تحالف الأحزاب المصرية: قناة السويس تخضع للسيادة المصرية.. وحديث ترامب غير مقبول

أعرب تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم نحو 42 حزبا سياسيا، عن استيائه من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مطالبته بالسماح للسفن الأميركية بالمرور عبر قناة السويس مجانا. ويواصل ترامب ادعاءه – في تصريح يكشف عن جهله بالتاريخ – بأن قناة السويس لن تكون موجودة بدون الولايات المتحدة.
وقال النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية ونائب رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، إن خطاب ترامب الجديد هو استمرار لموقفه الاستفزازي منذ دخوله البيت الأبيض قبل عدة أشهر. وهذا أيضًا استمرار لنهجه في السعي إلى تحقيق مصالح بلاده دون مراعاة مصالح بقية العالم. وهذا من شأنه أن يساهم في فقدان العالم الثقة بالولايات المتحدة إذا استمرت هذه السياسة على هذا النهج.
وأشار الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية إلى أن على الرئيس الأمريكي دراسة الأمر جيداً قبل كتابة ما يريده على مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما قال إن قناة السويس ما كانت لتوجد لولا بلاده، نود أن نؤكد أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور في بناء القناة. تقع القناة على الأراضي المصرية، وقد حفرها عشرات الآلاف من المصريين. عند افتتاح القناة كانت مصر متحالفة مع فرنسا وبريطانيا العظمى، بينما كانت مبدأ مونرو لعام 1823 ساري المفعول في أمريكا في ذلك الوقت. وجاء في هذا القرار أن الولايات المتحدة لن تتدخل في الشؤون الأوروبية والدولية، وأنها ستقتصر مصالحها على دول أميركا الجنوبية. من عام 1861 إلى عام 1865، شهدت المدينة اضطرابات الحرب الأهلية. تعود فكرة بناء القناة إلى المهندس المعماري فرديناند ديليسبس، القنصل الفرنسي في القاهرة.
وأشار النائب تيسير مطر إلى أن تصريح ترامب يخالف الاتفاقيات الدولية ومبادئ القانون الدولي التي تحكم حركة الملاحة البحرية العالمية. وينطبق هذا بشكل خاص على معاهدة القسطنطينية لعام 1888، التي تنظم حرية الملاحة في قناة السويس وتضمن المرور الحر للسفن التجارية والحربية، باستثناء سفن الدول التي هي في حالة حرب مع مصر.
وتابع: “قناة السويس ممر ملاحي دولي داخل الأراضي المصرية، وتخضع لسيادتها وللقوانين النافذة فيها. وهناك إجماع دولي على هذا الأمر، وتنظيم رسوم مرور السفن في القناة يتم بموجب قرار رئاسي، كونه عملاً سيادياً. ولذلك، فإن اقتراح ترامب وتطبيقه يخالفان قواعد القانون الدولي، واتفاقية القسطنطينية، والمبادئ المنظمة لمرور السفن في القناة، والمعمول بها منذ عام ١٨٥٦”.
واختتم النائب تيسير مطر كلمته قائلاً: “كل ما يتعلق بقناة السويس قرار سيادي لا يجوز المساس به أو إخضاعه للأمر الواقع الذي تنتهجه الولايات المتحدة ورئيسها. ولن نسمح لأي دولة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية البحتة”.