عبدالحكيم جمال عبدالناصر يكشف كواليس نشر تسجيل عبدالناصر والقذافى على يوتيوب

منذ 8 ساعات
عبدالحكيم جمال عبدالناصر يكشف كواليس نشر تسجيل عبدالناصر والقذافى على يوتيوب

• نجل الزعيم الراحل لـ«الشروق»: المحادثة لم تُسرب والتسجيل والمخطوطة موجودان في مكتبة الإسكندرية.

• لا أعلم من المستفيد من هذه المحادثة، ولكن الحقائق تبقى حقائق.

• التاريخ يعيد نفسه. والذين انتقدوا والدي يكررون الآن نفس الشيء مع مصر.

• هل هناك ديكتاتور يسجل اجتماعاته بالصوت والصورة؟!

• لم يقل عبد الناصر قط أنه سيرمي إسرائيل في البحر أو سيحرر فلسطين من النهر إلى البحر.

• سأقوم برفع العديد من المواد الأخرى على نفس القناة: قناة ناصر على اليوتيوب

قال عبد الحكيم جمال عبد الناصر لـ«الشروق»، إن محاضر لقاء الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي موجودة في مكتبة الإسكندرية، لأن عائلة عبد الناصر أهدت المكتبة الكثير من أوراقه الخاصة والعامة. لذلك فإن المحادثة ليست تسريبًا طالما أنها متاحة فعليًا. هذا الموقع ملك له ويتم إدارته من قبل شخص نيابة عنه.

قبل يومين انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي للقاء بين عبد الناصر والقذافي في أوائل أغسطس/آب 1970، قبل وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر/أيلول من ذلك العام.

في هذا اللقاء الصوتي، ينتقد عبد الناصر بشدة الحكومات السورية والعراقية والجزائرية، وكذلك بعض المنظمات الفلسطينية، بسبب المزايدة المفرطة عليه والمطالبة منه بالقتال ضد إسرائيل في حين أنهم هم أنفسهم لم يفعلوا شيئا.

وفي الحديث الذي فسره البعض على أنه اعتراف من عبد الناصر بحلول جزئية وخطوة نحو المصالحة والحلول السلمية وليس نحو الحرب الشاملة، قال عبد الناصر للقذافي: “اتركهم وشأنهم، ومن يريد القتال فليذهب ويقاتل”. ويقول أيضا إنه قال للعاهل الأردني السابق الملك حسين: “إذا كنت تستطيع التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لاستعادة الضفة الغربية، فعليك أن تقبله حتى لا يتم تهويد الضفة الغربية”. وتضمن الحديث أيضا اعتراف ناصر بأن أميركا زودت إسرائيل بكل أموالها وأسلحتها. ورأى بعض معارضي عبد الناصر في هذا الرأي تأكيداً لقول الرئيس السابق أنور السادات إن 99% من الأوراق في أيدي أميركا.

عبد الحكيم عبد الناصر يوضح التفاصيل

وكشف عبد الحكيم عبد الناصر في اتصال هاتفي مع رئيس تحرير جريدة الشروق أن هذه الوثائق كانت موجودة في تسجيلات صوتية ومرئية بمكتبة الإسكندرية، وهو الأمر الذي كان جمال عبد الناصر يحرص على حفظه في كل لقاءاته. وتساءل: «لو كان ديكتاتورا كما يدعي خصومه لما غادر هذه الدقائق». وتساءل: هل هناك ديكتاتور يسجل اجتماعاته بالصوت والصورة، وخاصة الاجتماعات التي يمكن أن يستخدمها خصومه ضده؟!

وعندما تساءلت الشروق هل هذا التسجيل سيسيء إلى صورة عبد الناصر الذي يقول أنصاره إنه عارض السلام الجزئي الذي من شأنه أن يعيد سمعة الرئيس الراحل أنور السادات؟! فأجاب عبد الحكيم عبد الناصر أن من يستمع إلى هذا الحوار الأخير لابد أن يفهم ويعرف السياق الزمني الذي جرى فيه.

وتابع: جرى الحديث في 4 أغسطس/آب 1970، وقبل عبد الناصر مبادرة وزير الخارجية الأميركي وليام روجرز من أجل هدف أساسي، وهو نقل جدار الصواريخ إلى قناة السويس لمواجهة الهجمات الجوية الإسرائيلية على الداخل المصري. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرة روجرز، التي قبلها عبد الناصر، نصت على الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 242، الذي طالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى خطوط الحدود في الرابع من يونيو/حزيران 1967، ومنح الفلسطينيين خيار العودة أو التعويض. فهل كان عبد الناصر خائناً ومتجاوزاً عندما قبل مبادرة تؤسس لهذه المبادئ كما صورتها الدعاية المضادة لبعض الدول والحكومات والمنظمات العربية؟!

ثم يقول ابنه إن عبد الناصر قبل وقف إطلاق النار لسبب أسمى: فهو يريد الاستعداد للمعركة أولاً وإنقاذ أرواح الشباب المصريين في القوات المسلحة. كان بإمكانه أن يصر على صورته كبطل شعبي، لكنه اختار عدم التضحية بدماء المصريين.

لقد سئم عبد الناصر من المزايدات العربية

في نظر عبد الحكيم عبد الناصر فإن كل الدول التي انتقدت جمال عبد الناصر تفوقت عليه ببساطة دون أن تتخذ أي إجراء وتخلت عنه بإعلانها شعار “ضرورة حرب لا تنتهي حتى آخر جندي مصري”. ويضيف أن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين كانت لديه مشكلة مع عبد الناصر لأنه كان منزعجاً من العلاقة الخاصة بين عبد الناصر والرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة الذي أطاح به بومدين والذي لم يزود مصر بالطيارين كما طلب عبد الناصر. سوريا التي كانت تنتقد جمال عبد الناصر ليل نهار رفضت السماح للمقاتلات المصرية بقصف الأراضي الإسرائيلية من الأراضي السورية لأن المسافة بينهما قصيرة، بحجة أن إسرائيل ستقصفها حينها؟! إدانة: إذا كانوا يهاجمون عبد الناصر لأنه واقعي وعملي فلماذا لم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 5 يونيو 1967 وحتى اليوم؟!

وعن بعض المنظمات الفلسطينية التي انتقدت عبد الناصر، قال عبد الحكيم: “هذه هي المنظمات نفسها التي وقّعت اتفاقيات أوسلو. وإذا قارناها بمبادرة روجرز التي انتقدوها، فسنرى أن مبادرة روجرز كانت رائعة!”. ويضيف عبد الحكيم أن التسجيل الصوتي يظهر أن عبد الناصر كان رجل دولة وليس زعيماً مغروراً كما يعتقد البعض، وأنه كان يفهم الفرق بين الممكن والخيال.

من المستفيد؟

وعندما سئل عبد الحكيم عبد الناصر من المستفيد من إذاعة هذا التسجيل في هذا الوقت أجاب: «المستفيد هو الحقيقة العارية، فلا يخرج أحد ويقول: قال لي وقلت له!». وهذه فرصة مهمة للأجيال الجديدة للتعرف على التاريخ من خلال أصوات أصحابه، بعيدًا عن الاتهامات”.

ويضيف أنه عندما قدمت أسرة عبد الناصر هذه الوثائق إلى مكتبة الإسكندرية، التقى منير فخري عبد النور بهدى عبد الناصر وسألها: “هل قمت بتعديل الصور لإزالة أي شيء قد يسيء إلى عبد الناصر؟!” فأجابت: “التسجيلات موجودة في المكتبة ويمكنك النظر إليها لمعرفة ما إذا كان قد تم تغييرها أم لا”. ويضيف عبد الحكيم: “كانت جميع اللقاءات الرسمية مع عبد الناصر مسجلة بالصوت والصورة ومتاحة للجميع. ومع ذلك، لا نعلم ما دار في بعض لقاءات السادات مع هنري كيسنجر، لكننا علمنا بنتائجها لاحقًا”.

العدالة للسادات أم إعادة تفسير التاريخ؟

رداً على سؤال: هل هذا التسجيل ينصف السادات ويسكت أنصار ناصر؟! قال عبد الحكيم: «بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة من هزيمة يونيو، ولم يقبل بحل جزئي. بل وافق في كل ما قاله، علنًا وسرًا، على حل في إطار قرارات مجلس الأمن. ومبادرة روجرز خير دليل على ذلك». وأضاف: “من حق الجميع تفسير هذه المحادثة الصوتية بالطريقة التي تناسبهم”.

ولكنه يضيف أن التاريخ يكاد يعيد نفسه، فالوضع السياسي في المنطقة اليوم يشبه ما كان عليه عام 1970، وبعض الحكومات والمنظمات العربية تريد تحرير فلسطين من الحدود المصرية فقط، ولا أدري لماذا لا يفكرون في تحريرها من الحدود الشرقية أيضاً؟!!

ويرى عبد الحكيم أن الإدراج لا يقلل من قيمة ناصر، بل يسلط الضوء على جانب مهم من تاريخنا. وهذا يدل أيضاً على أن ناصر لم يكن مستعداً للتضحية بشعبه وشباب القوات المسلحة من أجل قيادة وهمية. واعترف أيضاً بأنه كان يعرف حقيقة الأزمة، وكان مقتنعاً في حينه بأنها لا يمكن حلها إلا من خلال الضغط الدولي على أميركا. ولهذا السبب أدخل الروس في اللعبة ولم يقل قط إن 99% من أوراق اللعبة كانت في صالح أميركا.

ويؤكد عبد الحكيم عبد الناصر أن والده لم يقل قط: “سنلقي إسرائيل في البحر”، ولم يقل أيضا: “سنحرر فلسطين من النهر إلى البحر”. بل كان يتحدث دائماً عن ضرورة استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي التسجيل النهائي يتساءل: “هل يمكن لأفعال وسلوك الحكومات العربية المعنية أن تحرر فلسطين بالكامل؟”

ويضيف عبد الحكيم عبد الناصر أن بعض الحكومات العربية شنت هجمات عنيفة ضد عبد الناصر، ولكن صدام حسين هو الذي حارب إيران ثم غزا الكويت لجلب قواعد أجنبية إلى المنطقة ــ وهو الأمر الذي حاربه عبد الناصر لسنوات عديدة.

وأخيراً أعلن عبد الحكيم عبد الناصر الشروق أنه سيستمر في نشر تسجيلات عديدة لتورط والده في قضايا هامة على نفس قناة ناصر تي في على اليوتيوب حتى تتضح الحقائق للجميع.


شارك