إسرائيل تنشر وثائق منسوبة لحماس: كيف شجعت حرب 2021 على طوفان الأقصى؟

منذ 10 ساعات
إسرائيل تنشر وثائق منسوبة لحماس: كيف شجعت حرب 2021 على طوفان الأقصى؟

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مراسلات داخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكشف وجهة نظر الحركة بشأن عملية “حراس الجدار” التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة عام 2021. واعتبرت الحركة العملية انتصاراً استراتيجياً، استغلته في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتستند التقارير إلى وثائق من القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، والتي تظهر أن القائد العسكري السابق لحماس يحيى السنوار، الذي استشهد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استغل وقف إطلاق النار في عام 2021 لتعزيز المصالح الاستراتيجية للحركة.

وبحسب الإذاعة العبرية، أوضح السنوار في مراسلاته الداخلية مع رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية، أن هدفه من التخطيط للهجوم الذي هز تل أبيب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان خلق شعور بالطمأنينة في إسرائيل.

وبحسب الوثائق، اعتبر السنوار وقف إطلاق النار “انتصارًا استراتيجيًا” لحماس. ويعتقد أن إسرائيل لم تحقق أهدافها كاملة في المعركة، بل عانت من خسائر عديدة، في حين حققت الحركة نجاحات كبيرة. وتكشف الوثائق أيضًا أن السنوار خطط لاستغلال وقف إطلاق النار لتعميق عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. وأشار إلى أن قبول إسرائيل لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية داخل المجتمع الإسرائيلي وربما إلى “حرب أهلية”.

وصفت إسرائيل عملية حارس الأسوار التي نفذتها عام 2021 بأنها “نصر استراتيجي”. وقالت تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع آنذاك بيني غانتس، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي أفيف كوخافي، إن العملية كانت ناجحة ضد تهديدات حماس. لكن الوثائق تظهر أن هذا الشعور بالنصر كان مضللاً وشجع حماس على المضي قدماً في عملية الطوفان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفيما يتعلق بشبكة الأنفاق المعروفة باسم “مترو غزة” التي دمرتها إسرائيل، تشير الوثائق إلى أن حماس أكدت أن هذه الأنفاق لم تتعرض لأي أضرار كبيرة، كما ادعى الجيش الإسرائيلي. وقال ممثلو الحركة الذين تحدثوا مع قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني إن الشبكة لم تتأثر بشكل كبير، وأن الأضرار كانت طفيفة، وسيتم إصلاحها قريبًا.

ومن بين النقاط الأكثر لفتاً للانتباه في الوثائق “الفجوة المفاهيمية الكبيرة” بين تقييم إسرائيل للوضع على الأرض والواقع الفعلي. وأظهرت هذه التقديرات الخاطئة للوضع أن إسرائيل تعيش في ظل شعور زائف بالأمن بينما واصلت حماس توسيع عملياتها.

يُشار إلى أن عملية “حارس الأسوار” التي أطلقتها إسرائيل في مايو/أيار 2021، جاءت في أعقاب تصاعد التوترات في القدس الشرقية بسبب أحداث حي الشيخ جراح والاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. ورداً على هذه الأحداث، شنت حماس عملية سيف القدس، وأطلقت خلالها أكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين. وردت إسرائيل بإطلاق عملية عسكرية ضد غزة أطلقت عليها اسم “حراس الأسوار”، فقصفت عدة أبراج سكنية ودمرت نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 250 فلسطينيا وإصابة أكثر من 5000 آخرين.


شارك