ما نتائج مؤتمر مجموعة العمل الوطنية لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين؟

• عمرو موسى: يجب التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية الحالية ليست في وضع يسمح لها بإجراء أي محادثات سلام.
• نبيل فهمي: علينا أن ندفع باتجاه إحياء المبادرة العربية (بيروت 2002)
• طارق فهمي: حماس لن تترك الساحة الفلسطينية ومصر هي الرقم الأهم في معادلة غزة.
• رشا راغب: يجب توحيد مفاهيم وروايات القضية الفلسطينية بين الشباب وتعزيز دور القنوات غير الرسمية لدعم القضية.
• أحد أبطال حرب أكتوبر يلقي الكلمة الختامية لمؤتمر مراكز الدراسات ورموز الفكر الاستراتيجي لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
تزامناً مع ذكرى تحرير سيناء؛ عقدت أمس الأربعاء المجموعة الوطنية لمواجهة مخططات التهجير الفلسطيني مؤتمرا موسعا لرؤساء مراكز الأبحاث والخبراء الاستراتيجيين المصريين البارزين في أحد فنادق شرق القاهرة. وناقش المؤتمر تداعيات تنفيذ خطط التوطين الفلسطينية على المستويين الوطني والإقليمي. آليات مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
بدأت فعاليات المؤتمر الذي استضافه الدكتور بهجت قرني أستاذ العلوم السياسية، بكلمة افتتاحية للدكتور أيمن عبد الوهاب رئيس المجموعة ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أكد فيها على أهمية التنسيق والتعاون بين مراكز الفكر في معالجة القضايا الوطنية. وشمل ذلك قضية النزوح الفلسطيني والتهديد الذي تشكله على الدولة المصرية والمنطقة. وكانت القوة الدافعة الرئيسية وراء تحالف المراكز الذي أسس مجموعة العمل الوطني. وفي كلمته الترحيبية، أكد اللواء أحمد الشهابي رئيس المركز الوطني للدراسات على أهمية استمرار مجموعة العمل الوطني في تناول كافة القضايا التي تهم الدولة المصرية ومصالحها، وأعرب عن استعداد المركز لمواصلة العمل ضمن التحالف الثلاثي حتى بعد انتهاء أزمة غزة. وبعد هذا؛ وقدم اللواء الدكتور أحمد فاروق مستشار المركز الوطني للدراسات والمنسق العام للمجموعة ورقة عمل حول المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وتطبيقاتها على أرض الواقع.
وأشار إلى الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها من خلال تنفيذ هذه المخططات. إن الأهداف الدينية الإيديولوجية والمصالح الاقتصادية هي المحور الرئيسي.
وقد حدث ذلك قبل أن يأخذ عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الكلمة. واعتبر أن تصرفات إسرائيل تشكل تهديدا للنظام العالمي، وأن قبول العالم لهذه التصرفات هو بمثابة اعتراف بأن “القانون الدولي أصبح بلا قيمة”. وزعم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير صالحة لمحادثات السلام، وأن تغيير إسرائيل من الداخل شرط أساسي لنجاح أي محادثات عربية إسرائيلية.
ومن جانبه؛ وأكد اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة وعضو مجموعة العمل أن “طرد الفلسطينيين والتوسع الإسرائيلي على حساب الأراضي العربية” سيناريو يتكرر منذ سنوات. ويجب أن ترتكز آليات مكافحة هذه المشكلة على هذه الحقيقة.
وهذا ما دفع اللواء محمد الكشكي نائب وزير الدفاع الأسبق إلى التصريح بأن أي خطة لا تأخذ في الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني محكوم عليها بالفشل. واتفق الدكتور مع هذا أيضًا. ووافق نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق على ذلك واقترح إحياء المبادرة العربية التي أعلنت في بيروت عام 2002. ووافق معظم الحاضرين، ومنهم اللواء أيمن عبد المحسن عضو مجلس الشيوخ، الذي رأى أن توحيد الموقف العربي لم يعد خياراً في ظل الواقع على الأرض الذي فرضته إسرائيل. بل هو ضرورة مطلقة؛ وخاصة بعد أن اتضحت أطماع إسرائيل في أراضي دول عربية أخرى مثل سوريا ولبنان، وإدراك الدكتورة رشا راغب، المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، لضرورة توحيد المفاهيم والروايات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بين الشباب؛ نحن نعمل على نشر رسالة إعلامية متناسقة باستخدام القنوات غير الرسمية.
كما تناول المؤتمر موضوع “مستقبل المقاومة الفلسطينية” والذي تناوله ورقة عمل للدكتور عمرو الشوبكي مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وعضو المجموعة.
وأكد أن المقاومة السلمية قد تكون الخيار الأمثل في الفترة المقبلة، خاصة بعد ضعف قدرات حركات المقاومة المسلحة، بما فيها حماس، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد أهمية دعم مصر للدور السياسي للمقاومة الفلسطينية ومساعدة السلطة الفلسطينية على تجاوز أي انقسامات أو ضعف. وعلق على ذلك الدكتور طارق فهمي نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، مؤكداً أن حماس لن تنسحب من الساحة الفلسطينية. وبالإضافة إلى ذلك، تبذل الجهود لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز الوساطة العربية، على الرغم من أن مصر لا تزال الطرف الأكثر أهمية في الوضع في غزة.
واختتم المؤتمر بكلمة ختامية للواء نصر سالم رئيس جهاز المخابرات الأسبق وبطل حرب أكتوبر.
يُذكر أن المجموعة الوطنية لمواجهة خطط التهجير الفلسطينية هي تحالف من مراكز أبحاث تضم المركز الوطني للدراسات، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وخبراء من مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة. بدأت الأعمال في فبراير الماضي (2025).
وفي نهاية الاجتماع أصدرت المجموعة بيانًا ختاميًا. واتفق المشاركون على أن تأثير نزوح سكان غزة – سواء إلى مصر أو دول أخرى – يتجاوز مجرد التهديد للأمن القومي المصري. ويهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، ويعرض للخطر مسار تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وأكد المشاركون، بحسب البيان، أهمية العمل على تعزيز التعاون العربي وبناء موقف موحد داعم لخطة إعادة الإعمار المصرية العربية. في الوقت نفسه، يحشد أعضاء جامعة الدول العربية جهودهم لتمكين مجموعة صغيرة من التفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولابد من إطلاع هذه المجموعة على تأثير النزوح الفلسطيني على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي من أجل إحياء العملية السياسية وتجاوز مفاوضات وقف إطلاق النار وقضية اليوم التالي التي تستغلها إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشاروا إلى أنه من الممكن العمل على إحياء المبادرة العربية (2002). وهذا صحيح بشكل خاص لأنه في مقابل منح الفلسطينيين الحق في إقامة دولة، فإنه يتفاعل مع القضية الأمنية التي تهم إسرائيل وحلفائها الدوليين.
وأكدوا أيضا على أهمية التعاون والتكامل بين مراكز الفكر والمفكرين الاستراتيجيين لتعزيز إنتاج المعرفة التي تدعم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين. ويعزز هذا الأمر السلم والأمن الإقليمي والدولي ويمثل أحد ركائز الأمن القومي المصري.