بعد المزاعم المنتشرة.. هل تسببت لقاحات كورونا في تفشي فيروس جدري القرود؟

منذ 3 شهور
بعد المزاعم المنتشرة.. هل تسببت لقاحات كورونا في تفشي فيروس جدري القرود؟

منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال عامين بسبب انتشار مرض جدري القرود في أفريقيا، بعد انتشار وباء الفيروس من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة، بدأت جميع الدول استعداداتها لمكافحته وذلك لتكثيف المرض.

بعد يوم واحد فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى تأهب لتفشي مرض جدري القرود في البلدان الأفريقية، تم الإبلاغ عن الحالة الأولى في أوروبا للمرة الثانية خلال عامين.

وبحسب إذاعة دويتشه فيله الألمانية، فإن الشخص المصاب أصيب بالفيروس في السويد أثناء إقامته في منطقة أفريقية شهدت تفشيا كبيرا للمرض، حسبما قال المدير العام لهيئة الصحة السويدية خلال مؤتمر صحفي.

وأدت التطورات الأخيرة إلى زيادة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تزايدت الشائعات حول المرض الفيروسي بشكل كبير في أوروبا.

ادعى بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، نقلاً عن الطبيب والسياسي الألماني فولفغانغ واردارج، أن لقاحات فيروس كورونا الأكثر شيوعًا كانت السبب في تفشي جدري القرود في منشور تمت مشاركته أكثر من مليوني مرة.

تم تداول ادعاءات واسعة النطاق بأن انتشار فيروس جدري القرود هو أحد الآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا، على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات متعددة، بما في ذلك الألمانية والإسبانية والبرتغالية والإنجليزية، وسط جدل واسع النطاق ومخاوف من انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم.

أفادت شبكة دويتشه فيله الألمانية من خلال التحقق وتقصي الحقائق، أن الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع للطبيب والعضو السابق في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، مستشهدا بخطابه، يعتبر دليلا على ادعاءات واسعة النطاق حول تسبب لقاحات فيروس كورونا في تفشي مرض جدري القرود، وهو أنه كان كذلك. جزء من مقابلته السابقة مع… هيئة الإذاعة النمساوية يعود في عام 2022.

انتشرت الرواية القائلة بأن الجدري هو أحد الآثار الجانبية للقاحات كوفيد-19 بشكل متكرر أكثر من أي ادعاء كاذب آخر حول الجدري، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة لويولا الأندلسية الإسبانية التي حللت الفترة من 7 مايو إلى 10 سبتمبر 2022.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك صلة بين لقاح كوفيد-19 وتفشي الجدري، قالت عالمة الأحياء الدقيقة وعالمة المناعة كاري مور ديبينك من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في الولايات المتحدة: “سيتم استخدام لقاحات كوفيد في جميع أنحاء العالم. وبينما تميل حالات الجدري إلى الحدوث في بعض البلدان في أفريقيا، إلا أن هناك حالات قليلة خارج تلك المناطق، لذلك لا يوجد اتصال جغرافي بين استخدام لقاح فيروس كورونا وحالات الجدري.

وقال العالم ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بالولايات المتحدة الأمريكية: “كورونا والجدري فيروسان مختلفان تماما، وبالطبع لا علاقة للقاح ضد كوفيد بالجدري”.

جدري القرود

وتم تكثيف جهود المراقبة ضد جدري القرود في جميع أنحاء العالم بعد انتشار الوباء إلى أوروبا وآسيا، حيث أبلغت السويد وبريطانيا وباكستان عن حالات إصابة، في حين أظهرت التجارب الجارية على علاج جديد نتائج مخيبة للآمال ضد المتحور المسبب للتفشي حاليا. بحسب شبكة الجزيرة.

وفي مصر، اتخذت الحكومة إجراءات مراقبة ومتابعة صارمة وشددت إجراءاتها في الموانئ والمطارات لرصد وسرعة علاج أي حالات قد تصل إلى البلاد، حيث أن تفشي جدري القرود الحالي أكثر إثارة للقلق من التفشي السابق. لأنها متحورة جديدة للمرض يصعب مكافحتها، بحسب قناة العربية الفضائية.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن “وباء” جدري القرود، الذي تقول منظمة الصحة العالمية إنه أصبح الآن حالة طوارئ صحية عالمية، يمكن أن يتحول إلى “جائحة”، ومن المحتمل أن يصبح مرضا مماثلا لأمراض أخرى أودت بحياة الملايين على مر السنين. مثل كورونا والكوليرا والطاعون الأسود والإنفلونزا الإسبانية.


شارك