مجلس النواب يوافق نهائيا على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد

منذ 5 ساعات
مجلس النواب يوافق نهائيا على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد

• جبالي: اتقنا الله في كل خطوة، وصدقنا في نوايانا، وبذلنا قصارى جهدنا، وأدينا الأمانة.

اعتمد مجلس النواب، خلال جلسته العامة اليوم برئاسة المستشار القانوني الدكتور حنفي جبالي، مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، والذي أعدته لجنة فرعية بلجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب.

أكد المستشار القانوني الدكتور حنفي الجبالي أن إقرار مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد يمثل لحظة فارقة في تاريخ مجلس النواب.

في كلمته أمام أعضاء مجلس النواب، قال: “في هذه اللحظة، نحن متشابكون. فلنكتب معًا، بكل فخر واعتزاز، فصلًا جديدًا في تاريخ القانون المصري القديم. وكما تعلمون جميعًا، ظلّ قانون الإجراءات الجنائية يعاني من جمود تشريعي لعقود. وعلى مرّ العقود، بُذلت جهودٌ عديدة لوضع قانون عصري لمصر يعكس مكانتها وتطلعات شعبها، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل مرارًا وتكرارًا”.

وأضاف: “يستحق مجلس النواب الحالي اليوم الثناء على اقتحامه معاقل هذا الجمود بعزيمة صادقة، وكسره قيود التعطيل والعزلة بشجاعة، وبثّ روح التغيير في نصوص عتيقة، وأعاد إحياءها في صورة شبابية تواكب العصر وتلبي احتياجات المجتمع. واليوم، ولله الحمد، نقف أمام ميلاد قانون جديد للإجراءات الجنائية”.

وتابع: “لقد كان تعامل مجلسكم الموقر مع هذا المشروع استثنائيًا. ولعلّ أبرز تطور كان تشكيل لجنة فرعية – وهي سابقة برلمانية فريدة – تضمّ خبراء قانونيين بارزين. وقد تطوّرت اجتماعاتها إلى ورش عمل حيوية، أتاحت المجال لمناقشات صريحة، وتناولت أكثر القضايا حساسية وتعقيدًا”.

واعتبر أن ما لفت انتباهه وأثلج صدره: تميزت اللجنة بصغر سن معظم أعضائها، مما يؤكد أن مصر كانت وستظل بلداً ذا مصدر لا ينضب من الكفاءات، وأن بلده الطيب لا يفتقر أبداً إلى من العقول المبدعة والطاقات الواعدة.

ووفاءً لمن يعطي، لا يسعني إلا أن أبدأ بهذه الفرصة الأهم، وأود أن أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لقائد مسيرة الأمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على إرادته السياسية الثابتة، وتشكل رؤيته الثاقبة أحد الدوافع الحقيقية لاستئناف هذه المحاكمة التي طال انتظارها. ويستمد هذا التوجه دعمه من قناعة فخامته بأن سيادة القانون هي القاعدة الأساسية لبناء الأوطان وتجديدها، وأن العدالة هي الحاجز الواقي الذي يحمي قدرات الشعوب وتطلعاتها.

كما أعرب عن عميق امتنانه لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي “دعم ولا يزال يدعم بصدق مواقف مجلس النواب، وخاصةً فيما يتعلق بالتشريع، وهو على قناعة تامة بأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ولم يألُ جهدًا في دعم كل مبادرة برلمانية تُرسي دعائم الدولة الحديثة”.

كما أشاد بوزير العدل عدنان فنجري، الذي “أظهر حضوره الشخصي في جميع الاجتماعات التي نوقشت فيها مسودة القانون التزامًا وتفانيًا، وهي سمةٌ مألوفةٌ لديه. وقد أثرى المناقشات بتعليقاته على فلسفة النصوص وتوضيح أهدافها، مما عزّز التفاهم المتبادل وقرّب وجهات النظر، مستفيدًا من خبرته القانونية الرفيعة”.

كما وجه الشكر للمستشار محمود فوزي وزير الشئون البرلمانية والقانونية والاتصال السياسي على جهوده. وبجهوده الدؤوبة في مجال المناظرة، كان صوت الحكمة، ولسان العقل، وبنى جسراً متيناً التقت عليه إرادة الشعب. وعمل بصبر وإدارة جيدة مع السلطة التنفيذية لسد الفجوة بين الرؤى المختلفة، بهدف تقديم النص التشريعي بالدقة والتوازن الذي نسعى إليه.

وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن شكري وتقديري للمستشار محمد عبد العليم المستشار القانوني لرئيس المجلس. لقد جمع هذا الرجل النبيل بين المعرفة الواسعة والأخلاق النبيلة، مثبتاً أن القيمة لا تقاس بالعمر، بل بالطموح والإخلاص والقدرة. وكان مع زملائه المستشارين في الأمانة العامة أحد الركائز التي ارتكز عليها مشروع قانون الإجراءات الجنائية. لقد كان مثالا نادرا للجدية والنزاهة؛ كان يعمل بهدوء ولم يبحث عن الشهرة الشخصية أو الشهرة أو الأضواء. وقال إن اهتمامه الرئيسي كان أن تتم صياغة تشريعات المجلس بأفضل شكل ممكن وبما يتوافق مع الدستور”. التعبير عن نبض الواقع وتحدياته. لقد جلب إلى منصبه الكرامة والهيبة التي اكتسبها بعمله الجاد ومثابرته، وأضفى عليه بريقاً خاصاً سيظل علامة مضيئة في تاريخ العمل البرلماني، وسيظل تأثيره شهادة مشرقة لكل من يأتون بعده.

قال: “اسمحوا لي أن أقدم لكم كلمات تنبع من مشاعر يعلم الله أنها صادقة، مشاعر تجولت في روحي خلال هذه الرحلة الشاقة، كلمات مليئة بمشاعر المسؤولية؛ وهي ثقيلة على قلبي وعلى لساني: ونحن ندرك تمام الإدراك أن هذا القانون، مثل غيره من المخلوقات البشرية، قابل للتطور والتصحيح مع تطور الاحتياجات الاجتماعية ومرور الزمن. نحن ندرك تمامًا أن ما نحمله بين أيدينا اليوم ليس نهاية الطريق، بل هو محطة في رحلة طويلة حيث لا ينتهي السعي إلى الكمال أبدًا. ومع ذلك، والله شاهد علينا، ففي كل خطوة خطوناها، تذكرنا ربنا، وصدقنا في نيتنا، وبذلنا قصارى جهدنا، وأوفينا تلك الأمانة. لا نريد إلا وجه ربنا الكريم ورضاه. لم نكتب كلمة إلا في سبيل الإصلاح، ولم نتخذ موقفا إلا رغبة في العدالة، ولم نتخذ قرارا إلا بتعزيز الحقيقة والعدالة بين الناس. إذا كان عملنا صحيحًا، فهو بفضل الله وفضله. ولكن إن كان ناقصاً فإنه يكفينا أن نبذل جهداً صادقاً غير مفرط ولا مسرف. نسأل الله العلي القدير أن يتقبل عملنا ويجعله لبنة في بناء. “في بناء العدل، وشاهدًا لنا لا علينا يوم القيامة”. لا ينفع مال ولا بنون يوم توزن الأعمال بميزان الحق، الذي لا يميل ولا يجور. وقد كرّم الله إتقان العمل، فقال: “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا”. وأختم كلمتي بالدعاء الأخير: الحمد لله رب العالمين. شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


شارك