تقارير: وقود للصواريخ الباليستية وراء انفجار ميناء بندر عباس في إيران

قالت شركة أمن بحري بريطانية، الأحد، إن شحنة من الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ الباليستية ربما كانت سبب الانفجار الهائل في ميناء بندر عباس الإيراني الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص.
قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف آخرين في انفجار ضخم في بندر عباس، أكبر موانئ إيران، يوم السبت. ويبدو أن الانفجار نجم عن تخزين غير سليم للمواد الكيميائية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شركة أمبري الأمنية ومقرها المملكة المتحدة قولها إن الميناء تلقى شحنة من وقود الصواريخ الكيميائي من الصين في مارس/آذار.
وأوضحت أن الوقود كان جزءًا من شحنة من بيركلورات الصوديوم وصلت إلى إيران على متن سفينتين من الصين. وبحسب موقع “الشرق” الإخباري، فإن هذه المادة الكيميائية تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
وقال أمبري إن التقارير تشير إلى أن الحريق كان نتيجة سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للاستخدام في الصواريخ الباليستية الإيرانية.
أظهرت بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة أسوشيتد برس وجود إحدى السفن التي يُعتقد أنها كانت تحمل المادة الكيميائية في مكان قريب في شهر مارس/آذار، وهو ما يؤكد ادعاءات أمبري.
وقالت الوكالة إنه من غير الواضح لماذا لم تقم إيران بإزالة المواد الكيميائية من الميناء، خاصة بعد انفجار ميناء بيروت عام 2020 الذي أشعل مئات الأطنان من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف.
في 30 مارس/آذار، ذكرت مجلة نيوزويك على موقع Maritime Executive، وهو موقع متخصص في الشؤون البحرية، أن السفينة التجارية “جيران”، الخاضعة لعقوبات أمريكية، أبحرت من الصين ورست في بندر عباس. ويُشتبه في أنها تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الصلب.
وبحسب التقرير فإن حمولة السفينة كانت تحتوي على مادة بيركلورات الصوديوم، التي تستخدم مباشرة في إنتاج وقود الصواريخ.
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في حينه أن السفينتين “جيران” و”غالبان” نقلتا أكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى إيران. وذكرت الصحيفة أن الشحنة كان من المقرر تسليمها إلى الحرس الثوري الإيراني.
يتم استخدام بيركلورات الصوديوم لإنتاج بيركلورات الأمونيوم، المكون الرئيسي للوقود الصاروخي الصلب.
وفي أعقاب الغارات الجوية على أهداف في إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر منشآت لإنتاج الوقود الصاروخي الصلب بالقرب من طهران وفي غرب إيران.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين لم تسمهم قولهم إن هذه الكمية من بيركلورات الصوديوم يمكن أن تنتج نحو 960 طناً من بيركلورات الأمونيوم، وهي المادة التي تشكل 70% من وقود الصواريخ الصلب. وأوضحوا أن هذه الكمية تكفي لتشغيل 260 صاروخا إيرانيا متوسط المدى، مثل صاروخي خيبر شكان أو حاج قاسم.
وذكرت قناة “إيران إنترناشونال” أن بيانات موقع تتبع السفن “مارين ترافيك” أظهرت أن السفينة “غالبان” رست قرب جزيرة دايشان لعدة أيام ثم اتجهت نحو بندر عباس، فيما تم رصد السفينة “جيران” صباح الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني على بعد 75 كيلومترا جنوب دايشان، قرب مدينة نينغبو في مقاطعة تشجيانغ الصينية.
أظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لانفجار شهيد رجائي في إيران دخانًا أحمر يتصاعد من الحريق قبل وقت قصير من الانفجار، مما يشير إلى وجود مركب كيميائي في الانفجار.
وأظهرت صورة جوية نشرتها وسائل إعلام إيرانية بعد الانفجار حرائق مشتعلة في عدة أماكن بالميناء. وحذرت السلطات في وقت لاحق من تلوث الهواء بسبب المواد الكيميائية مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين. تم إغلاق المدارس والمكاتب في بندر عباس يوم الأحد.
ألقت طائرات الهليكوبتر المياه من الجو على الحريق الذي اندلع في ميناء شهيد رجائي طوال الليل وحتى صباح الأحد.
إيران والمواد الكيميائية
وأرجعت السلطات الجمركية الإيرانية الانفجار إلى “مخزون من البضائع الخطرة والمواد الكيميائية المخزنة في منطقة الميناء”، دون تقديم مزيد من التفاصيل، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية.
وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات الإيرانية حسين ظفري إن الانفجار يبدو أنه ناجم عن تخزين غير سليم للمواد الكيميائية في حاويات في قطاع الشهيد رجائي.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء العمال الإيرانية أن “سبب الانفجار هو المواد الكيميائية الموجودة في الحاويات”.
وتابع: “كان مدير عام إدارة الأزمات قد أصدر تحذيرات لهذا الميناء خلال زياراته، مشيراً إلى احتمال الخطر”.
في هذه الأثناء، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن المواد الكيميائية ربما تكون سبب الانفجار، لكن السبب الدقيق لم يتم تحديده بعد.
وأمر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإجراء تحقيق في الحادث وأرسل وزير الداخلية الذي صرح بأن الجهود تبذل لإخماد الحريق ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.
وأظهرت قنوات إخبارية إيرانية رسمية لقطات لسحابة ضخمة من الدخان الأسود والبرتقالي تتصاعد فوق الميناء بعد الانفجار. وأظهرت اللقطات أيضًا مبنى إداريًا وقد تحطمت أبوابه وأوراقه وتناثر الحطام في كل مكان.
تقع محطة الشهيد رجائي، أكبر محطة حاويات في إيران، في محافظة هرمزجان، على بعد حوالي 1050 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، على مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية، وهو الفم الضيق للخليج العربي الذي يتم من خلاله نقل 20 بالمائة من إجمالي النفط المتداول.
وبحسب وسائل إعلام رسمية، فإن الشركة تتعامل مع غالبية البضائع المنقولة في الحاويات.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الانفجار أدى إلى تحطيم النوافذ في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات، وسمع دويه حتى جزيرة قشم، على بعد 26 كيلومترا جنوب الميناء.
ونشرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية لقطات تظهر رجالا مصابين وهم ممددون في الشارع ويتلقون العلاج وسط مشاهد فوضوية.
وكانت قناة التلفزيون الرسمية قد ذكرت في وقت سابق أن الإهمال في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان “عاملا مساهما” في الانفجار.