرية. إضافة إلى ذلك، هناك عدوان مستمر على مخيمات اللاجئين وتدمير البنية التحتية في الضفة الغربية، مما يجبر السكان الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.

ودعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إجبار إسرائيل على دفع تعويضات عن الدمار الذي أحدثته في قطاع غزة، وذلك من خلال تبني المبادرة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة. وأكد أنه لا سلام دائم دون سلام عادل، وحذر من معارضة المشاريع الاستعمارية التي تهدف إلى تقسيم المنطقة.

• المحلل السياسي الأردني الحارث الحلالمة: نحتاج إلى استراتيجية عربية جديدة.

والدكتور يذهب في نفس الإتجاه أيضاً. الحارث الحلالمة، أستاذ العلوم السياسية في الأردن. ويرى أن النوايا الواضحة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة وتوسيع المستوطنات تتطلب تغيير استراتيجية الدول العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية.

وأضاف الحلايمة أن إنهاء عمل الأونروا يهدف إلى طرد اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب المحاولات المستمرة لضم أراضٍ في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات لقمع الشعب الفلسطيني وإجباره على النزوح. كما أدان استخدام المستوطنين المسلحين ضد الفلسطينيين.

وأكد أن الطريق الوحيد لتجنب مواجهة المؤامرات الخارجية هو توحيد الصف العربي ومقاومة الاحتلال بكل حزم. وأشار إلى أن التشرذم والعمل الأحادي الجانب سيؤدي إلى تحرك كل دولة منفردة، وهو ما لن يخدم القضية الفلسطينية ولا مصالح الأمة.

وأشار إلى أن مواقف مصر والأردن متطابقة، وأكد أن أي حل للقضية الفلسطينية غير حل الدولتين أمر غير مقبول من الأردن ومصر على حد سواء. وأضاف أن محاولات الابتزاز الاقتصادي من قبل البلدين عبر قطع المساعدات الاقتصادية لن تثنيهما عن موقفهما. وأضاف: “مصر اتخذت موقفا سلبيا واضحا، والأردن أيضا يعتبر محاولة الطرد إعلان حرب بحد ذاتها، وأكد مجددا أنه لن يقبل بهذه التوجهات غير الواقعية”. وشدد على أهمية تشجيع المنظمات الدولية كمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة على إصدار قرارات تدين سلطة لا تعترف بالتعايش السلمي. وشدد أيضاً على ضرورة دعم وإدانة الإجراءات المتخذة ضد الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وأكد أيضاً أن صمود الشعب الفلسطيني يجب أن يحظى بالدعم من خلال تقديم كل المساعدات اللازمة لتعزيز تواجده على أرضه.

• أيمن الرقب: الحل في الخطة المصرية.

أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في فلسطين الدكتور أيمن الرقب، إلى أن قرارات القمة العربية في القاهرة تناولت كافة القضايا وصاغت حلولاً لإعادة إعمار قطاع غزة، إلا أن “العدو الصهيوني” لا يريد السلام. وأضاف أن مصر قدمت خطة لإعادة إعمار قطاع غزة تتضمن حلولا استراتيجية دون تهجير.

وأكد أن الإبادة الجماعية في قطاع غزة هي الأسوأ في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى الاستراتيجية التوسعية التي تنتهجها دولة الاحتلال والتي تتمثل في هدم المنازل وتدمير المناطق السكنية في رفح وقطاع غزة. ودعا المجتمع الدولي إلى وقف المحتلين الذين يتجاهلون القرارات الدولية ويرتكبون جرائم القتل بحق الفلسطينيين، حيث لا توجد إجراءات دولية حقيقية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.

ودعا إلى دعم خطة مصر لعقد مؤتمر دولي للسلام في الأمم المتحدة في يونيو/حزيران المقبل. وسلط الضوء على التحديات التي تواجه الخطة المصرية، بدءاً من موقف البيت الأبيض الذي يراه عائقاً أمام الرؤية المصرية في ظل رفض إسرائيل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع.

ودعا الرقب العرب إلى تشكيل مجموعات والتوجه إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية لفتح حوار جدي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على أبناء قطاع غزة. وأضاف: “رأينا كيف تغيرت علاقة الولايات المتحدة بحماس. عندما أرادوا العمل لمصلحة إسرائيل، بدأوا حوارًا مباشرًا مع الحركة”.

واعتبر أن الإجراءات الأميركية تهدف إلى ابتزاز غزة للحصول على مزيد من التنازلات وتحقيق نجاح أكبر لإسرائيل.

• د. أحمد يوسف: حان الوقت لتصعيد عربي ضد إسرائيل.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، يرى أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه حان الوقت لتكثيف الهجوم الدبلوماسي ضد إسرائيل في المنظمات الدولية، لكشف مؤامراتها ودحض مخططاتها. ويرى أن على الدول العربية أن تلجأ إلى دبلوماسية أكثر عدوانية تجاه إسرائيل وتبدأ بسحب سفرائها وقطع العلاقات الدبلوماسية. وقال إن بعض الدول استعدت لذلك بعد الإبادة الجماعية وتوسع الاحتلال.

وأكد يوسف أنه يجب كشف الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق السكان العزل في قطاع غزة. وأضاف أن الدول العربية انضمت إلى شكوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية متأخرة للغاية وأن الوقت حان للقيام بذلك. وأشار إلى أنه لولا المساعدات الخارجية لما استطاعت إسرائيل الصمود في وجه عمليات المقاومة.

وأشار إلى أن الدول العربية قادرة على فرض عقوبات فردية على إسرائيل، وأنها تمتلك الوسائل التصعيدية اللازمة لردع إسرائيل. وأشار أيضاً إلى أن استمرار إسرائيل بهذا النهج يعني تعرض العلاقات التي بنتها بنجاح مع العرب للخطر. وجاء ذلك واضحا في بيان وزارة الخارجية المصرية، الذي قالت فيه إن الإجراءات الإسرائيلية الخاطئة تقوض أسس السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن إسرائيل تهدد الأمن العربي بشكل عام، والأمن للدول المجاورة لفلسطين بشكل خاص، مستشهداً بخرق الاتفاق مع لبنان ورفض الانسحاب من خمس نقاط. انتهك اتفاق 1974 مع سوريا، واحتل أجزاء واسعة من الأراضي السورية، ودمر جيشها. كما هدد بالتدخل لحماية الدروز وحاول طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. وأخيراً، أشار نتنياهو إلى إمكانية فصل جزء من الأراضي السعودية لاستخدامها كوطن للفلسطينيين الذين يريد طردهم.

• باحث سوري: الأخطر منذ عام 1948

ووصف الباحث السوري وائل أمين الوضع الراهن بأنه الأخطر على المنطقة منذ حرب 1948، داعياً إلى توحيد الجهود العربية ودعم خطة إعادة الإعمار في مصر من خلال تبني توجه عربي داعم لمصر. وأشار إلى محاولات إسرائيل تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولي لمنع القاهرة من معارضة المخططات الصهيونية.

وأكد أن المؤامرات التي تستهدف العالم العربي لا يمكن مواجهتها إلا بتضافر الجهود العربية والرؤى السياسية للدول العربية لإعادة التوازن إلى المنطقة. وأشار إلى أن الوضع في سوريا يندرج ضمن مخططات إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

• أستاذ قانون: الطرد جريمة دولية ولا يوجد ما يسمى بالمغادرة الطوعية.

ومن الناحية القانونية أكد الدكتور أيمن عبد العلي أستاذ القانون الجنائي أن طرد سكان قطاع غزة من الأراضي المحتلة يشكل جريمة دولية بموجب المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 لحماية المدنيين في وقت الحرب والتي تحظر طرد أو إبعاد أو نقل سكان الأراضي المحتلة لأي سبب من الأسباب.

وأضاف أن المادة 147 تجعل من الإبعاد أو النقل غير المشروع لسكان الأراضي المحتلة انتهاكا جسيما للاتفاقية، مشيرا إلى أن طرد سكان قطاع غزة إلى الخارج يعد جريمة دولية.

وأضاف أن محكمة العدل الدولية، في رأيها الاستشاري بشأن العواقب القانونية لسياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قضت بأن مفهوم التهجير القسري يمتد أيضاً إلى الحالات التي يكون فيها التهجير طوعياً وبموافقة سكان الأراضي المحتلة.

وأوضح أن النقل قد يكون “قسريا” ليس فقط إذا تم من خلال استخدام القوة البدنية، بل أيضا إذا لم يكن أمام الأشخاص المعنيين خيار سوى مغادرة المبنى. ولذلك فإن غياب العنف الجسدي لا يستبعد إمكانية النقل القسري.

ومع استئناف الحرب في مارس/آذار الماضي، حظرت إسرائيل استيراد المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وأنشأت إدارة جديدة داخل وزارة الدفاع للإشراف على ما تسميه إسرائيل الطرد “الطوعي” للفلسطينيين. لكن المراقبين يؤكدون أن الفلسطينيين سيضطرون إلى الفرار من قطاع غزة بسبب الظروف القاسية التي تفرضها إسرائيل عليهم، ولن يترك لهم خياراً سوى مغادرة البلاد.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد مر أكثر من شهر دون وصول قطرة واحدة من المساعدات الإنسانية – سواء كانت غذاء أو وقودا أو أدوية أو سلعا تجارية – إلى قطاع غزة. أدت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على غزة إلى تدمير أحياء بأكملها. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تم تدمير تسعة منازل من بين كل عشرة منازل في قطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، تعرضت المدارس والمستشفيات والمساجد والمقابر والمتاجر للقصف بشكل متكرر.


شارك