البنت لسه صغيرة.. عرض يناقش ظاهرة زواج القاصرات بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح

قدمت فرقة مسرح العريش، مساء السبت الماضي، عرضًا مسرحيًا بعنوان “البنت لسه صغيرة” على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية. جاء العرض ضمن عروض اليوم الثالث من الدورة الـ32 لمهرجان ختام أندية المسرح، الذي أقيم تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هينو وزير الثقافة، وتنظمه هيئة قصر الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان وإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
المسلسل من تأليف هاني قدري وإخراج محمد عزت، ويتناول قضية زواج القاصرات ويلقي الضوء على واقع اجتماعي مؤلم كان سائداً في المجتمعات الريفية منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته.
حضر العرض العديد من قيادات المسرح والمهرجان منهم سمر الوزير مدير عام المسرح، والمخرج محمد طايع مدير المهرجان، والكاتب والناقد ياسر حسن، وأعضاء لجنة التحكيم: الدكتور محمد زعيمة، والكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار الدكتور وليد الشهاوي، والدكتور مصطفى حامد، وربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية.
وأوضح مخرج العرض محمد عزت أنه كان من المهم بالنسبة له إشراك الجمهور في العمل المسرحي ومنحهم الشعور بأنهم يلمسون جانباً من الواقع وليس مجرد مشاهدة عرض تقليدي. وأشاد بالعمل المتميز للكاتب هاني قدري الذي طرح الموضوع بوضوح وفعالية بكل تفاصيله وأبعاده.
وأضافت عزت أن رسالة البرنامج تؤكد أن زواج الأطفال جريمة مباشرة ضد جيل كامل قادر على بناء نفسه وتطوير نفسه والوصول إلى قمة النجاح، بغض النظر عن كون الشخص رجلاً أو امرأة.
وأشار إلى أن البرنامج يركز بشكل كامل على تسليط الضوء على البيئات التي تنتشر فيها هذه الظاهرة، مثل المناطق الريفية والنجوع، حيث لا يزال الاعتقاد سائداً أن الزواج المبكر للفتيات هو وسيلة لحمايتهن. وأكد أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوعي والعمل الجاد في هذه المجتمعات للقضاء على هذه المفاهيم الخاطئة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن مهرجان الأندية المسرحية يعد بوابة حقيقية لرعاية المواهب الشابة والأفكار الفنية المتنوعة، وتمكين العروض المسرحية التي تنقل فكرة أو قضية أو رسالة ذات معنى. وأعرب عن أمله في أن يصبح المهرجان نموذجا لجميع المهرجانات الأخرى.
وأوضحت الفنانة هدى عبد الشافي أنها قدمت من جانبها دور “أم العروسة”، وهي شخصية ريفية بسيطة للغاية تعيش حياة متواضعة. وعندما جاءتها خاطبة وعرضت عليها عريساً لابنتها وافقت رغم صغر سن الفتاة وظروف بيئتها.
وأضافت الفنانة حبيبة عباس أنها تلعب دور “نسمة” العروسة التي تدور حولها المسرحية. وأشارت إلى أن نشأتها في مجتمع ريفي أجبرتها على قبول فكرة الزواج المبكر، وأنها وافقت من باب الحب لارتدائها الفستان الأبيض.
أكدت الفنانة رنسي محمد رضا أنها تجسد دور “الخاطبة فتحية”، وهي المرأة التي تقدم عريسًا ثريًا لعائلة ريفية. وأضافت أنها على الرغم من أنها لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها إلا أنها شاركت في ست مسرحيات، وأن هذه هي مشاركتها الثانية في مهرجان أندية المسرح.
“البنت لسه صغيرة” فكرة وتنفيذ حاتم محمد علي عبد القادر، والمدير التنفيذي شادي محمد. بطولة: محمد كمال، هدى عبد الشافي، حبيبة عباس، رنسي محمد رضا، محمد عبد الشافي، محمد عزت.
وينظم المهرجان الإدارة العامة للمسرح بالإدارة المركزية للشئون الفنية تحت إشراف الفنان أحمد الشافعي. ويشارك في المهرجان هذا العام 27 عرضاً مسرحياً، بمعدل عرضين يومياً. ويتم إصدار نشرة يومية لتوثيق الأحداث.
وتستمر فعاليات المهرجان غدًا الأحد على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، حيث تقدم فرقة السويس عرضها “كارما” تأليف وإخراج حازم أشرف في الخامسة مساءً، يليه عرض فرقة بورسعيد “سليم” تأليف وإخراج أحمد آدم.
ويعد المهرجان أحد أهم المنصات الثقافية لاكتشاف وتشجيع المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات. وبهذا توفر الهيئة العامة لقصور الثقافة مساحة للإبداع والتجريب وتؤكد دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتشجيع النشاط الفني في المجتمع.