مطالب بإعادة تشغيل المصانع المعطلة وتسهيل إجراءات بيعها

منذ 10 ساعات
مطالب بإعادة تشغيل المصانع المعطلة وتسهيل إجراءات بيعها

• اقتراح بتجاهل المخالفات السابقة لقواعد الامتحانات • من خلال الاستفادة من آلاف المصانع التي تم إغلاقها في السنوات الأخيرة، سيتم حل مشكلة الأراضي الصناعية المرتبطة بها عن طريق بيعها. • إن إعادة تأهيل هذه المصانع وإعادتها أهم من بناء مصانع جديدة، وهو ما سيستغرق سنوات.

ودعا عدد من رجال الأعمال والمستثمرين الحكومة إلى بذل الجهود لحل مشاكل كافة المصانع والمنشآت المعطلة والاستفادة منها ودعمها وتسهيل عملية بيعها للمستثمرين الآخرين، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة في الاقتصاد العالمي والتي تشهد تزامناً مع الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على كافة دول العالم.

أكد الدكتور وليد جمال الدين، رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصرية، على ضرورة تحقيق أقصى إمكانات الاقتصاد والاستفادة من فرص النمو الكبيرة الموجودة في العديد من القطاعات. وأضاف جمال الدين أن تزايد الاهتمام بالاستثمار في مصر خلال الفترة الأخيرة دليل واضح على أن السوق المصري أصبح من أفضل الأسواق وأكثرها جاذبية للاستثمار في المنطقة.

وطالب جمال الدين بالعمل على استغلال آلاف المصانع المعطلة خلال السنوات الأخيرة كحل أولي لمشكلة الأراضي الصناعية المرهونة من خلال إعادة بيعها لمستثمرين جدد لتسريع تنفيذ مشروعاتهم. وأضاف جمال الدين: «لقد اقترحنا ذلك على وزارة الاستثمار ونأمل أن يتم قبول الاقتراح نظراً لأهميته».

وأوضح جمال الدين أن تسريع الإجراءات أمر ضروري، خاصة أن بيع أو نقل ملكية هذه المصانع يتطلب وقتا وجهدا كبيرين وإجراءات تستغرق ما بين ستة أشهر وعامين. سيتم التحقق من تاريخ العقار منذ تخصيصه وإذا كانت هناك أي إجراءات لم يستكملها المستثمر الحالي فسيتم الطلب منه استكمالها لاحقا قبل النظر في ملف البيع.

وأشار إلى أنه تم اقتراح عدم احتساب المخالفات السابقة على الورق إلا إذا كانت مخالفات بناء أو سلامة يمكن معالجتها قبل أن يقوم المستثمر الجديد بتشغيل المصنع. ومع ذلك، تتم الموافقة على البيع ونقل الترخيص بسرعة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أبرزت فيه العديد من التقارير الأخيرة فرص التصدير الكبيرة للعديد من الصناعات في السوق المصرية إلى مختلف دول العالم، خاصة بعد الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على العديد من دول العالم.

من جانبها، ترى جمعيات الأعمال أن إعادة كافة الطاقة غير المستغلة إلى السوق يمكن أن تساهم بشكل كبير في خطط الدولة لزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.

وفي العام الماضي، أعلن الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل عن تقديم قروض لمساعدة المصانع المغلقة والمتعثرة وتحت الإنشاء، مما يؤدي إلى زيادة النشاط الصناعي والقدرة الإنتاجية.

أعلن الوزير أن الوزارة نجحت في “تنفيذ قرار رئاسي بإطلاق مبادرة لمساعدة المصانع المغلقة بقرض بفائدة 15%، على أن تتكفل وزارة المالية بالباقي. وأوضح أنه يجري حاليًا الاتفاق مع اتحاد غرف التجارة والصناعة على من يستحق هذا القرض. وقد تم الاتفاق على أن يُمنح القرض لمن بنى مصانعه ولم يشترِ معدات تشغيلية بعد، حتى لا يهدر تكاليف بناء المصانع”.

وأشاد الدكتور محمد خميس نائب رئيس اتحاد المستثمرين ورئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر بهذه الخطوة واعتبرها بداية جديدة لمعالجة كافة المشاكل التي تواجه القطاع. وأضاف أنه من الأفضل والأهم إعادة المصانع والطاقات غير المستغلة إلى السوق بدلاً من بناء مصانع وطاقات جديدة وهو ما قد يستغرق الكثير من الوقت والجهد والمجهود، حسب قول خميس.

وعقدت جمعية رجال الأعمال المصرية مؤتمرا بعنوان “الفرص والتحديات” قبل أسبوعين، وأكدت على ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه الفرص المحتملة، سواء من خلال استغلال الأراضي أو إعادة بيعها، لمواجهة نقص الأراضي الصناعية.

وطالبت الجمعية بتبسيط إجراءات البيع وخفض الرسوم والتكاليف حتى يمكن استغلال كل هذه الإمكانات لزيادة معدلات الإنتاج والتصدير، على حد قولها.

وقال صبحي نصر، رئيس جمعية المستثمرين الصناعيين، إن إعادة تأهيل هذه المصانع وإعادة تشغيلها أهم من بناء مصانع جديدة تحتاج سنوات أو أشهر لتدخل السوق وتصبح قادرة على الإنتاج والتصدير.

قال خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، إن هناك فرصاً كبيرة لزيادة معدلات الاستثمار والإنتاج في السوق خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أبو المكارم أن الاهتمام الكبير من قبل المستثمرين العرب سواء من قطر أو السعودية أو الكويت هو الدليل الأوضح على ذلك. وأضاف أن لدينا فرصا عديدة لمضاعفة صادراتنا وخلق العديد من فرص العمل الجديدة.

وقال أبو المكارم إن قطاع التصدير من أكبر المستفيدين من هذه الخطوة، خاصة أن دخول الكفاءات العاطلة عن العمل إلى سوق العمل سيزيد من حجم المنتجات المصدرة إلى مختلف دول العالم.

يُشار إلى أنه بحسب إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة، يبلغ عدد المصانع المغلقة نحو 5800 مصنع قائم غير عامل، وعدد المصانع في مرحلة الإنشاء 5500 مصنع، ما يجعل الإجمالي 11500 و12 ألف مصنع في حالة صعوبة أو عاطل عن العمل على التوالي.

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤخرا، بدراسة المشاكل والتحديات التي تواجه المصانع المتعثرة ووضع حلول غير تقليدية لتقديم المساعدة والدعم في إنعاش هذه المصانع والحفاظ على الاستثمارات التي تم ضخها فيها وحماية حقوق العمال.

وقال بهاء العدلي، رئيس جمعية مستثمري مدينة السادات، إن إعادة تشغيل هذه المصانع سيؤدي إلى طفرة غير مسبوقة في الإنتاج المحلي خلال السنوات المقبلة.

وأوضح العادلي أن هناك العديد من الطاقات غير المستغلة في السوق لم تدخل الخدمة بعد وتحتاج إلى حل مشاكلها خاصة ديون البنوك والفوائد المستحقة عليها.

وأضاف العادلي أن إعادة فتح المصانع المغلقة في مصر من شأنه أن يوفر آلاف فرص العمل، ما يساعد على تقليل البطالة وزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.

يُشار إلى أن استثمارات القطاع الخاص تمثل الآن نحو 63% من إجمالي استثمارات البلاد، في حين تهدف الحكومة إلى جذب 60 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة الصادرات السنوية إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030.


شارك