وقفات للهلال الأحمر الفلسطيني تطالب بتحقيق دولي في استهداف طواقمه بغزة

انطلقت اليوم الأربعاء، في عدد من مدن الضفة الغربية، وقفات احتجاجية نظمتها طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمشاركة ممثلين عن جهات رسمية وشعبية وحزبية. وطالبت الاحتجاجات بإجراء تحقيق دولي في الاعتداءات التي تعرض لها موظفو الشركة في مارس/آذار الماضي في رفح جنوب قطاع غزة.
دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى تنظيم الاحتجاجات. وجاء في الشعار: “نطالب بلجنة تحقيق دولية لتحقيق العدالة لأرواح شهدائنا وتوضيح مصير أربعة من موظفينا المختطفين”. وتزامنت الاحتجاجات مع احتجاجات عالمية دعت إليها الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وفي تجمع جماهيري أمام مقر الجمعية في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، قال رئيس الجمعية، يونس الخطيب: “نطالب بالمحاسبة والقصاص. يجب عدم انتهاك القوانين الدولية بهذه الطريقة الصارخة واللاإنسانية”.
وأضاف الخطيب: “يجب حماية شارة الهلال الأحمر في كل الأوقات وفي كل مكان في العالم، وليس فقط في فلسطين”.
وأوضح أن “الدعوة للتضامن جاءت من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حتى يقف العالم مع أبناء وشهداء الهلال الأحمر الفلسطيني”.
إضافة إلى الاحتجاجات في البيرة، شهدت مدينتي طولكرم (شمال) وبيت لحم (جنوب) احتجاجات مماثلة، تزامناً مع فعاليات مماثلة في محافظات قطاع غزة.
وطالبت الجمعية خلال الاحتجاجات بـ”تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جريمة الاعتداء المستهدف على كوادرها الطبية، والكشف عن مصير أربعة من أعضائها المختطفين، وفي مقدمتهم المسعف أسعد النصاصرة”، بحسب منشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك.
وفي 23 مارس/آذار، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 مسعفاً وعاملاً في الدفاع المدني في منطقة تل السلطان المحمية دولياً في رفح. قام الجنود بدفنهم في مقبرة جماعية وأخفوا سياراتهم المدمرة.
وأثارت هذه الجريمة ردود فعل غاضبة في أنحاء العالم ودعوات لمحاكمة القادة والعسكريين الإسرائيليين المسؤولين عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وخاصة إعدام عمال الإسعاف والإنقاذ.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، نتائج ما زعم أنه “تحقيق شامل في مقتل المسعفين”. وفي بيان له، حاول الجيش تبرئة جنوده، قائلاً: “تشير نتائج التحقيق إلى أن الحادث وقع في منطقة قتال معادية وخطيرة، وسط تهديد للمنطقة المحيطة بالقوات العاملة على الأرض”.
وزعم أن التحقيق “لم يعثر على أي دليل على أن القتلى تم تقييدهم قبل أو بعد إطلاق النار، ولا على حدوث أي عمليات إعدام في الميدان”.
وزعم أيضًا أن التصريحات حول الفظائع التي ارتكبتها قواته كانت “مجرد شائعات واختلاقات وأكاذيب حقيرة”.
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 15 فلسطينياً في هذه الأحداث، وزعم أن ستة منهم تم التعرف عليهم باعتبارهم إرهابيين من حماس.
وفي رد على تصريحات إسرائيلية مماثلة سابقة، أكدت حركة حماس عدم وجود أي من مقاتليها بين الضحايا، مشددة على أن هذه اتهامات إسرائيلية تهدف لتبرير المجزرة.
كما شككت صحيفة هآرتس العبرية، الأحد الماضي، في نزاهة آلية التحقيق في هيئة الأركان العامة، مشيرة إلى أنه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم إحالة معلومات عن عشرات الحالات إلى الآلية، لكن الجنود المسؤولين لم يتم تقديمهم للعدالة.
بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل أو جُرح أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.