مصر تترافع أمام محكمة العدل الدولية لطلب رأيها الاستشاري بشأن التزامات إسرائيل في أراضي فلسطين المحتلة

منذ 5 ساعات
مصر تترافع أمام محكمة العدل الدولية لطلب رأيها الاستشاري بشأن التزامات إسرائيل في أراضي فلسطين المحتلة

قدمت مصر اليوم الاثنين مرافعة شفوية إلى محكمة العدل الدولية بشأن طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومثل مصر في المحكمة السفير حاتم عبد القادر نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية الدولية والمعاهدات، والمستشارة الدكتورة ياسمين موسى المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية.

وأكد الوفد المصري في مرافعاته أن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تأتي في إطار إجراءات واسعة النطاق وممنهجة وشاملة تهدف إلى خلق أمر واقع وتحقيق الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية. وأشار الوفد إلى أن هذه السياسة مدعومة بتصريحات عامة صادرة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى وبقوانين أقرها الكنيست. وبالإضافة إلى ذلك، هناك إجراءات إسرائيلية متواصلة تهدف إلى تقويض دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وتجفيف مصادر تمويلها. وتهدف هذه الإجراءات إلى عرقلة حق العودة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل حجر الزاوية لحقه في تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأوضح الوفد المصري أن ذلك يتعلق باستمرار تنفيذ عمليات الإخلاء القسري والطرد المتكررة من قبل إسرائيل تحت ذريعة ما يسمى “أوامر الإخلاء”. وقد أدى هذا إلى تهجير الفلسطينيين قسراً إلى مناطق تفتقر إلى الضروريات الأساسية، وتعوق إمدادات السلع والخدمات الأساسية.

ويأتي ذلك في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى خلق ظروف تجعل غزة غير صالحة للسكن.

وأشار الوفد المصري في مرافعته إلى أن إسرائيل تستخدم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 سياسة التجويع والحصار الكامل لقطاع غزة كسلاح ضد السكان المدنيين في قطاع غزة. وتستمر إسرائيل في استخدام هذا السلاح من خلال إغلاق جميع المعابر الحدودية إلى غزة عمداً وبشكل تعسفي، ومنع دخول الغذاء ومياه الشرب والوقود والأدوية وغيرها من السلع الأساسية.

يأتي هذا على خلفية استئناف إسرائيل لعدوانها الوحشي على غزة، والذي أسفر عن مقتل 52 ألف مدني بريء، معظمهم من النساء والأطفال، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتواصل إسرائيل مهاجمة المدنيين والبنية التحتية الحيوية لبقاء السكان الفلسطينيين، بينما تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على العاملين في المجال الطبي والإنساني، مما يدفع غزة إلى كارثة إنسانية.

وركز النداء المصري على استعراض الحجج القانونية التي تثبت وجود التزامات على إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية امتيازات وحصانات أجهزة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيل كقوة احتلال بضمان وتسهيل توفير الإمدادات والمساعدات العاجلة دون عوائق، وفقاً للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأكد الوفد المصري أن إسرائيل انتهكت بالفعل التزاماتها بموجب القانون الدولي، سواء من خلال سياستها الممنهجة في استهداف المدنيين وممثلي المنظمات الإنسانية، أو من خلال فرض العراقيل القانونية والإدارية المستمرة التي تعيق وتقيد إيصال المساعدات الإنسانية، أو من خلال الهجمات المباشرة على البنية التحتية الإنسانية، بما في ذلك قصف معبر رفح بهدف تعطيله والاستيلاء على الجانب الفلسطيني من المعبر، ثم الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح، ملجأ لأكثر من مليون فلسطيني ومركز رئيسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما تسبب في أضرار جسيمة للعمليات الإنسانية وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي، مما أجبر المنظمات الإنسانية على الانسحاب لضمان سلامة موظفيها. توقفت المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي، والذي كان يشكل شريان الحياة لقطاع غزة.

واختتم الوفد المصري ملاحظاته بطلب أن تقرر المحكمة في رأيها الاستشاري أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يشكل انتهاكاً مستمراً للقانون الدولي وأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال تستمر في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى نهاية الاحتلال. كما أقرت المحكمة بالتزام إسرائيل، كقوة احتلال، بإصلاح الأضرار التي أحدثتها من خلال رفع الحصار المفروض على غزة على الفور ودون قيد أو شرط، وضمان وصول واسع وآمن للمدنيين في قطاع غزة دون عوائق أو قيود عبر جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 على الفور، والموافقة على خطة مساعدة عاجلة للسكان المدنيين الفلسطينيين وتسهيل تنفيذها بكل الوسائل المتاحة، وعدم عرقلة وجود وأنشطة الأمم المتحدة ووكالاتها، بما في ذلك الأونروا، والدول الثالثة التي تقدم المساعدة الإنسانية، وإلغاء أي قوانين غير قانونية اعتمدتها إسرائيل فيما يتعلق بالأونروا، واحترام الامتيازات والحصانات الممنوحة للأونروا وغيرها من وكالات الأمم المتحدة، وضمان حمايتها. وأشارت المحكمة كذلك إلى أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير يشمل الحق في مواصلة تنميته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أرضه، بما في ذلك الحق في الحصول على مساعدات التنمية من أجل الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار، وعدم طرده أو تهجيره من أرضه.


شارك