في لقاء مع أمناء الحوار الوطني.. وزير الخارجية: مصر تواجه تحديات جسيمة وتضع الحفاظ على أمنها القومي أولوية قصوى

اجتمعت هيئة أمناء الحوار الوطني، بأعضاءها الأربعة الجدد المعينين، أمس السبت، مع الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير .
ويأتي اللقاء في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإدراج قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية ضمن اجتماعات الحوار الوطني. ويمثل هذا اللقاء بداية لسلسلة من اللقاءات التي يعتزم مجلس إدارة مؤسسة الحوار الوطني عقدها مع كبار المسؤولين في الأمن القومي والسياسة الخارجية المصرية. ويهدف هذا الاجتماع إلى معالجة التحديات الإقليمية الكبيرة والمتسارعة التي تؤثر بشكل مباشر على المصالح الوطنية لمصر والعالم العربي. ويأتي ذلك في إطار الدعم المستمر للدولة الوطنية في إطار الحوار الوطني.
ويأتي هذا اللقاء في إطار التزام الدولة المصرية بتعزيز الشفافية والانفتاح في مناقشة القضايا الوطنية في الداخل والخارج. افتتح الدكتور بدر عبد العاطي اللقاء بالترحيب بأعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني، معرباً عن تقديره للدور الوطني الذي يقومون به في دعم مسيرة الحوار الوطني وتعزيز قيم المشاركة والتواصل البناء.
وخلال اللقاء، تناول عبد العاطي كافة المشكلات الخارجية التي تواجه مصر، وأبرز التحديات الرئيسية التي تواجهها البلاد على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد الوزير أن مصر تظل صمام أمان المنطقة بفضل قيادتها الحكيمة وقدرتها على معالجة المشكلات المعقدة. وأكد أن الدولة المصرية تعمل جاهدة على الحفاظ على استقرارها وأمنها القومي في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة حاليا.
كما أكد الدكتور بدر عبد العاطي على أهمية الحوار الوطني كمنصة مركزية لتعزيز حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الاستعراض الدوري الشامل لحالة حقوق الإنسان في مصر أقر بالتقدم الملحوظ الذي تم تحقيقه، والذي كان نتيجة مباشرة لتوصيات ومبادرات الحوار الوطني.
وأكد الوزير أن القيادة السياسية ملتزمة تماما بمعالجة كافة هموم المواطن المصري. وأشاد بالمبادرات التي انبثقت عن الحوار مثل مكافحة التمييز وإدخال العقوبات البديلة وطرح مبادرات لتعزيز التسامح في المجتمع. وأكد أن المناقشات التي جرت خلال جلسات الحوار الوطني في مصر أسفرت عن نتائج إيجابية وفعالة.
وفيما يتعلق بالتحديات الإقليمية، أكد وزير الخارجية أن مصر تواجه تحديات خطيرة من كافة الاتجاهات، وخاصة الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة. وأكد موقف مصر الثابت ضد التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، مشيرا إلى أن معبر رفح الحدودي على الجانب المصري يظل مفتوحا بشكل دائم لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكد في الوقت نفسه أن القضية الفلسطينية لا يجوز تصفيتها تحت أي ظرف من الظروف.
وأكد أن الأمن القومي المصري يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع في محيطه الإقليمي، وأن أي تطور في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على الوضع السياسي الداخلي في مصر.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن الأولوية القصوى لمصر هي الحفاظ على الأمن القومي مع الحفاظ على علاقات متوازنة وقوية مع كافة الدول. وأكد أن الالتفاف الشعبي للقيادة السياسية يعد ركيزة أساسية لحماية الدولة ومصالحها العليا.
وأكد عبد العاطي أن العقيدة الاستراتيجية لمصر تقوم على التوازن والحكمة، دون إغفال قضايا السياسة الخارجية، وأنها تعمل على تعظيم الشراكات الاستراتيجية مع إعطاء الأولوية لدعم القطاع الخاص المحلي والدولي لتعزيز الاقتصاد الوطني.
وشكر ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطني ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات الدكتور بدر عبد العاطي على حفاوة الاستقبال، وأشاد باهتمام الحكومة المصرية بالحوار الوطني باعتباره مظلة مهمة لدعم قضايا الدولة والمجتمع. وأوضح أن اللقاء عقد في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بمناقشة التطورات الإقليمية الراهنة على طاولة الحوار الوطني، مشيرا إلى أن اللقاء عقد أيضا استجابة لطلب من مجلس الأمناء عقب تصاعد التوترات الخارجية.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الاتصال البرلماني والقانوني والسياسي محمود فوزي، أهمية أن يستمع مجلس الأمناء بعناية إلى المسؤولين عن قضايا السياسة الخارجية. وأشار إلى أن تشكيل مجلس الأمناء جاء متوازنا بين القوى السياسية المختلفة وأن المناقشات كانت مبنية على مبدأ التوافق الوطني.
وأشاد أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني بالشروحات الشاملة التي قدمها الدكتور بدر عبد العاطي حول مختلف المواضيع وطرحوا العديد من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بقضايا الأمن الوطني وحقوق الإنسان. وأكدا أهمية استمرار التنسيق مع وزارة الخارجية، وأشارا إلى أنهما بصدد إعداد خطة لعقد اجتماعات فنية مشتركة لدعم التنسيق والتشاور المستمر بين الجانبين.
وأكد أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني دعمهم الكامل لكل المواقف الثابتة للقيادة السياسية المصرية، والتي تهدف إلى حماية مقدرات ومصالح مصر العليا وشعبها، ودعم ركائز الأمن القومي العربي.