الانتهاكات في غزة تتصدر أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب

منذ 6 ساعات
الانتهاكات في غزة تتصدر أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب

– أبو الغيط: الجرح الفلسطيني النازف هو أخطر الجراح العربية المفتوحة.

الصفدي: الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية.

شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم أعمال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية (163) برئاسة الأردن.

وحضر الحفل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية اليمني شايع الزنداني، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الخارجية اللبناني يوسف رجا، والسفير العراقي في القاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور قحطان طه خلف.

وكان على رأس جدول الأعمال القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. وتضمن ذلك رصد التطورات السياسية في القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية في غزة والقدس والأراضي الفلسطينية الأخرى.

وفي كلمته أمام الجمعية، أعرب الزنداني عن تقديره للموقف المشرف الذي رافق الرئاسة اليمنية في الدورة السابقة لمجلس عصبة الأمم، والذي عكس التزاماً جماعياً وإحساساً عالياً بالمسؤولية في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية.

وأضاف الزنداني: “لقد شكّلت لقاءاتنا ومشاوراتنا ركيزةً أساسيةً لتعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما شكّلت منصةً مهمةً لتبادل الآراء واتخاذ القرارات في ظلّ ظروف دقيقة وحساسة، حيث استطعنا التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التعامل مع الأزمات ومواجهة التهديدات المشتركة”.

من جانبه قال الصفدي في كلمته إن الأردن سيعمل خلال رئاسته الـ163 على تفعيل العمل الجماعي بما يخدم مصالح شعوبنا العربية ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار لدولنا العربية. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

وأكد الصفدي أن تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يشكل أولوية، مستشهدا بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وجوع. وأكد أن الجهود جارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وأشاد بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته: “لم يعد خافيًا على أحد في العالم أن إسرائيل تشن حرب إبادة ضد شعب قطاع غزة. إما أن يموتوا قتلًا أو جوعًا، أو يتركوا أرضهم لتنهبها المستوطنات والاحتلال”.

وأضاف: “تستمر هذه الحرب الوحشية على السكان المدنيين يوميًا، بالقصف والقتل وهدم المنازل، بالإضافة إلى الحصار والمجاعة ومنع وصول المساعدات. بعد وقف إطلاق نار دام قرابة شهرين، شهد تبادلًا للأسرى والإفراج عن رهائن، وتخفيفًا للوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس/آذار. ويقترب عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا على يد الاحتلال منذ ذلك التاريخ من 2000 شهيد. يضاف إلى ذلك الإغلاق التام لقطاع غزة أمام المساعدات والمواد الغذائية والصحية، مما دفع قطاع غزة وسكانه إلى أسوأ وأصعب وضع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023”.

وتابع: “إن الجروح العربية لا تزال مفتوحة، وأخطرها الجرح النازف في فلسطين، لكن الدول الأعضاء في هذه المنظمة تظل ملتزمة بمواجهة التحديات بمنطق العمل الجماعي وروح العروبة”.

وأضاف أبو الغيط أن رياح التغير العالمي المتسارعة، التي تكاد تقلب القواعد الراسخة والمعايير المألوفة، تجبرنا على التشبث بهذا الغطاء وحماية أنفسنا خلف هذا الجدار. وأكد أنه في مثل هذه الأوقات، حيث تكون الرؤية ضبابية والشكوك كبيرة، فإن العمل الجماعي يظل ملاذا ومسارا، وتظل العروبة ملاذا ودعما ومصدر ثقة في المستقبل.

وقال أبو الغيط إن صمت العالم على هذا الوضع اللاإنساني مخجل وفاضح، وأشار في هذا السياق إلى مواقف البابا فرنسيس الذي توفي قبل ثلاثة أيام. وكان فرانسيس صوتًا فريدًا للإنسانية والضمير في وقت اختار فيه كثيرون أن يديروا ظهورهم لهذه القيم. وحتى اللحظة الأخيرة، قبل ساعات من وفاته، ظل وفيا للعدالة والإنسانية، داعيا إلى وقف إطلاق النار ومقدما المساعدة لشعب غزة “الجائع والمتوق إلى مستقبل سلمي”، كما قال في خطبته الأخيرة.

وأضاف أبو الغيط: “لقد عبّر الجانب العربي عن موقفه الواضح، ودعا إلى الوقف الفوري لحرب التطهير العرقي، ورفض سيناريو الطرد غير الواقعي وغير القانوني. وفي قمة القاهرة في مارس الماضي، قدّم مقترحًا بديلًا – مقترحًا واقعيًا وعمليًا وقابلًا للتطبيق، لإعادة إعمار قطاع غزة وإدارته في أقرب وقت، وتجنب المواجهات المستقبلية، وتمهيد الطريق لتطبيق حل الدولتين، الذي لا نرى له بديلًا سبيلًا للاستقرار والسلام في المنطقة. وأعرب عن رغبته في دعم أصدقائنا ودعاة السلام حول العالم لإنقاذ هذه الرؤية وهذا الحل من مخططات اليمين المتطرف ذي النزعات التوسعية في إسرائيل”.

كما أعرب عن أمله في أن يمثل المؤتمر الذي سيعقد في يونيو المقبل برئاسة سعودية فرنسية في الأمم المتحدة، نقلة نوعية في التعامل مع حل الدولتين، وينقله من الدعم الخطابي إلى التطبيق العملي والتطبيق الفعلي.

وأكد أن السياسة التوسعية العدوانية تدفع المنطقة إلى هاوية الصراع وتقوض أسس السلام القائم وتضعف فرص السلام الدائم في المستقبل.

وقال: “إننا ندين اعتداءات إسرائيل المتكررة على الأراضي السورية، وتعديها على سيادة الدولة وأراضيها، ومحاولاتها السافرة لإثارة الفتنة والصراع الداخلي في ذلك البلد. كما ندين اعتداءات إسرائيل المستمرة على لبنان، وانتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار”. ودعا دول العالم إلى الضغط على قوات الاحتلال والمستوطنين للانسحاب من الأراضي العربية.

وأكد بشكل واضح أن الرؤى التوسعية لليمين الإسرائيلي وسياساته المتهورة لن تؤدي إلى خلق شرق أوسط جديد كما يدعي بعض قادته، بل ستؤدي إلى تأجيج الكراهية وإثارة العنف وإغراق المنطقة في دورات لا نهاية لها من الصراع.


شارك