أطباء بلا حدود: الفلسطينيون في غزة يعيشون أحلك فصول الحرب منذ اندلاعها

أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون أحد أحلك فصول الحرب منذ اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشارت المنظمة إلى أنه مع تجدد الأعمال العدائية في 18 مارس/آذار، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في مختلف أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى تهجير السكان قسراً بشكل جماعي من خلال أوامر الإخلاء ومهاجمة وقتل العاملين في المجال الطبي والإنساني. وبالإضافة إلى الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً، فإن هذه الإجراءات ليست حوادث معزولة، بل تمثل محاولة منهجية لتدمير النظام الصحي وأي استجابة إنسانية فعالة ومبدئية.
وأشارت المنظمة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود، مثل معظم الجهات الإنسانية الفاعلة في قطاع غزة، تواجه معضلات عملياتية بشكل يومي في سياق شديد التقلب وغير قابل للتنبؤ. هل يجب علينا نقل طواقمنا من مكان إلى آخر دون الحصول على تأكيد من القوات الإسرائيلية بعد إبلاغها؟ هل يجب علينا الاستمرار في العمل في المرافق الطبية التي تتعرض للهجوم المستمر؟ كيف يمكننا توسيع أنشطتنا في ظل عدم وصول أي إمدادات أو وقود إلى قطاع غزة وقصف المعدات والبنية التحتية الحيوية؟
وأكدت المنظمة أن وضع الفلسطينيين ومن يساعدهم في قطاع غزة أصبح جحيماً، وأننا ندفع أكثر فأكثر نحو الهاوية دون نهاية في الأفق. وتستهدف الغارات الجوية الإسرائيلية أيضًا آليات خدمية وإنشائية، بما في ذلك الجرافات وصهاريج المياه وشاحنات الصرف الصحي. وبدون هذه الأدوات الأساسية، لن نتمكن من ضمان الحد الأدنى من الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي ومنع المخاطر الصحية المتزايدة التي يواجهها سكان قطاع غزة.
وأشارت المنظمة إلى أنه منذ بداية الحرب، طبقت القوات المسلحة الإسرائيلية آليات غير كافية لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. ولكن الأمر لم يكن أكثر من مجرد تكتيك تحويلي. وبحسب وزارة الصحة، قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وبحسب الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 409 من عمال الإغاثة. واليوم، لم تعد هذه الأنظمة الرسمية موجودة.
وأضافت المنظمة أنه بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرتها القوات الإسرائيلية، يتم نقل الفلسطينيين قسراً إلى مناطق بديلة مؤقتة مكتظة، مما يترك العاملين في المجال الإنساني دون أي ضمانات أمنية.
وذكرت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية تنظر إلى المساعدات كسلاح سياسي، وتفرض قيوداً تعسفية على الجهات الإنسانية الدولية وتتظاهر بتوفير الوصول الإنساني، مما يضطر الجهات الإنسانية والطبية إلى التنازل عن أمنها ومبادئها.