فاروق القدومي.. أبرز قادة فتح الذي عارض اتفاق أوسلو والخلاف مع حماس

منذ 4 شهور
فاروق القدومي.. أبرز قادة فتح الذي عارض اتفاق أوسلو والخلاف مع حماس

توفي، أمس، القائد الفلسطيني الكبير فاروق القدومي، الملقب بـ «أبو اللطف»، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن عمر يناهز 18 عاماً. 93 سنة.

وتعتبر عائلة أبو اللطف من مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وارتبط اسمها برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تولىها عام 1973، والتي عرفت لمعارضته الشديدة لاتفاقيات أوسلو وقال إنه توفي متأثرا بالمرض بعد رحلة طويلة.

لكن ماذا نعرف عن الزعيم الفلسطيني البارز فاروق القدومي؟

وبحسب سيرته الذاتية المنشورة في موسوعة الجزيرة، فإن القدومي سياسي فلسطيني، وأحد مؤسسي حركة فتح، وأحد المعارضين لمسارها التفاوضي.

واتهم القدومي الرئيس الحالي محمود عباس بالتورط في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم وافق على رئاسته، وقضى حياته السياسية متمردا على ثورات الربيع العربي ثم رافضة لها. ولذلك هنأ بشار الأسد على فوزه في انتخابات عام 2014.

من نابلس إلى حيفا ويافا والقاهرة

ولد فاروق القدومي، الملقب بأبو اللطف، في مدينة نابلس بالضفة الغربية عام 1931. هاجر مع عائلته إلى مدينة حيفا عام 1948 ثم عاد إلى نابلس.

التحق بالمدرسة الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1954 حيث أكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد والعلوم السياسية.

بين الأردن وليبيا والسعودية والكويت

والتحق القدومي بالجيش الأردني بعد النكبة مباشرة، وعمل بعد تخرجه في الجامعة الأمريكية في مجلس إعادة الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط بالمملكة العربية السعودية في وزارة الصحة الكويتية.

وفي بداية حياته السياسية، انضم القدمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في أربعينيات القرن الماضي، لكن مساره السياسي طرأ عليه بعض التغييرات، وارتبط منذ الخمسينيات بحركة التحرير الفلسطينية.

تأسيس حركة التحرير الفلسطينية

وأثناء دراسته في القاهرة التقى القدومي بياسر عرفات وصلاح خلف الملقب بأبي إياد، وبدأا الاستعدادات لتأسيس منظمة فلسطينية. وفي أواخر الخمسينيات، أسسوا بمشاركة خليل الوزير الملقب بأبو جهاد، ومحمود عباس الملقب بأبو مازن.

وبمرور الوقت، تولى القدومي أدوارًا مهمة في منظمة التحرير الفلسطينية. وفي عام 1969 رشحته الحركة لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويقال إنه أصبح رئيساً للدائرة السياسية في قناة العربية الفضائية عام 1973.

معارضة اتفاقيات أوسلو

في 13 سبتمبر/أيلول 1993، وقع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اتفاق تشكيل “سلطة حكم ذاتي فلسطينية انتقالية”، عرفت باسم “اتفاقات أوسلو”، التي مهدت الطريق لمرحلة جديدة من السلطة. تاريخ القضية الفلسطينية.

لكن القدومي سارع إلى معارضة اتفاقيات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، معتبرًا إياها خيانة للمبادئ التي قامت عليها المنظمة الفلسطينية. رفض العودة إلى الأراضي الفلسطينية مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية وانتقل إلى تونس.

خلافاته مع محمود عباس

وبعد وفاة الرئيس ياسر عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، نشأ خلاف بين القدومي ومحمود عباس حول خلافة الرئيس الراحل رئيسا لحركة التحرير الفلسطينية. لكن القدومي وافق في النهاية على انتخاب «عباس». حفاظًا على حركة فتح ومنع الاضطرابات، بحسب تصريحات منسوبة إليه حينها، حسبما ورد في موسوعة الجزيرة.

إلا أن القدومي واصل انتقاده الشديد لسياسة محمود عباس للسلام تجاه إسرائيل، ورفض حضور المؤتمر السادس لحركة فتح في الضفة الغربية، معتبراً إياه غير شرعي لأنه انعقد في ظل سلطة الاحتلال.

وفي عام 2009، أصدر القدومي وثيقة يتهم فيها محمد دحلان ومحمود عباس بالتورط في اغتيال ياسر عرفات، وهو ما نفاه محمود عباس، لكن القدومي أكد في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية صحتها.

معارضته للخلافات بين فتح وحماس

وبحسب شبكة روسيا اليوم، عرف القدومي أيضًا بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركة التحرير الفلسطينية “فتح” وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، معتقدًا أنه سيؤدي إلى صراع شامل بين الحركتين. مختلف الفصائل الفلسطينية.

موقفه من الربيع العربي

ورفض فاروق القدومي ثورات “الربيع العربي” التي اندلعت عام 2011، واعتبر ما يحدث في الدول العربية “خريفا بكل معانيه”، بحسب تصريحاته السابقة للتلفزيون التونسي عام 2014.

ولذلك، هنأ الرئيس السوري بشار الأسد، على فوزه في الانتخابات السورية 2014، التي فاز فيها الأسد بولاية ثالثة كرئيس بأغلبية كبيرة، كما أعلن رئيس مجلس الشعب السوري حينها أن الأسد وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية داخل وخارج البلاد، حصلت بعض الدول الأخرى على 88.7 بالمئة من الأصوات، بحسب بي بي سي.


شارك