بملف شامل.. مدعي المحكمة الجنائية الدولية يستعجل إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو وجالانت

منذ 26 أيام
بملف شامل.. مدعي المحكمة الجنائية الدولية يستعجل إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو وجالانت

• كريم خان: احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 غير قانوني

دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، اليوم السبت، الدائرة التمهيدية بالمحكمة إلى “الإسراع بإصدار مذكرة اعتقال” بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت وإسرائيليين آخرين. المسؤولين “المتهمين بارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وقال خان في دعوى قضائية شاملة: “الوضع كارثي… في غزة، يكافح المدنيون من أجل البقاء في مواجهة الموت والجوع والمرض… لا يمكننا التقليل من أهمية سرعة تحركنا”.

وأكد المدعي العام مجددا أن “احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 غير قانوني”، مستشهدا بفتوى أصدرتها محكمة العدل الدولية في يوليو الماضي. وأضاف: “اتفاقات أوسلو لا يمكنها ولا تحمي المسؤولين الإسرائيليين من المسؤولية عن جرائم الحرب المرتكبة” في هذه الأراضي (الفلسطينية)، بحسب موقع الشرق الإخباري.

وفي الدعوى الشاملة، دعا ممثلو الادعاء الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في إصدار مذكرات اعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين وغيرهم من المتهمين بارتكاب جرائم أثناء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الفلسطينيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأبرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

وتصاعد تدخل المحكمة الجنائية الدولية في الشأن الفلسطيني بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي والحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أودت، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وتركت مئات الآلاف من النازحين في القطاع الفلسطيني، كما يظهر من ملف الاتهام.

اختصاص المدعي العام وسوابقه على الرغم من اعتراضات إسرائيل وحلفائها على اختصاص المحكمة، أعادت المحكمة الجنائية الدولية التأكيد على سلطتها في محاكمة “الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وفي قرار تاريخي عام 2021، أكدت المحكمة أن لها ولاية قضائية على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وجاء هذا القرار بعد انضمام فلسطين رسميا إلى “نظام روما الأساسي” عام 2015، مما يجعلها دولة طرفا لها حق إحالة القضايا. وكان التحدي القانوني الرئيسي هو أن إسرائيل اعتمدت على اتفاقيات أوسلو للقول بأن فلسطين لا تملك السلطة لمقاضاة الإسرائيليين.

ومع ذلك، قضت المحكمة الجنائية الدولية بأن اتفاقيات أوسلو، وهي اتفاقية تنظم العلاقات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لا تتجاوز أحكام نظام روما الأساسي. ادعاءات جرائم الحرب والرد الدولي وجاء في لائحة الاتهام: “الوضع لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول”، وأشارت إلى أن “المحكمة تحقق في الجرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو/حزيران 2014”.

وطالبت النيابة باعتقال نتنياهو وجالانت وآخرين بتهمة “جرائم حرب”، مشيرة إلى أنه “لا يوجد دليل حتى الآن على أن السلطات الإسرائيلية تحقق في تصرفات هؤلاء الأفراد”.

وذكرت المدعية العامة أن “تدخل المحكمة الجنائية الدولية ضروري لمنع المزيد من الضرر، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المدنيون في غزة”.

وقال خان: “إن إصدار مذكرات الاعتقال يمكن أن يحول دون إلحاق المزيد من الضرر بالضحايا الذين ما زالوا في غزة وأولئك الذين أجبروا على الفرار”.

فرص الاستجابة الدولية

منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، هاجمت إسرائيل البنية التحتية الحيوية في قطاع غزة، مما أدى إلى نزوح جماعي وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة.

وترفض إسرائيل مزاعم المحكمة الجنائية الدولية، وتعتبرها “تدخلا غير مشروع في السيادة والسياسة الإسرائيلية”. كما رفضت الحكومة الإسرائيلية التعاون مع المحكمة.

وقد صرح نتنياهو مرارا وتكرارا أن المحكمة الجنائية الدولية “ليس لديها الشرعية” للتدخل في هذا الصراع، وادعى أن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة.

من ناحية أخرى، يتزايد الدعم الدولي للمساءلة حيث وجهت دول مثل جنوب أفريقيا والمكسيك وبنغلاديش دعواتها للمحكمة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل منذ عام 2014.

وتأتي هذه الدعوات في أعقاب تقارير من منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

** رد الفعل الأمريكي وردود الفعل الدولية

وهناك خلاف في الولايات المتحدة حول دور المحكمة الجنائية الدولية في هذا الصراع، في حين يواصل المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعمهم الكامل لإسرائيل باعتبارها “حليفا رئيسيا” في الشرق الأوسط، لكن الأصوات الرئيسية في الكونغرس تزايدت. المخاوف بشأن الضحايا المدنيين التي تم التعبير عنها في غزة. قال السيناتور بيرني ساندرز مؤخراً: “إن قتل المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريره. يجب أن تتحمل جميع الأطراف المسؤولية عن أفعالها”.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن الولايات المتحدة أيضاً ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، وقد عارضت الحكومات المتعاقبة تدخل المحكمة في النزاعات التي تتعلق بإسرائيل.

ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية المتزايدة قد تدفع واشنطن إلى إعادة النظر في موقفها إذا استمر الصراع في التصاعد.

ونظرا للاهتمام العالمي المتزايد بالقضية، ترى مصادر قانونية أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ستكون حاسمة في الأيام المقبلة.

ومن شأن هذه القرارات أن تؤثر بشكل مباشر على الديناميكيات الدبلوماسية والجيوسياسية في المنطقة، خاصة إذا صدرت أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب.

التأثير المحتمل على الصراع يتزايد القلق في الأوساط الدبلوماسية من أن تصرفات المحكمة الجنائية الدولية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر في الشرق الأوسط.

ويقول محللون إن إصدار مذكرات الاعتقال قد يزيد من التوترات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ويدفع الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد الهجمات الانتقامية.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن التدخل الدولي ضروري لضمان المساءلة ومنع تكرار الجرائم في المستقبل.

وذكرت المحكمة الجنائية الدولية أن “حق الضحايا في معرفة الحقيقة والوصول إلى العدالة والتعويضات” يجب أن يكون أولوية.


شارك