أمين مجمع البحوث الإسلامية: لا أعرف زمانا واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذا الزمان

منذ 6 ساعات
أمين مجمع البحوث الإسلامية: لا أعرف زمانا واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذا الزمان

ويرى الجندي أن تفكك المجتمعات يعود إلى إهمال التنمية البشرية.

 

أكد الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن بناء الأمة لا يتم إلا بتعزيز جوانبها العقدية والأخلاقية والفكرية من خلال تنمية أركانها الأساسية ألا وهي الإنسان. وحذر من خطورة الانجراف وراء المادية المفرطة وتجاهل القيم الروحية.

وحدد الجندي ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق هدف التنمية البشرية، أولها “مسار الإيمان واليقين”. وأشار إلى الدور التاريخي للأزهر الشريف في ترسيخ التعاليم الإسلامية الصحيحة، واستشهد بجهود علماء بارزين مثل السنوسي والحفني والغزالي. وأكد أن المنهج الفقهي للأزهر يحمي الفرد من محاولات الهدم الروحي، ووصف هذه المحاولات بأنها «أضعف من بيت العنكبوت».

خلال كلمته اليوم في المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الطريق الثاني للتنمية البشرية هو “الطريق الروحي والأخلاقي”، وحذر من التحديات الراهنة التي تستهدف القيم مثل الترويج للمثلية الجنسية وتدمير الأسرة.

وأضاف: “لا أعرف وقتاً واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذه، حيث لا تخجل بعض الجماعات من الاعتراف علانية بانحرافاتها وانحرافاتها وتقديم مطالب هدامة أخرى تتعارض مع القيم والأخلاق والأسرة واللغة والعادات والتقاليد”. وأشاد بمنهج الأزهر في ربط العقيدة بالسلوك من خلال تراث علمائه ومنهم العز بن عبد السلام وابن حجر العسقلاني الذين أرساوا مفهوم تهذيب النفس.

وتابع أن المسار الفكري والمعرفي هو المسار الثالث للتنمية البشرية، مؤكداً على أهمية تطوير العقل كأداة لفهم الدين ومواجهة التحديات الفكرية. واستشهد بأقوال علماء الأشاعرة كالجويني والفخر الرازي الذين أكدوا أن العقل “نور يهدي إلى الحق”. وأكد على ضرورة تعزيز الابتكار العلمي، واستذكر مساهمات العلماء المسلمين مثل ابن الهيثم والخوارزمي. وعزا الجندي تفكك المجتمعات إلى إهمال التطور البشري، قائلاً: “إن هلاك البشرية نتيجة حتمية لإهمال الأخلاق والروح”. واستشهد بقصة قوم لوط وعذابهم الإلهي. وأشاد بدور الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ونائبه الدكتور محمد الضويني في دعم مشاريع التنمية البشرية من خلال برامج تعزيز الوعي الديني والأخلاقي والتكنولوجي. ودعا إلى تعاون عالمي من أجل إحلال السلام ومواجهة محاولات زعزعة استقرار المنطقة. واختتم الجندي كلمته بالتأكيد على أن حماية الوطن مرتبطة بإنشاء أجيال تحافظ على القيم وتتمسك بالمعرفة، قائلاً: أجيال تجسد إسهامات ابن حيان والخوارزمي وتواجه تحديات عصرنا بعقول واعية وإيمان راسخ.

تنطلق اليوم أعمال المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة تحت الرعاية الكريمة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. عنوان المؤتمر هو “التنمية البشرية في ضوء التحديات الراهنة”. يشارك نخبة من العلماء والباحثين لمناقشة رؤى مبتكرة تعزز التطور الإنساني وتبني الحضارة في مواجهة التحديات المعاصرة. كما سيسلط المؤتمر الضوء على دور المنظومة التشريعية في تلبية احتياجات التنمية البشرية وتنفيذ خطط التنمية المستدامة. كما يتم العمل على تطوير حلول مبتكرة ونوعية تمكن البشرية من العيش حياة كريمة وتستند إلى رؤية الدولة المصرية.


شارك