مساعد وزير الخارجية الأسبق ردا على ترامب: قناة السويس سيادة وطنية لا مساومة عليها

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل مرة أخرى، كما فعل منذ توليه منصبه، خلال ولايتيه الأولى والثانية. وكان قد تحدث أمس عن قناتي السويس وبنما، مطالبا بمنح السفن العسكرية والتجارية الأميركية المرور الحر عبر القناتين دون رسوم.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” إنه أصدر تعليمات لوزير الخارجية ماركو روبيو باتخاذ إجراءات فورية لحل المشكلة.
وفي هذا السياق، نقدم التقرير التالي حول أبعاد وأهداف تصريحات الرئيس الأمريكي، والسيناريوهات المحتملة لمصر، بناء على تصريحات مصادر خاصة لموقع ايجي برس.
قال نائب وزير الخارجية السابق والسفير حسين هريدي إنه لا يجب أخذ كل تصريحات ترامب على محمل الجد. منذ ولايته الأولى والثانية، أدلى الرئيس الأمريكي بالعديد من التصريحات التي لا ينوي بالضرورة تنفيذها أو لا يستطيع تنفيذها.
وأشار السفير حسين هريدي إلى أن تصريحات ترامب أمس بشأن قناتي بنما والسويس كانت رسالة كان هدفها الأساسي والأسمى قناة بنما التي أرادت إدارة ترامب السيطرة عليها. وأوضح أن تصريح ترامب يحمل بعدا استراتيجيا فيما يتعلق بقناة بنما وبعدا تجاريا واقتصاديا فيما يتعلق بقناة السويس.
وفيما يتعلق بإمكانية وجود علاقة سببية بين تصريحات ترامب أمس وموقف مصر الواضح من القضية الفلسطينية، قال نائب وزير الخارجية الأسبق إنه عندما نتحدث عن قناة السويس فإننا نتحدث أيضا عن فلسطين: “تاريخيا، هناك علاقة عضوية بين قناة السويس وسيناء وفلسطين، ولا شك أن هذا قد يمثل شكلا من أشكال الضغط على الدولة المصرية”.
وأشار هريدي إلى أن ترامب وإدارته يدركون جيداً أن قناة السويس قضية وجودية لمصر وقيادتها وشعبها، وأن أي دولة تتحدث عن الأمر ستؤدي إلى خسارتها. ويعتقد أن ترامب يأمل أن تؤدي تصريحاته إلى خفض رسوم عبور السفن الأميركية. ويشير إلى أنه يستخدم خريطة المعدات والآليات العسكرية التي ترسلها الولايات المتحدة للدولة المصرية كل عام كورقة ضغط لتحقيق هدفه، خاصة أنه سبق أن أشار إلى ذلك.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة، أشار إلى أنه إذا تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (الذي كلفه ترامب بهذه المسألة) مع مصر بشأن إعفاء الولايات المتحدة من رسوم عبور قناة السويس، فإن مصر ستؤكد أنه لا يمكن إعفاء أي دولة من رسوم العبور. إذا أرادت الولايات المتحدة مناقشة خفض الرسوم على السفن الأميركية، فإن المفاوضات يجب أن تتم بين دولتين تتمتعان بالسيادة الكاملة.
وأضاف هريدي أن الدولة المصرية ستؤكد أن قناة السويس مصرية بالكامل وخاضعة للسيادة المصرية. وأضاف أنه قد يكون هناك حديث عن خفض الرسوم، ولكن ليس عن إعفاء السفن التجارية والعسكرية الأميركية بشكل كامل. وتابع: “أعتقد أن أي حكومة مصرية لن تقبل بهذا على الإطلاق”.
واختتم نائب وزير الخارجية الأسبق تصريحاته بالتأكيد على أن قرار مصر بشأن قناة السويس هو قرار سيادي تماما ولا يمكن لأحد أن يفرض سيادته على مصر. وأشار إلى أن إدراج قناة السويس ضمن التصريحات الأميركية بشأن إعفاء السفن من رسوم المرور عبر القناتين قد يكون أداة لاختبار قدرة مصر على الاعتراض أو التفاوض بشأن رسوم المرور.
في السياق ذاته، وصف دبلوماسي رفيع سابق في تصريح خاص لموقع ايجي برس تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بأنها “سخيفة وغير منطقية وغير جادة”.
ولا يعد تصريح ترامب بشأن قناة بنما الأول من نوعه. وأكد الرئيس الأميركي مراراً وتكراراً رغبته في استعادة قناة بنما، وقبل توليه منصبه لولاية ثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، قال للصحفيين إنه لن يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لاستعادة السيطرة على القناة.