هل خفض أسعار الفائدة يدعم ربحية شركات التمويل الاستهلاكي؟

ويتوقع ممثلو شركات الائتمان الاستهلاكي أن يؤدي خفض سعر الفائدة الذي أجراه البنك المركزي خلال اجتماعه الأخير إلى زيادة أعداد العملاء بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. وسوف يسمح هذا للشركات بتوسيع عروضها وتمديد فترات السداد، كما كان الحال قبل زيادات أسعار الفائدة القياسية في العامين الماضيين.
وأعلن البنك المركزي المصري، الخميس الماضي، خفض أسعار الفائدة على الودائع والقروض بنسبة 2.25%، للمرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف.
وبحسب تقرير لجنة السياسة النقدية، انخفضت أسعار الفائدة من مستوياتها القياسية إلى 25% للودائع و26% للقروض.
قال أحمد أسامة، العضو المنتدب لشركة درايف فاينانس للخدمات المالية غير المصرفية وعضو الاتحاد المصري للتمويل الاستهلاكي، إن حجم سوق الائتمان الاستهلاكي ارتفع بنسبة تصل إلى 80% منذ بداية العام رغم ارتفاع أسعار الفائدة. ويرجع ذلك إلى أن هذا سوق جديد، ومن المتوقع أن تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى زيادة كبيرة في أعداد العملاء.
وبحسب تقرير صادر عن هيئة الرقابة المالية، ارتفعت قيمة التمويل الاستهلاكي المقدم من الشركات إلى نحو 11.9 مليار جنيه خلال أول شهرين من العام الجاري، مقارنة بـ 8.71 مليار جنيه خلال الفترة المقابلة من عام 2024، بنسبة نمو بلغت 37.1%، بحسب تقرير صادر عن هيئة الرقابة المالية.
وأوضح أسامة أن سوق الائتمان الاستهلاكي يعد من الأسواق التي تتمتع بفرص نمو واعدة. نظراً لوجودها الحديث مقارنة بأنشطة أخرى مثل التأجير التمويلي والتمويل، والتي بدأت في السوق المحلية منذ عدة سنوات.
وتوقع أسامة أن يشهد القطاع معدلات نمو قوية خلال السنوات المقبلة حتى ينضج كنشاط جديد نسبيا.
وأشار أسامة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة بنسبة 8% العام الماضي كان له تأثير سلبي على أداء الشركات، حيث أصبح مناخ الاستثمار أقل تشجيعاً في ذلك الوقت. وأكد أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي سيكون لها أثر إيجابي على تطوير سوق الائتمان الاستهلاكي.
قال محمد الفكي الرئيس التنفيذي لشركة سيمبل، المتخصصة في حلول الشراء الآن والدفع لاحقاً، إن خفض أسعار الفائدة سيكون له تأثير إيجابي مباشر على شركات التمويل الاستهلاكي، حيث ستتحسن هوامش ربحها نتيجة انخفاض تكاليف الاقتراض.
وأوضح الفقيه لموقع ايجي برس أن شركات القطاع تعتمد على خيارات التمويل من البنوك، والتي تستخدمها في شراء السلع والمنتجات لتمويل عملائها.
وأشار الفقيه إلى أن متوسط تكلفة تسهيلات التمويل حالياً يبلغ نحو 32% سنوياً، موزعة على سعر الممر البالغ 28.25% بالإضافة إلى هامش الاقتراض من البنوك. وأضاف أنه في حال انخفاض سعر الممر بنسبة 2.25 في المائة، فمن المتوقع أن تنخفض تكاليف الاقتراض إلى ما بين 29 إلى 29.5 في المائة. وسوف يؤدي هذا إلى تحسن حقيقي في عوائد الشركات.
وأضاف الفقيه أن خفض أسعار الفائدة يمنح شركات الائتمان الاستهلاكي ميزة أخرى حيث يسمح لها بتقديم المزيد من العروض بدون فوائد أو خفض سعر الفائدة لعملائها. وهذا يزيد المبيعات ويجذب عملاء جدد.
وأشار إلى أنه في أوقات انخفاض أسعار الفائدة، أي قبل موجة ارتفاع أسعار الفائدة في العامين الماضيين، كان السوق يعتمد بشكل أكبر على العروض ذات الفائدة صفر.
وأشار إلى أن هذه العروض امتدت لخطط سداد تصل إلى 36 شهراً و24 شهراً و18 شهراً، وبنسب فائدة تصل إلى نحو 13%. ومع ذلك، ونظرا لارتفاع أسعار الفائدة إلى 27%، فقد تم تقليص العروض إلى عقود مدتها ستة أشهر حتى لا تثقل كاهل الشركات بتكاليف إضافية.
وأضاف الفقيه أن خفض أسعار الفائدة له أيضاً آثار إيجابية غير مباشرة، إذ يشجع التجار على شراء كميات أكبر من السلع. وهذا يدفعهم إلى الاعتماد على شركات التمويل الاستهلاكي لتمويل المزيد من المعاملات، وبالتالي زيادة العرض في السوق.