مستثمرو السياحة: صعوبة الحصول على تراخيص البناء وأسعار الأراضى أكبر معوق للاستثمار الفندقى

منذ 11 ساعات
مستثمرو السياحة: صعوبة الحصول على تراخيص البناء وأسعار الأراضى أكبر معوق للاستثمار الفندقى

ويطالب المستثمرون في قطاع السياحة بإقرار قانون يسمح للمستثمرين السياحيين بإصدار تراخيص البناء بعد تقديم الوثائق اللازمة. إذا تأخر الرد لأكثر من فترة زمنية محددة، لا تتجاوز 90 يومًا، على غرار ما يحدث في أوروبا، فسيتم منح الموافقة تلقائيًا. وأشار المستثمرون إلى أن أسعار الأراضي المرتفعة هي السبب الرئيسي والعائق الذي يمنع مصر من زيادة طاقتها الفندقية والوصول إلى 30 مليون سائح سنويا خلال السنوات المقبلة.

قال الخبير السياحي سامح حويدق نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر إن الأسباب الحقيقية لنقص الطاقة الاستيعابية للفنادق هي صعوبة الحصول على تراخيص البناء والتي تستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات، والسبب الثاني هو الارتفاع المبالغ فيه لأسعار الأراضي المخصصة لبناء الفنادق. وأشار إلى أن الدولة يجب أن تفرق بين أسعار الأراضي المخصصة للاستثمار العقاري وأسعار الأراضي المخصصة للفنادق. ومن ثم، لا بد من إعادة النظر في تسعير الأراضي المخصصة للفنادق. لا يجوز أن يتجاوز سعر الأرض 10% من التكلفة الإجمالية للمشروع الفندقي.

ودعا إلى إقرار قانون يسمح للمستثمر السياحي بإصدار رخصة البناء بعد تقديم الوثائق اللازمة. وفي حالة التأخير في الرد خلال مدة محددة لا تتجاوز 90 يوما، كما هو الحال في أوروبا، فسيتم منح الموافقة تلقائيا.

وأكد نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر أن أسعار الأراضي المبالغ فيها هي السبب والعائق الرئيسي أمام عدم زيادة الطاقة الفندقية في مصر. وهذا لا يعني أنني أعاني من مشكلة شخصية، بل إنها مشكلة عامة يعاني منها جميع المستثمرين. في ظل الإجراءات غير الفعالة المتخذة في مجال الاستثمارات الفندقية، تتعطل خطة الدولة لجذب 30 مليون سائح.

وتابع: «في ظل هذه العقبات، كيف يمكن تحقيق هدف الحكومة المتمثل في استقبال 30 مليون سائح في حين لا يوجد ما يكفي من الغرف الفندقية لاستيعابهم؟». وتوجد نفس المشكلة في المطارات؛ القدرة على نقلهم غير كافية. تحتاج المطارات إلى توسعة كبيرة، وهذا يعني ضرورة مضاعفة قدرتها الحالية. لا يوجد عدد كاف من المطارات ويجب زيادة سعة المطارات الحالية. هذه هي مشكلة الإدارة، والمشكلة الرئيسية هي أماكن وقوف السيارات وأحزمة الأمان. المشكلة تكمن في التطوير الإداري الذي يحتاج إلى متخصصين ويجب أن توكل إدارة النظام إلى شركات عالمية.

ودعا حويدق إلى إقرار قانون يسمح بإصدار رخصة البناء للمستثمرين بعد تقديم الوثائق اللازمة وفي حال عدم منح رخصة البناء. وهذا هو الحال بالفعل في أوروبا، وخاصة في إيطاليا. ودعا أيضاً إلى إعادة النظر في أسعار الأراضي المخصصة للمجمعات الفندقية. وأكد أنه لم يتم بيع أي أرض للاستثمار الفندقي حتى الآن، وهو ما يشكل العائق الأكبر أمام صناعة السياحة. نفى سامح حويدق الشائعات التي تحدثت عن ظاهرة حرق أسعار الغرف الفندقية. وأكد أنه مع زيادة الحركة الوافدة والطلب المتزايد على المقاصد السياحية في مصر اختفت هذه الظاهرة ولم تعد تحدث. لقد قامت جميع الفنادق برفع أسعارها، بحيث لم يعد هناك أي حرق للسعر، وهذا، إن وجد، محدود للغاية.

ويرى معتز أمين، عضو لجنة السياحة والعقارات بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن قرار وزير السياحة والآثار شريف فتحي، بشأن الشقق الفندقية والبيوت السياحية، وكذلك ضوابط ترخيص البيوت السياحية وتطبيقها، سيساعد في تسريع نمو عدد الغرف الفندقية إلى المستوى المطلوب لتحقيق المستهدف القومي بـ30 مليون سائح سنويا. وبالإضافة إلى ذلك، سيساهم قطاع الشقق الفندقية والإيجارات السياحية في زيادة تنوع العروض الفندقية في السوق المصرية، مما سيؤدي بدوره إلى نمو بعض أنواع السياحة، مثل السياحة العائلية، في ظل توافر الشقق الفندقية والفيلات التي يمكنها استيعاب عدد أكبر من السياح والزوار.

كما أشار معتز أمين إلى دور القرار الوزاري في خلق وتوفير منتج سياحي واعد بقاعدة كبيرة ومتنوعة للغاية من الأنماط سواء الشقق الصغيرة أو ما يسمى بالإستوديوهات أو الشقق المتوسطة أو الفيلات، مع وجود شركات ومنشآت منظمة للإقامة والعمل في هذا القطاع، مما يسهل على الشركات العالمية التعامل مع سوق منظم بمعايير محددة للمنشآت العاملة هناك، مما يساهم في زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى السوق المصرية الواعدة. وأكد معتز أمين ضرورة الاستفادة من تجارب جمعيات وتجمعات أصحاب الشقق الفندقية والبيوت السياحية في أوروبا.

ويجدر تسليط الضوء على الدور الرائد لهذه التجارب في توفير مؤسسات قادرة على تمثيل مصالح المستثمرين في قطاع الشقق الفندقية، سواء الشركات التي تدير هذه الشقق والمنازل والفلل أو مالكيها. على سبيل المثال، يمثل اتحاد جمعيات الشقق الفندقية في أوروبا أصحاب الأعمال الذين يديرون 50 ألف شقة ووحدة سكنية في جميع أنحاء أوروبا. وتعمل على صياغة القوانين التي تضمن تقديم خدمات عالية الجودة وتساهم في صياغة الإجراءات التنظيمية لهذا القطاع في جميع أنحاء أوروبا. كما يتم توفير منصات لمناقشة مشاكل هذا القطاع ومقترحات تطويره. ويمكن لشركات إدارة الشقق الفندقية في مصر والعالم العربي بأكمله الاستفادة من هذه التجارب من خلال إنشاء جمعيات لمشغلي الشقق الفندقية والبيوت السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تكون قادرة أيضًا على التواصل مع أكبر المنصات العالمية التي تقدم خدمات السفر عبر الإنترنت، مثل الموقع العالمي TripAdvisor، وExpedia، ومنصة Airbnb وغيرها من مواقع الحجز عبر الإنترنت.


شارك