حسين الشيخ.. من هو أول نائب للرئيس الفلسطيني في التاريخ؟

منذ 9 ساعات
حسين الشيخ.. من هو أول نائب للرئيس الفلسطيني في التاريخ؟

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أعلن تعيين حسين الشيخ نائبا له. وبهذا التعيين الاستثنائي، اقترب خطوة أخرى من هدفه بأن يصبح أول فلسطيني من إسرائيل يتولى أعلى منصب في السلطة الفلسطينية.

ظلت السلطة الفلسطينية، لمدة أكثر من ثلاثين عاماً، حكراً على مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، حركة فتح، وما يسمى بـ”الحرس القديم” في الحركة.

وتم تعيين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني بعد أن كلفت حركة فتح الرئيس محمود عباس باختيار نائبه قبل اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي وافق على تعيين نائب للرئيس.

1

ويزيد اختيار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من فرص الشيخ في تولي قيادة حركة فتح والتحول إلى رئيس فعلي للدولة في أي انتخابات مستقبلية، ما لم يتم إجراء انتخابات جديدة بعد وفاة عباس أو عجزه عن الحكم أو لأسباب أخرى.

وفي السنوات الأخيرة، شهد الشيخ صعوداً سريعاً داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، ليصبح من أبرز صانعي القرار في السياسة والأمن الفلسطينيين.

حسين الشيخ… من هو؟

وُلِد حسين شحادة محمد الشيخ، مثل كثيرين غيره، لعائلة لاجئة في رام الله في 14 كانون الأول/ديسمبر 1960، بعد أن أُجبرت عائلته على الفرار من قريتهم دير طريف في قضاء الرملة.

انضم الشيخ في سن مبكرة إلى حركة فتح، مما أدى إلى اعتقاله عام 1978، وقضى أحد عشر عامًا في السجن، وخلال هذه الفترة تمكن من تعلم اللغة العبرية وإتقانها. أُطلق سراحه عام 1989 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

2

ولعب الشيخ دوراً هاماً خلال الانتفاضة، حيث أصبح عضواً في القيادة الوطنية الموحدة والقيادة العليا لحركة فتح، قبل أن ينضم إلى قوات الأمن برتبة عقيد في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، دخل الشيخ في صراع مع بعض قادة فتح المؤثرين، إلا أنه بقي واحداً من قادتهم.

وبعد سنوات أصبح الشيخ رئيساً للهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير، وفي عام 2007 أصبح رئيساً للجنة التنسيق المدني العليا التي تعمل كحلقة وصل بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.

وفي عام 2009 انتخب الشيخ عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح خلال المؤتمر السادس في بيت لحم. أعيد انتخابه في عام 2016 ويظل عضوًا حتى يومنا هذا.

وفي وقت لاحق، في عام 2017، انتخبت اللجنة المركزية لحركة فتح الشيخ عضواً في وفد الحركة للمصالحة الفلسطينية خلال الدورة الحادية والثلاثين للمجلس المركزي في فبراير/شباط 2022، بعد وفاة المرشح الأصلي صائب عريقات بفيروس كوفيد-19 قبل عامين.

وفي وقت لاحق، تم تعيين حسين الشيخ رئيساً لدائرة المفاوضات وأميناً عاماً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مما جعله أقرب إلى منصب نائب الرئيس الفلسطيني الذي تم إنشاؤه حديثاً.

وعلى مدى العامين الماضيين، أصبح الشيخ أقرب إلى الرئيس محمود عباس وأجرى محادثات مع إسرائيل والولايات المتحدة وعدد من رؤساء الدول العربية بشأن كافة القضايا المتعلقة بالسلطة الفلسطينية.

3

وفي فبراير/شباط الماضي، استقال الشيخ من منصبه كرئيس للهيئة العامة للشؤون المدنية، لكنه احتفظ بمناصبه الأخرى، بما في ذلك رئاسة نادي شباب البيرة في رام الله بالضفة الغربية.

قبل أيام عينه الرئيس الفلسطيني الشيخ رئيساً للجنة السفارة الفلسطينية. وينظر إليه الإسرائيليون باعتباره شخصًا “براغماتيًا” يسهل التوصل إلى اتفاقيات معه، وتشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أنه يحافظ على علاقات وثيقة مع نظرائه الإسرائيليين.

4

ويتوافق نهج الشيخ مع نهج عباس، حيث يسعى كلاهما إلى تحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل من خلال الحوار والدبلوماسية والمقاومة الشعبية. ولكنه أقر مراراً وتكراراً بأن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى الإصلاح والتغيير، باعتباره إنجازاً وطنياً لا يمكن المساس به.

قبل اندلاع الحرب الدائرة في قطاع غزة، قال الشيخ لمجلة فورين بوليسي الأميركية إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تقديم منظور سياسي للشعب أو حل مشاكله المالية والاقتصادية، متسائلاً عن البديل: “ما هو البديل؟ الفوضى أم العنف”.


شارك