فرقة المنصورة تقدم «انتحار معلق» بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح

منذ 7 ساعات
فرقة المنصورة تقدم «انتحار معلق» بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح

استضاف مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، أمس الاثنين، عرض مسرحية “الانتحار المعلق” ضمن فعاليات الدورة الـ32 للمهرجان الختامي لأندية المسرح. المهرجان تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هينو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان. وتقام فعاليات المهرجان تحت إشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.

العرض من تقديم فرقة مسرح المنصورة، تأليف ياسر إسماعيل وإخراج محمود الزيني. يحكي قصة شاب يدفعه الضغط الاجتماعي وما يعتبره موقفًا قاسيًا من عائلته إلى الانتحار. قبل وفاته بفترة وجيزة، فاجأته شخصية تدعى “الذاكرة”، قدمت له مشاهد ولحظات مؤثرة من حياته. ويبدأ في إدراك أن نظرته للأحداث كانت محدودة وضيقة، وأن النظر إلى الأشياء من الخارج يمنحه فهماً أعمق وأكثر عدالة لكل ما مر به.

وأشار المخرج محمود الزيني إلى أن فكرة العرض تعتمد على التفكير في كيفية رؤية الإنسان لحياته أو أزماته من منظور محدود (داخل الإطار)، مما يؤدي إلى شعوره بالتخلي عنه أو ظلمه من أقرب الناس إليه، مثل والده أو والدته أو زوجته أو أصدقائه. لكن زاوية الرؤية الواسعة (خارج الإطار) تكشف له الصورة الأكبر وتقوده إلى إدراك أن تصرفات هؤلاء الأشخاص لم تنبع من نية التسبب في الأذى، بل من مشاعر الحب أو الخوف عليه، أو من ظروف خفية لم يكن على علم بها. وأكد الزيني أن جوهر الفكرة هو أن “أحكامنا السريعة داخل الإطار قد تخدعنا، بينما خارج الإطار تنكشف الحقيقة بوضوح.. وللأسف أحياناً لا ندرك ذلك إلا بعد فوات الأوان”.

من جانبه، أوضح الكاتب ياسر إسماعيل أن رواية “انتحار معلق” تغوص في عقل المنتحر في اللحظة الحرجة بين القرار والموت، حيث تتقاطع مشاعر الندم والأمل والخوف والحنين. وأشار إلى أن النص يصف لحظة يتوقف فيها الزمن وتتشابك الذكريات والخيال لفهم الحياة عندما يفوت الأوان. وأكد أن المسلسل يمثل المواجهة النهائية مع الذات، مشيرا إلى أن إحدى أهم رسائله هي أن الإنسان لا يستطيع اكتشاف الحقيقة كاملة إلا بالخروج من الصندوق. وأعرب نجم العرض الفنان علاء الحسيني عسكر عن تقديره للرسالة القوية والمؤثرة التي يحملها النص، موضحاً أن تصوير اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان والتركيز على سوء الفهم الذي قد يتعرض له يعطي العمل عمقاً إنسانياً خاصاً. وأضاف أن هدف العرض هو رفع الوعي بمخاطر الانتحار وتشجيع الناس على إعادة النظر في قراراتهم المصيرية، خاصة في ظل الأحداث المؤلمة التي شهدتها المنصورة في الماضي. وأكدت الفنانة دانا فوزي التي تؤدي دور «الأم» أن هذه هي مشاركتها الثانية في مهرجان أندية المسرح، وأنها استطاعت الاستفادة من خبرتها المسرحية الممتدة لأربع سنوات. وأكدت أن العرض يوجه رسالة واضحة للشباب بأن الحياة أوسع وأجمل مما تبدو في إطارها الضيق، وأن الأمل يبقى مهما اشتدت الأزمات. حضر العرض المخرج محمد الطائي ومدير المهرجان الكاتب والناقد يوسف حسن وأعضاء لجنة التحكيم الدكتور محمد زعيمة والكاتب سعيد حجاج والمخرج سامح مجاهد والموسيقار الدكتور وليد الشهاوي والدكتور مصطفى حامد وشارك ربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية.

ويشارك في بطولة المسلسل كل من: علاء عسكر، محمد صلاح، دانا فوزي، وعد ياسر، مصطفى عامر، سيف وليد، والصغير ياسين أحمد. غناء: أحمد جمعة، تصميم ديكور: محمد هاشم، تصميم أزياء: رانيا موسى، مكياج: أريج عز، أكسسوارات: بسنت العربي، إضاءة: حازم أحمد، إعداد موسيقي: أحمد تامر، مساعدو المخرج: عمرو قنديل وأسامة فضل. المنتج المنفذ: أشرف الحلو.

وينظم المهرجان الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، والتابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي. وتستمر الفعاليات غدًا الثلاثاء بعرض مسرحية فرقة الزقازيق “الانتحار المعلق” تأليف ياسر إسماعيل وإخراج سحر عثمان في السادسة مساءً، يليها عرض فرقة الزقازيق لمسرحية “بائع الكتب المقلدة” تأليف محمد ياسين وإخراج زياد ياسر.

يعد مهرجان الأندية المسرحية أحد أهم المنصات الثقافية لاكتشاف وتشجيع المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات. وبهذا توفر الهيئة العامة لقصور الثقافة مساحة للإبداع والتجريب، مما يعزز دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتحفيز النشاط الفني في المجتمع.


شارك