المشاط: 1.4 مليار دولار تمويل من البنك الدولي لـ تكافل وكرامة على مدار 10 سنوات

منذ 6 ساعات
المشاط: 1.4 مليار دولار تمويل من البنك الدولي لـ تكافل وكرامة على مدار 10 سنوات

ويتجاوز البرنامج مفهوم الدعم النقدي ويهدف إلى تحقيق التكامل الاجتماعي والشمول المالي وتحسين مستوى معيشة الأسر.

قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الدولي، إن البنك الدولي قدم 1.4 مليار دولار تمويلاً تنموياً لبرنامج تكافل وكرامة على مدى عشر سنوات. كما ساهم الدعم الفني من خبراء البنك في بناء قدرات الموظفين الحكوميين المشاركين في تنفيذ البرنامج ورقمنة صرف المساعدات النقدية من خلال إدخال بطاقات “ميزة” وتطوير آليات الرصد والتقييم وتعزيز مفهوم “التنمية البشرية” كأولوية ضمن البرنامج. وبفضل هذا الدعم الفني والمالي، تمكنت الدولة من الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون أسرة مستفيدة في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس مدى التأثير الاجتماعي للبرنامج.

جاء ذلك ضمن عرض الدكتورة المشاط للتجربة المصرية في تنفيذ برنامج الحماية الاجتماعية الرائد “تكافل وكرامة” على مدار عشر سنوات. أقيمت المحاضرة في إطار فعالية خاصة حول الحماية الاجتماعية خلال الاجتماعات الربيعية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة، تحت عنوان “الحماية الاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الدروس والابتكارات من أجل الحماية الفردية”.

واستعرضت المشاط جهود الدولة في مجال الحماية الاجتماعية والتجارب الرائدة في تطبيق برنامج “تكافل وكرامة” منذ عام 2015 لحماية الفئات الأقل دخلاً وتعزيز الشمول المالي والتكامل الاجتماعي. وأضافت أنه في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي وما يرتبط بها من آثار سلبية على الاقتصاد المصري، هناك حاجة ملحة لتطوير شبكات الأمان الاجتماعي القادرة على حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وخاصة في أوقات الأزمات.

وأكد المشاط إيمان الحكومة بأن توفير الحماية الاجتماعية ليس ضرورة إنسانية فحسب بل هو ركيزة أساسية للحفاظ على التماسك الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتطوير الإطار القانوني للنظام مع صندوق قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي، والذي يمثل علامة فارقة في تاريخ الضمان الاجتماعي في البلاد.

وأشارت إلى أن القانون يحول برنامج تكافل وكرامة من مجرد مبادرة وطنية إلى حق قانوني مكفول لجميع المواطنين المستحقين، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والأيتام وذوي الظروف الصعبة والعاطلين عن العمل. وينص القانون على أن تلتزم الدولة بتوفير مظلة حماية اجتماعية عادلة وشاملة تضمن كرامة المواطنين وتكافؤ الفرص بينهم. وهذا يتفق مع المادة الثامنة من الدستور المصري التي تؤكد أن المجتمع يقوم على التضامن الاجتماعي. تلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير التكافل الاجتماعي بما يضمن حياة كريمة لمواطنيها.

وقالت المشاط إن البنك الدولي يعمل على تطوير برنامج تكافل وكرامة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، كنموذج لبرامج الحماية الاجتماعية الوطنية، ويسعى لتطبيقه في دول أخرى.

وأوضحت أن البرنامج ينقسم إلى منطقتين رئيسيتين: منطقة التكافل للفئات القادرة على العمل والعاطلة عن العمل مؤقتاً، ومنطقة الكرامة للفئات غير القادرة على العمل مثل ذوي الإعاقة وكبار السن والأيتام. وأشارت إلى أنه لضمان الاستثمار في مستقبل الأطفال فإن البرنامج يشترط على الأسر المستفيدة من برنامج تكافل تسجيل أبنائها في المدارس وتحقيق نسبة حضور لا تقل عن 80%. ويجب عليهم أيضًا إجراء فحوصات صحية منتظمة للنساء والأطفال ثلاث مرات في السنة. تهدف هذه الشروط إلى كسر حلقة الفقر بين الأجيال من خلال توفير التعليم والرعاية الصحية للأطفال وتمكين المرأة من دعم أسرهن جسديًا واقتصاديًا.

وأكدت أن تمكين المرأة هو محور أساسي في البرنامج، حيث أن 75% من حاملي البطاقة هم من النساء. ساهم البرنامج في تعزيز قدرة المرأة على اتخاذ القرارات الاقتصادية داخل أسرتها وتحسين وضعها الاجتماعي مما انعكس إيجابا على مستوى معيشة كافة الأسر. وأوضحت أن الدولة جعلت التمكين الاقتصادي الهدف الأساسي للحماية الاجتماعية. ويجري العمل حالياً على استيعاب المستفيدين من برنامج التكافل القابلين للتوظيف لفترة زمنية محددة، مما يتيح لهم “الخروج” من البرنامج والانتقال إلى العمل الحر من خلال فرص العمل أو المشاريع الصغيرة.

4.67 مليون أسرة مسجلة استفادت من برنامجي تكافل وكرامة. وحوالي 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر؛ 51% من الأسر المشاركة في برنامج تكافل تستوفي الشروط الصحية والتي تعني ثلاث زيارات للمركز الصحي سنوياً، و63% من الأسر المشاركة في البرنامج تستوفي الشروط التعليمية والتي تعني نسبة حضور 80%. 100% من المستفيدين يحصلون على المدفوعات النقدية إلكترونياً.

وفي أكتوبر 2023، أعلن مجلس النواب في جلسته العامة موافقته على القرار الجمهوري رقم 220 لسنة 2023، بالموافقة على اتفاقية توسيع برنامج التحويلات النقدية تكافل وكرامة وبناء المنظومة بين مصر والبنك الدولي. وتشجع الاتفاقية، التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار من التمويل، الولاية على تعزيز جهودها لحماية الفئات ذات الدخل الأدنى من خلال برامج مختلفة.

يُذكر أن برنامج تكافل وكرامة أطلق في عام 2015 بهدف التخفيف من آثار الإصلاحات الاقتصادية على الفئات المحرومة، بما في ذلك إلغاء دعم الطاقة. تم تصميم البرنامج لتوفير الدعم المالي ونظام خدمة قوي للمستفيدين. كما يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية طويلة الأجل من خلال تعزيز رأس المال البشري من خلال توفير فرص الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية.


شارك