حماس: منفتحون على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل دون إلقاء السلاح

قال المستشار الإعلامي لحركة حماس طاهر النونو، السبت، إن الحركة منفتحة على “وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل” في قطاع غزة، لكنها “غير مستعدة لإلقاء السلاح”، على حد تعبيره. جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه وفد قيادي من الحركة في القاهرة لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ورؤية الحركة لتبادل الأسرى التي تتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وجهود إعادة الإعمار، بحسب بيان لحماس.
وأضاف النونو: “فكرة وقف إطلاق النار أو مدته ليست مرفوضة لدينا، ونحن مستعدون لمناقشتها في إطار المفاوضات، ونحن منفتحون على كل المقترحات الجادة لإنهاء الحرب في قطاع غزة”. وبحسب وكالة رويترز، فإن هذه هي أول إشارة واضحة إلى استعداد الحركة لوقف إطلاق نار طويل الأمد.
لكن النونو استبعد موافقة الحركة على مطلب إسرائيلي رئيسي وهو أن “تتخلى حماس عن سلاحها”، إذ تريد إسرائيل تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح. وقال: “سلاح المقاومة غير قابل للتفاوض وسيبقى بيدها طالما بقي الاحتلال”.
وقالت مصادر مقربة من محادثات القاهرة لرويترز إن حماس تأمل أن يدعم الوسطاء عرضها. وأضافوا أنه مقابل إنهاء الحرب، يمكن للحركة أن توافق على وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين خمس وسبع سنوات، بما يسمح بإعادة إعمار قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وكانت حماس قد أشارت في وقت سابق إلى أنها قد توافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الموقف كان جزءا من عرض أوسع في ذلك الوقت.
وفي هذا الإطار وصل وفد من قيادات الحركة إلى القاهرة في ساعة مبكرة من صباح السبت وبدأ لقاءات مع المسؤولين المصريين لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت حركة حماس إن وفدها برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش وأعضاء المجلس خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله وصل إلى القاهرة فجر السبت.
وجاء في بيان الحركة: “بدأ الوفد محادثات مع ممثلين مصريين لبحث رؤية حماس لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وتبادل الأسرى، بناء على اتفاق شامل يتضمن فك الارتباط الكامل وإعادة الإعمار”.
وأضاف: “سيناقش الوفد آثار المجاعة التي سببها الاحتلال على أهلنا في قطاع غزة، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية وتزويد القطاع بالغذاء والدواء الذي يحتاجه. كما سيناقش الوفد جهود تشكيل لجنة دعم مجتمعي لإدارة شؤون القطاع، بالإضافة إلى بعض الآثار الداخلية الفلسطينية وسبل معالجتها”.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن رئيس الموساد ديفيد برنياع سافر إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
اقتراح جديد
وكانت مصادر مطلعة على تقدم مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة قالت لصحيفة الشرق الأوسط في وقت سابق إن الوسطاء (مصر وقطر) سيقدمون على الأرجح اقتراحاً جديداً لحماس وإسرائيل من شأنه أن «يوازن» مطالب الجانبين.
وأوضحت المصادر أن المقترح الجديد أعدته مصر بالتشاور والتنسيق مع قطر والحكومة الأميركية، مشيرة إلى أنه “نتيجة اتصالات أولية ومناقشات حول أفكار جديدة”. الهدف هو التوصل إلى “اتفاق شامل” لإنهاء الحرب وإيجاد وقف إطلاق نار طويل الأمد، قد يستمر من خمس إلى سبع سنوات، مع ضمانات من الأطراف الإقليمية والدولية لضمان تنفيذ الالتزامات المتبادلة.
وقالت مصادر مطلعة على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن من المتوقع أن يقدم الوسطاء اقتراحاً جديداً بحلول نهاية الأسبوع يلبي مطالب حماس وإسرائيل.
وأوضحت المصادر أنه بعد التوصل إلى “اتفاق إطاري” بين حماس وإسرائيل، سيتم التوصل إلى اتفاق لإعادة الوضع الميداني إلى ما كان عليه، ووقف جميع العمليات العسكرية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي احتلها وفق اتفاقيات يناير/كانون الثاني 2025، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإمدادات وفق الآلية الدولية للبروتوكول الإنساني.
أزمة إنسانية مدمرة في قطاع غزة
وفي هذا السياق أعلن برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، أن مخزوناته الغذائية المخصصة للفلسطينيين في قطاع غزة قد نفدت، في أعقاب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 54 يوما.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد ترامب في كلمة له على متن الطائرة الرئاسية أن إدارته ستوفر لسكان قطاع غزة الغذاء والدواء. وأضاف: “قلت لنتنياهو: يجب أن نكون جيدين تجاه غزة. هؤلاء الناس يعانون، وسنعتني بهم. هناك حاجة ماسة للأدوية والغذاء”.
أعلن برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، أن مخزوناته الغذائية المخصصة للفلسطينيين في قطاع غزة نفدت بعد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 54 يوما.
استأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس/آذار، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني. وقالت إنها ستواصل الضغط على حماس حتى تطلق سراح 59 أسيراً متبقياً في قطاع غزة، منهم 24 ما زالوا على قيد الحياة.
وتمنع إسرائيل وصول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المدمر. نزح مئات الآلاف من الأشخاص من قطاع غزة بسبب سيطرة قواتها على المنطقة وإعلانها منطقة عازلة. وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية أن أكثر من 2000 فلسطيني، كثير منهم مدنيون، قتلوا في هجمات إسرائيلية منذ ذلك الحين.