خبراء: الاستثمارات الخليجية وراء رفع المؤسسات الدولية توقعات نمو الاقتصاد المصري

فؤاد: الإنتاج غير النفطي والسياحة والاتصالات ستقود النمو
ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن ارتفاع توقعات نمو الاقتصاد المصري من قبل المؤسسات الدولية، يعود إلى تحسن فني يتعلق بتحقيق معدل نمو ربع سنوي أعلى من المتوقع في الربع الثاني من العام المالي الجاري. يضاف إلى ذلك الاستثمارات المتوقعة من قطر والكويت وإمكانية عقد صفقات مماثلة لصفقة رأس الحكمة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد خبراء الاقتصاد أن التضخم تباطأ وأن البنك المركزي بدأ في خفض أسعار الفائدة. ويتوقع أن تقود قطاعات السياحة والمواد الخام والتصنيع والاتصالات النمو في السنة المالية المقبلة.
رفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري في العام المالي الحالي بنسبة 0.3% إلى 3.8%، لكنه أبقى على توقعاته عند 4.2% في العام المالي المقبل. ومن المتوقع أن يبلغ النمو 4,6% في السنة المالية 2026-2027.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 3.8% في العام المالي الحالي، مقارنة بنمو بلغ 2.4% في العام المالي السابق. ويعكس هذا الاستقرار الاقتصادي النسبي والتوقعات بمزيد من التوسع في مختلف القطاعات.
قال الخبير الاقتصادي محمد فؤاد، إن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي رفعا مؤخرا توقعاتهما لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الحالي 2024/2025 إلى ما بين 3.8 و4%. وأضاف أن هذا التعديل يعكس تحسناً فنياً محدوداً يتعلق بتحقيق معدل نمو ربع سنوي أعلى من المتوقع في الربع الثاني (4.3%)، ولم يكن نتيجة لتغيير هيكلي جوهري في الأداء الاقتصادي. ومع ذلك، يظل النمو أقل من الأهداف الأصلية، التي كانت نحو 4.1% قبل بداية السنة المالية.
واستبعد فؤاد أن يصل الاقتصاد المصري إلى معدل نمو 4.5% في 2025/2026، حسب توقعات الحكومة المصرية، وحتى 4.1% حسب صندوق النقد الدولي. وتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة تتراوح بين 4.2 و4.3%.
توقعت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، أن يصل معدل النمو الاقتصادي في مصر إلى 4% بنهاية العام المالي الجاري. ومن المتوقع أن يرتفع النمو إلى 4.5% في السنة المالية المقبلة، على الرغم من التحديات التي تفرضها سياسات التجارة العالمية الحمائية.
وتوقع فؤاد أن يكون النمو الاقتصادي في العام المالي المقبل مدفوعاً بقطاعات الصناعة غير النفطية والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويأتي ذلك مدعوماً بتحسن نسبي في الطلب المحلي وانتعاش جزئي في قطاع الخدمات، على الرغم من الضغوط المستمرة على قناة السويس والصناعات الاستخراجية.
من جانبه، توقع الخبير الاقتصادي مدحت نافع أن تكون صناعات المواد الخام والتصنيع من أكثر القطاعات الواعدة للنمو، إذا حصلت على الدعم الحكومي اللازم. وأشار إلى أن قطاع الخدمات السياحية سيلعب أيضًا دورًا رئيسيًا، خاصة مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
من جانبه، أوضح مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث في عربية أونلاين، أن ارتفاع توقعات المؤسسات الدولية لنمو الاقتصاد المصري جاء نتيجة استمرار تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وإمكانية أن تبرم الحكومة صفقات أخرى مماثلة لصفقة رأس الحكمة مع استثمارات من قطر والكويت. يضاف إلى ذلك الجهود التي تبذلها الحكومة لكبح جماح التضخم، واستمرار تنفيذ خطتها للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.
ارتفع معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها إلى 13.1 بالمئة في مارس/آذار، بعد أن انخفض إلى 12.5 بالمئة في فبراير/شباط. ويأتي ذلك بحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتي أظهرت ارتفاعاً شهرياً بنسبة 1.5%.
وأضاف الشافعي أن استمرار خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي المتوقع سيصاحبه انخفاض أسعار الفائدة على الموازنة الحكومية، ما يضيق فجوة التمويل. ومن المتوقع أيضا أن تخف حدة الأزمة المرتبطة بقناة السويس، وهو ما سيؤدي إلى تخفيف نسبي لإيرادات القناة. وقد أدت كل هذه العوامل إلى تحسن آفاق النمو الاقتصادي.
أعلن أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن الهيئة تستهدف استعادة نحو 70% من عدد السفن التي تستخدم القناة بحلول عام 2023. وهذا يعني أن نحو 18500 سفينة ستعبر القناة هذا العام، بحسب منصة “اقتصاد الشرق” مع بلومبرج.
قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري في اجتماعها الأخير خفض سعري عائد ليلة واحدة والإقراض، وسعر الفائدة الرئيسي بالبنك المركزي بواقع 225 نقطة أساس إلى 25.00% و26.00% و25.50% على التوالي. كما قرر خفض أسعار الإقراض والخصم بمقدار 225 نقطة أساس إلى 25.50%.
وتوقع الشافعي أن ينمو الاقتصاد المصري بمعدل يتراوح بين 4.1 و4.5% في عام 2025/2026. ومن المرجح أن تكون محركات النمو الرئيسية هي السياحة والصناعة وصناعة الأغذية والملابس والاتصالات وتجارة التجزئة، والتي تعتبر جميعها المحركات الرئيسية للاقتصاد المصري، فضلاً عن صناعات البتروكيماويات والأسمدة.