أزمة داخل الجيش الإسرائيلي بسبب “الأمر 77”.. فما القصة؟

منذ 3 ساعات
أزمة داخل الجيش الإسرائيلي بسبب “الأمر 77”.. فما القصة؟

بينما كان عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي يستعدون لبدء إجازتهم المستحقة لهم بموجب قوانين الدولة العبرية، تفاجأ جنود من بعض الوحدات بقرار الجيش الإسرائيلي تعليق إجازة التسريح لبعض الجنود المقاتلين. ويأتي هذا القرار في إطار رد الفعل على تمديد التجنيد الإجباري لمدة أربعة أشهر أخرى، والذي أعلن عنه في “الأمر 77”. ولم يكن هذا القرار الذي اتخذته القيادة العسكرية في ظل ظروف أمنية صعبة مجرد تمديد عادي للخدمة. وشمل ذلك إلغاء الإجازات المقررة للجنود الذين ينتظرون التسريح، مما أدى إلى تصاعد الأزمة داخل الجيش الإسرائيلي.

الأزمة والاحتجاجات

ومنذ الإعلان عن إلغاء الإجازة بموجب الأمر 77، اندلعت الاحتجاجات داخل صفوف الجيش الإسرائيلي. وعبر الجنود عن استيائهم من القرار وعبروا عن إحباطهم وغضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من نقص حاد في عدد الجنود، وهو ما دفع القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذا القرار.

أعرب جنود لواء الناحال المتمركز حاليا في الضفة الغربية عن استيائهم من حرمانهم من إجازة التسريح المتوقعة، في حين منحتهم ألوية أخرى من الجيش النظامي هذه الإجازة مرة أخرى. وقال أحد الجنود: “لا ينبغي أن يأتي هذا الحل على حساب أولئك الذين يخاطرون بحياتهم منذ أكثر من عام”. “الألوية الأخرى ترسل جنودها إلى منازلهم لمدة أسبوع أو أسبوعين، فلماذا نكون مختلفين؟”

وتزامن تصاعد هذه الأزمة مع ظروف العمل “الصعبة” التي يعيشها الجنود بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة العامين في قطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان. ودفع ذلك العديد منهم إلى الاحتجاج على تمديد خدمتهم، رغم أنهم كانوا يأملون في الحصول على إجازة بعد فترة طويلة من العمل المتواصل، وفق ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

ما هو “الأمر 77″؟

الأمر 77 هو قرار إداري صادر عن القيادة العسكرية الإسرائيلية اعتبارًا من يوليو 2024، والذي يمدد فترة الخدمة العسكرية الإلزامية للجنود النظاميين من 32 إلى 36 شهرًا. ورغم أن القرار ينطبق فقط على الجنود النظاميين، إلا أنه أصبح نقطة نقاش رئيسية داخل الجيش الإسرائيلي، حيث سيغطي التمديد فترة ثماني سنوات، ويثير تساؤلات حول مستقبله وتأثيره على معنويات الجنود.

وجاء القرار نتيجة الأحداث الأمنية المتواصلة على الجبهة الشمالية في لبنان والجبهة الجنوبية في قطاع غزة، ما دفع القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذه الخطوة الجذرية لتلبية الحاجة المتزايدة للمساعدات الإنسانية. ومع إعلان القرار، بدأ الجنود يتساءلون عن المعايير القانونية لتطبيقه وتأثيره على حياتهم الخاصة.

صورة-1

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الأمر 77 تسبب في أزمات نفسية وأخلاقية كبيرة بين الجنود الإسرائيليين، وخاصة الذين تم تسريحهم بعد أشهر من الخدمة. وذكرت الصحيفة أن العديد من الجنود تحدثوا عن الإرهاق النفسي والجسدي وخشوا من أن يكون للتمديد القسري تأثير على حياتهم الشخصية.

وأكد جندي من لواء النحال أن تمديد الخدمة لا ينبغي أن يأتي على حساب الجنود الذين قدموا أداءً أكبر من معظمهم في الفترة السابقة. ووصف القرار بأنه “ظالم”، خاصة في ظل ظروف الخدمة الصعبة والمرهقة التي تحملوها خلال فترة الحرب الطويلة على غزة.

نقص الجنود وأسباب القرار

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص يصل إلى نحو 10 آلاف جندي، وهو ما يفسر إصدار الأمر 77. ونظراً للحرب الدائرة في قطاع غزة والتهديدات الأمنية في الشمال، اضطرت القيادة العسكرية إلى اتخاذ هذا القرار لتلبية الاحتياجات العسكرية المتزايدة.

وترى الإدارة العسكرية الإسرائيلية أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على قدرة الجيش على تنفيذ مهامه الأمنية. ومع ذلك، فقد خلق هذا أيضًا أعباءً جديدة على الجنود الذين أرادوا بدء حياة مدنية بعد تسريحهم. وهذا صحيح بشكل خاص لأن الاحتجاجات كانت مصحوبة بإحساس بالتمييز في الوحدات التي حُرمت من إجازات التسريح، مثل لواء ناحال، في حين استمرت بعض الوحدات الأخرى في منح الإجازات.

ومن أبرز الوحدات التي شهدت احتجاجات ضد الأمر 77 وحدة لواء ناحال، التي مُنعت من الحصول على إجازة تسريح. وشعر جنود هذا اللواء الذين خدموا في غزة لفترة طويلة في ظل ظروف صعبة، أن حجم العمل الملقى على عاتقهم كان إضافيا إلى حجم العمل الذي يتحمله جنود الألوية الأخرى الذين أعيد تسريحهم.

صورة 2

وقال جنود من لواء “ناحال” إن الحل الجديد يأتي على حساب أولئك “الذين يخاطرون بحياتهم منذ أكثر من عام”. وبينما يشاهدون الألوية الأخرى ترسل جنودها إلى منازلهم لمدة أسبوع أو أسبوعين، فإنهم يبقون في وحداتهم ويشعرون بأن المعاملة غير عادلة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، حسبما ذكرت الصحيفة العبرية.

من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي في البداية أن تكون وحدات أخرى قد توقفت عن استخدام “الرمز 77″، لكنه أكد في وقت لاحق أن إجازة التسريح التقليدية أعيد تطبيقها في عدة وحدات نظامية في الأسابيع الأخيرة.


شارك