رانيا المشاط: التحديات المالية أثرت على الحيز المالي المتاح للدول النامية خاصة بقارة أفريقيا

منذ 5 ساعات
رانيا المشاط: التحديات المالية أثرت على الحيز المالي المتاح للدول النامية خاصة بقارة أفريقيا

لا يمكن سد فجوة التمويل للتنمية المستدامة دون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص وبيئة تنافسية تجذب الاستثمار. ونحن نعمل على تنفيذ المزيد من الإصلاحات الهيكلية لجذب الاستثمارات الخاصة وتحسين مناخ الاستثمار. شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في حوار وزاري رفيع المستوى حول “خفض تكاليف التمويل وتعزيز حلول الديون الموجهة نحو التنمية”. وجرى الحوار في إطار منتدى تمويل التنمية الذي نظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في نيويورك. ويأتي المنتدى في إطار الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر انعقاده في إشبيلية بإسبانيا في يونيو/حزيران المقبل.

وأكد المشاط أهمية التعاون مع مختلف الأطراف الوطنية وكذلك التعاون مع الشركاء الدوليين. ولدعم تحقيق أهداف التنمية، أكدت أن البلدان يجب أن تعلن بشكل واضح لا لبس فيه عن برامجها الإصلاحية. وهذا يعزز المصداقية ويساهم في خفض تكاليف التمويل، حيث أن غياب مثل هذه البرامج يؤدي إلى ارتفاع التكاليف. ومن ثم، أصبح إرسال رسائل واضحة بشأن الإصلاحات وتسليط الضوء على مشاركة القطاع الخاص أولوية رئيسية.

وفيما يتعلق بحجم التمويل المطلوب، أشارت إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية المناخ يتطلب موارد هائلة، ولا يمكن توفير هذه الموارد إلا من خلال المشاركة الحقيقية للقطاع الخاص. ولكن هذه المشاركة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا قامت الحكومات بخلق بيئة تنافسية واضحة وشفافة تعمل على جذب الاستثمار الخاص.

وفيما يتعلق بكيفية تأمين هذا التمويل، أوضح وزير التخطيط والتعاون الدولي أنه في ظل التطورات الاقتصادية العالمية، فإن النطاق المالي محدود، وخاصة فيما يتعلق بالتمويل التنموي منخفض الفائدة، على الرغم من توافر أدوات التمويل المختلط والمنح.

وأضافت أن من بين التحديات التي غالبا ما تمنع الحصول على التمويل هو عدم وجود مشاريع تجذب التمويل. وهنا يأتي دور التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة بين البلدان واستخدام تجارب التنمية القابلة للنقل. وأشارت إلى نجاح الجهود الوطنية لإطلاق برنامج «نوفي» الذي أصبح نموذجاً للمنصات الوطنية الجاذبة للاستثمار من خلال مشاريع واضحة تحفز القطاع الخاص.

وفيما يتعلق بالجهود الوطنية بشأن الإصلاحات الاقتصادية والبنيوية، جددت التأكيد على التزام الحكومة بتعزيز الإصلاحات الاقتصادية، وتوفير الوضوح بشأن مشاريع التعاون الإنمائي، وسد فجوات التمويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص. وأشارت إلى أن مصر تحافظ على علاقات وثيقة وممتازة مع المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية، وهو ما يمكّنها من تعظيم الاستفادة من موارد تمويل التنمية والمساعدات الفنية.

وتطرقت المشاط إلى تزايد أعباء الديون، والتي أصبحت تشكل تحدياً للعديد من الدول النامية، وخاصة في أفريقيا. ويستهلك هذا العبء الآن جزءاً كبيراً من الموارد المالية اللازمة لسداد الفوائد. وأشارت إلى أن معالجة هذه التحديات تتطلب تكثيف الجهود لتعبئة الموارد المحلية من خلال تطوير أسواق رأس المال، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، وتعظيم استخدام الأصول. وأكدت أيضا على أهمية مواصلة الإصلاحات التي تساعد على خفض تكاليف التمويل وتعزيز التنمية.

وأوضحت أن مصر عززت خلال السنوات الأخيرة شراكتها مع المجتمع الدولي لتوسيع برامج مبادلة الديون مع الشركاء الثنائيين وإعادة توجيه عائدات هذه الديون إلى مشاريع تعزيز التنمية في عدة قطاعات.

وأشارت إلى أن آلية مبادلة الديون أصبحت أداة مبتكرة تساعد على تخفيف أعباء ديون الدول وتحسين جدارتها الائتمانية. وأشارت إلى أنه في ظل التطورات العالمية الحالية، هناك قبول أكبر لفكرة مبادلات الديون أو إعادة الهيكلة بشكل عام، حيث أصبحت الأسواق أكثر تقبلاً لهذه الأدوات مقارنة بالماضي.

وشددت المشاط على أهمية استمرار الحكومات في دفع خططها الإصلاحية بمزيد من الوضوح والشفافية أكثر من أي وقت مضى. وأشارت إلى أن الإصلاحات العديدة المتعلقة بتعبئة الموارد المحلية من شأنها أن تخلق حيزا ماليا أكبر.

وأشارت إلى أن المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف تظل شركاء مهمين في تعبئة التمويل منخفض الفائدة، وخاصة للقطاع الخاص، شريطة أن تكون المشاريع جاهزة والخطط واضحة. وأشارت أيضاً إلى أن عمليات تبادل الديون الثنائية أثبتت فعاليتها.


شارك