مسرحية الدخاخنجي ترصد أثر الإدمان على الفرد والمجتمع ضمن مهرجان نوادي المسرح

استضاف مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، مساء الجمعة الماضية، عرض فرقة مسرح الجيزة “الدخاخنجي”. جاء العرض ضمن عروض اليوم الثاني من الدورة الـ32 لمهرجان ختام أندية المسرح الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة.
يعتمد العرض على مسرحية “دخان” للكاتب ميخائيل رومان وتم اقتباسه وإخراجه من قبل ماهينور طارق. يتناول موضوع الإدمان وآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع من خلال قصة شاب يقع ضحية لضغوط اجتماعية واقتصادية شديدة.
حضر العرض العديد من قيادات المسرح وإدارة المهرجان، منهم سمر الوزير مدير عام المسرح، والمخرج محمد طايع مدير المهرجان، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم التي ضمت الدكتور محمد زعيمة، والكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقيين الدكتور وليد الشهاوي والدكتور مصطفى حامد.
وأوضحت ماهينور طارق مخرجة العرض أن “الدخاخنجي” لا يتناول قضية الإدمان فحسب، بل هو انعكاس للواقع القاسي الذي يعيشه الكثيرون. ويسلط الضوء على تأثير الضغوط الاجتماعية على الأفراد ويطرح تساؤلات حول مدى المسؤولية الفردية في اتخاذ القرار رغم قسوة الظروف المحيطة.
وأضافت أن المسلسل له نهاية مفتوحة وعلى الجمهور أن يسأل نفسه: هل حمدي بطل المسلسل سيتمكن من النجاة؟ أم أن دائرة الإدمان المفرغة أقوى من الرغبة في الخروج منها؟
وأشارت إلى أن المسلسل يعالج قضايا عديدة مثل الفقر والبطالة وضغوط الحياة من خلال حبكة درامية تبدأ بلحظات أمل وطموح وتتطور تدريجيا إلى مواجهة قاسية مع الذات والمجتمع. وأشارت إلى أن الإخراج يتميز بأسلوب يجمع بين الواقعية والتعبير الرمزي، وهو ما يعطي للعمل طابعاً عاطفياً ومثيراً، ويفتح آفاقاً للتأمل في رسائله العميقة.
وتحدث نجم المسلسل سيف الدين محمد عن تجسيده لشخصية حمدي، مؤكداً أن العمل يتناول واحدة من أخطر المشاكل في المجتمع وهي الإدمان، الذي وصفه بالخطر المحدق. وأكد على أهمية التعامل مع الموضوع بشكل دراماتيكي وحقيقي. وأكد أن المسرحية ترسم صورة درامية مؤثرة لعائلة تعاني من وجود مدمن بين صفوفها وتسلط الضوء على الصراع بين الضحية والمتهم حيث يتم محاسبة الشخص رغم محاولاته وجهوده وهو ما وصفه بالصراع الإنساني والاجتماعي المؤلم.
وأعربت الفنانة أماني محسن، التي لعبت دور الأم، عن مدى إعجابها بالدور. وأشارت إلى أن الشخصية تمر بتحول دراماتيكي من أم إلى قاضية، لكنها لا تستطيع الحكم على ابنها المدمن، حتى بعد الكوارث التي يسببها. وأضافت أن الدور يصور صراعًا داخليًا رهيبًا بين مشاعر الأمومة ومشاعر العدالة، ووصفته بأنه من أصعب الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الأم.
وأكدت أن العرض يمثل “صرخة فنية” ضد الإدمان ودعوة لمواجهته بشكل جدي على كافة المستويات.
“الدخاخنجي” من إخراج ماهينور طارق وجمال عبد الناصر، تصميم رقصات ياسمين عسكر، أزياء عبد الله محروس، إضاءة أحمد أمين، مكياج رامي جمال، تصميم ديكور محمد ضياء، مساعدا مخرج أحمد إيهاب وندى عبد الفتاح. بطولة: سيف الدين محمد، ياسمين عسكر، محمد خليفة، أمنية محسن، أمنية دسوقي، محمد هاني، وحسام الجمال.