بلدية غزة تطالب بالتدخل العاجل لحماية التراث الثقافي والتاريخي من خطر الإبادة

منذ 7 ساعات
بلدية غزة تطالب بالتدخل العاجل لحماية التراث الثقافي والتاريخي من خطر الإبادة

دعت مدينة غزة، اليوم الأربعاء، المنظمات الدولية المعنية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى التدخل العاجل وحماية التراث التاريخي والثقافي للمدينة من خطر الإبادة الجماعية على يد الاحتلال.

وفي بيان صحفي نشر اليوم على موقع المدينة، أوضحت المدينة أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد المباني الأثرية والتاريخية والأرشيف المركزي للمدينة خلال العدوان المستمر منذ أكثر من 18 شهراً. ويحتوي الأرشيف على عشرات الآلاف من الوثائق التي توثق المدينة وتراثها وتطورها الحضري.

وذكرت أن الاحتلال استهدف منذ بدء العدوان نحو 165 مبنى تاريخيا في المدينة، ما أدى إلى تضررها بدرجات متفاوتة، ما بين تدمير كلي وجزئي، بالإضافة إلى مبنى الأرشيف المركزي الذي يضم وثائق تاريخية عن المدينة.

وقالت البلدية إن مبنى الأرشيف المركزي، أحد أهم مبانيها الإدارية، تعرض للقصف، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة. وقد أتى الحريق الناتج عن ذلك على الطابق الأرضي بأكمله، والذي كان يحتوي على وثائق إدارية سرية وكنوز أرشيفية ذات قيمة تاريخية كبيرة.

وأضافت أن نحو 75 ألف ملف إداري وتاريخي تعرضت للتدمير بشكل كامل في الهجوم على المبنى. وشملت هذه الوثائق تراخيص البناء، والخطط الفنية، ورخص التجارة، وعقود المياه، والعديد من الوثائق المهمة الأخرى، والتي شكلت حوالي 60 في المائة من محتويات الأرشيف.

وحذرت البلدية من خطر مباشر يهدد نحو 70 ألف ملف لا تزال موجودة في المبنى المتداعي. يمكن أن ينهار المبنى في أي لحظة بسبب عدم وجود بدائل أو أماكن آمنة لحماية الملفات من التلف أو الضياع.

وبحسب البيان فإن هذا الأرشيف يعد كنزاً وطنياً وتاريخياً يوثق التراث الإداري والبلدي لمدينة غزة. وتحتوي وثائقها على ذاكرة تمتد لأكثر من قرن من الزمان وتجعلها شهادة حية على التغيرات التاريخية والحضرية التي شهدتها المدينة.

وأكدت البلدية على أهمية التدخل العاجل لدعم مشاريع الأرشفة والمسح الرقمي. ولإنقاذ الوثائق المتبقية، فإننا نطالب باتخاذ إجراءات طارئة، بما في ذلك الاستعادة الفورية للملفات. لحمايته من التآكل والتلف الناتج عن عوامل الطقس والبيئة.

أكدت بلدية غزة على ضرورة تنفيذ مشروع نمذجة ثلاثية الأبعاد للمدينة لتوثيق التراث التاريخي والمعماري للمدينة، خاصة في البلدة القديمة التي تعرضت لمحاولات متكررة لطمس هويتها وتدمير معالمها الحضارية.

وأكدت إدارة المدينة أن إنقاذ الأرشيف المركزي يعد خطوة مهمة في الحفاظ على هوية المدينة وحماية تراثها الثقافي والتاريخي. ودعت إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الذاكرة الجماعية الفلسطينية ووضع حد لمحاولات التدمير الممنهج للتراث الوطني.


شارك