قاد البلاد في المرحلة الانتقالية.. من هو الرئيس التونسي الراحل محمد فؤاد المبزع؟

منذ 5 ساعات
قاد البلاد في المرحلة الانتقالية.. من هو الرئيس التونسي الراحل محمد فؤاد المبزع؟

أعلنت وسائل إعلام رسمية تونسية، مساء الأربعاء، وفاة الرئيس التونسي المؤقت ورئيس البرلمان الأسبق فؤاد المبزع عن عمر ناهز 91 عاما.

ويعتبر المبزع من الشخصيات السياسية الأكثر تأثيرا في تاريخ تونس بعد الاستقلال. بدأ مسيرته السياسية في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة وواصل نشاطه السياسي في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي حيث شغل عدة مناصب وزارية منها وزارة الشباب والرياضة ثم وزارة الصحة وأخيرا منصب رئيس مجلس النواب. وهو ما مهد له الطريق للعب الدور الأهم في تاريخه عندما تولى مؤقتا منصب الرئيس التونسي بعد فرار بن علي عقب الثورة التونسية في يناير/كانون الثاني 2011.

أنهى المبزع دراسته في المدرسة الصادقية بتونس ثم سافر إلى فرنسا حيث درس الحقوق والاقتصاد في باريس، مما شكل الأساس لتعليمه الإداري والسياسي فيما بعد.

شغل عدة مناصب رئيسية، منها مدير الأمن الوطني من عام 1965 إلى عام 1967 ورئيس بلدية تونس من عام 1969 إلى عام 1973، قبل أن ينضم إلى مجلس الوزراء كوزير للشباب والرياضة في عام 1973.

وفي عام 1978 تم تعيينه وزيراً للصحة، وفي عام 1979 تولى مسؤولية الشؤون الثقافية والإعلام. احتفظ بالمنصب الأول حتى يناير 1981 والمنصب الثاني حتى ديسمبر 1980.

بين عامي 1981 و1986 مثل بلاده كممثل دائم لدى الأمم المتحدة، ثم عُيّن سفيراً لتونس في المغرب حتى عام 1987. ومن عام 1995 إلى عام 1998 كان أيضاً رئيساً لبلدية قرطاج.

وفي 27 أكتوبر 1987 عاد إلى وزارة الشباب والرياضة في آخر حكومة للرئيس الحبيب بورقيبة واحتفظ بهذا المنصب بعد تولي زين العابدين بن علي السلطة في نوفمبر من ذلك العام، وبقي في هذا المنصب حتى يوليو 1988.

وعلى المستوى البرلماني، انتخب عضوا في مجلس النواب لسبع دورات متتالية من عام 1964 إلى عام 2004، وشغل منصب رئيس مجلس النواب من عام 1997 إلى حين توليه الرئاسة مؤقتا في 15 يناير/كانون الثاني 2011، بعد هروب بن علي من البلاد.

كان المبزع عضوا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري من عام 1974 إلى عام 1981، وفي المكتب السياسي لحزب الائتلاف الدستوري الديمقراطي منذ عام 1997، لكنه أعلن استقالته من الحزب في 18 يناير 2011، استجابة للضغط الشعبي ولتسهيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد الثورة.

في أول خطاب رسمي له كرئيس مؤقت لتونس في 3 مارس/آذار 2011، ألقى فؤاد المبزع ما وصف بأنه خطاب رائد أعلن فيه أن انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ستجرى في 24 يوليو/تموز من ذلك العام. وأكد أن الدستور المعمول به في ذلك الوقت لم يعد صالحا بعد الثورة وأنه يمثل “عقبة أمام إجراء انتخابات حرة وشفافة”.

وأكد المبزع أن المرحلة الجديدة لا يمكن أن تبنى إلا على السيادة الكاملة للشعب من خلال صياغة دستور جديد يضمن الحقوق والحريات.

لقد حمل خطاب المبزع رسالة طمأنينة وثقة، وكان بمثابة دليل على التحول الديمقراطي في وقت تبحث فيه البلاد عن آفاق جديدة. ورغم أن ولايته الرئاسية المؤقتة كانت ستنتهي في 15 مارس/آذار 2011، حسب الدستور، فإنه استمر في منصبه حتى انتخاب المجلس الوطني التأسيسي في 24 يوليو/تموز من ذلك العام. وفي سبتمبر/أيلول 2011، انتخب المجلس منصف المرزوقي رئيساً للفترة الانتقالية الجديدة.


شارك