انتقادات للتراخي في تطبيق قرار غلق المحال التجارية مع بدء التوقيت الصيفي

• المتحدث باسم التنمية المحلية: حملات بالمحافظات للتأكد من التزام أصحاب المحال التجارية بمواعيد العمل المعلن عنها. • محافظ القاهرة: تشكيل لجان بالمدن والأحياء لمتابعة تنفيذ القرار ليلا. • أمين عام مجلس النواب: الالتزام بقرار الإغلاق «نسبي» وقال أحد الخبراء: “إن العديد من المحلات التجارية لا تملك تراخيص ولا يوجد إحصاء رسمي لعددها”.
انتقد عدد من خبراء الحكومة المحلية ما اعتبروه تقصيرا إداريا في تنفيذ القرار الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة بإغلاق المحلات التجارية بسبب التوقيت الصيفي. وأضافوا أن التراخي في تطبيق القرار ساهم في خفض العائدات المتوقعة. في غضون ذلك، أكد المسؤولون عزمهم على تنفيذ قرار إغلاق وإعادة فتح المحلات التجارية منذ تطبيقه في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2020 وحتى اليوم.
قامت الشروق بزيارة ميدانية للتأكد من التزام أصحاب المحلات التجارية بالتوقيت الصيفي.
ومنذ تطبيق القرار عام 2020، اعترض عليه عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، مشيرين إلى ما نتج عنه من أضرار وخسارة في المبيعات. وأدى ذلك إلى طرد عمال نوبات العمل الليلية، على حد قولهم.
وقال علي علوان، صاحب أحد المحلات التجارية بمنطقة حلوان، إنه عازم على تنفيذ القرار وإغلاق المحل في المواعيد المحددة خوفا من المساءلة القانونية. لكن في الوقت نفسه، لم يعد بإمكانه تحمل الخسائر. والسبب في ذلك هو انخفاض المبيعات خلال فترة الليل.
وأضاف علوان لـ«الشروق»: «لم نر أي فائدة من تطبيق القرار، ولا توجد أي فائدة اقتصادية أو اجتماعية من الاستمرار في تطبيقه».
وقالت عفت السوهاجي، صاحبة مقهى شعبي في إمبابة، إن القرار أثر سلباً على العمل، مشيرة إلى أن “أغلب المقاهي مفتوحة ليلا ونحن متأثرون بقرار الإغلاق بسبب تراجع الإيرادات”. وقال لـ«الشروق»: «القرار له تأثير سلبي كبير علينا، خاصة في فصل الصيف، حيث اعتاد المواطنون على الذهاب إلى المقاهي حتى ساعات الصباح الأولى».
قال محمد حسيني، صاحب ورشة تصليح سيارات بالجيزة، إن أغلب أصحاب السيارات يقومون بإصلاح سياراتهم بعد مواعيد العمل المعلن عنها، سواء في الصيف أو الشتاء، وهو ما يسبب لنا أضرارا كبيرة.
في هذه الأثناء، قال محمد البغدادي، وهو مواطن يعمل بإحدى الشركات الخاصة في مركز القناطر بالجيزة، إن أصحاب المحلات والمقاهي لا يلتزمون بالقرار ويعملون ليل نهار تحت أنظار موظفي الحكومة المحلية دون أي رقابة.
وأضاف البغدادي لـ«الشروق» أن القرار جاء مفيداً للمواطنين مضموناً. ولمكافحة التنمر الليلي، يمكن لقوات الأمن مواجهة هذه الظاهرة إذا التزم أصحاب المحلات التجارية بأوقات الإغلاق المحددة. ويساعد هذا أيضًا في تقليل التلوث الضوضائي الناتج عن هذه الشركات، مما يسمح للسكان بالاستمتاع بليلة هادئة.
من جانبه، أوضح محافظ القاهرة إبراهيم صابر، أنه فور إعلان قرار غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي، وجه وزير التنمية المحلية رؤساء الأحياء والمدن بالمحافظة بمتابعة تنفيذ القرار واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
وأضاف صابر لـ«الشروق» أنه يتم تشكيل لجان في الأحياء والمدن لمراقبة الأنشطة التجارية ليلاً. لضمان تنفيذ قرار الإغلاق حسب الأوقات المعلنة. في حالة المخالفات سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
ووصف عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، تطبيق القرار بالنسبي، قائلاً إن الأمر يتوقف على مستوى الرقابة. وأضاف أنه يجب أن تكون هناك إرادة لتطبيق القانون بشكل كامل.
وطالب درويش خلال حواره مع الشروق وزارة التنمية المحلية والمحافظات بتقديم الإحصائيات والبيانات الدقيقة قبل الاجتماع المقبل. ويبين مدى تأثير تطبيق القانون على كمية استهلاك الكهرباء ومدى عدم تحقيق الهدف.
وقال المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، صبري الجندي: «قبل تنفيذ قرار غلق المحلات التجارية كان لا بد من دراسة شاملة من خبراء متخصصين».
وأضاف الجندي لـ«الشروق» أن تمرير القوانين والقرارات دون تطبيقها يؤدي إلى فقدان هيبة الدولة. لأن المواطنين يعتقدون أن هذه القرارات سوف تطبق خلال اليوم الأول أو الأسبوع الأول أو الشهر الأول ثم تتلاشى في الهواء بسبب تصرفات الطرفين المواطن والحكومة، وأقوالهم تفشل في تحقيق هدفها، فننتهي في لعبة القط والفأر.
وقال خبير التنمية الحضرية الحسيني حسن إن المحافظين لم يقوموا بزيارات ميدانية لمراقبة تنفيذ أمر الإغلاق، كما أن المسؤولين لم ينفذوا الأمر. يجب معاقبة المخالفات بالعقوبات.
وأضاف حسن لـ”الشروق”: “الكثير من المحلات التجارية لا تملك تراخيص مزاولة العمل، وهذه هي المشكلة الرئيسية. ليس لدينا إحصاء رسمي لعدد هذه المحلات، وخاصة في القرى”.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التنمية المحلية خالد قاسم، إن وزير التنمية المحلية أكد بقوة على ضرورة تطبيق آليات تحديد مواعيد فتح المحال التجارية والمطاعم بالتنسيق مع مديريات الأمن وكافة الأجهزة التنفيذية المعنية. لضمان الالتزام بالمواعيد الجديدة.
وفيما يتعلق بعقوبات مخالفة القرار، أضاف قاسم: “ينص القانون على عقوبات محددة. في البداية، يُوجَّه للمخالف إنذار كتابي، ويخضع للمراقبة لمدة 15 يومًا. وفي حال تكرار المخالفات، يُغلَق المحل أو المقهى لمدة شهر. ولا يجوز إعادة فتح المحل أو المقهى إلا بإذن كتابي من مركز تراخيص التكنولوجيا. وفي حال مخالفة ساعات العمل المحددة، يُلغى الترخيص”.