القصة الكاملة للتصعيد غير المسبوق بين «حزب الله» وإسرائيل على الأراضي اللبنانية

منذ 29 أيام
القصة الكاملة للتصعيد غير المسبوق بين «حزب الله» وإسرائيل على الأراضي اللبنانية

– الحزب أطلق 320 صاروخ كاتيوشا وطائرة مسيرة كرد أولي على اغتيال شكر. ونفذ جيش الاحتلال ضربات استباقية على 200 هدف في جنوب لبنان. – نتنياهو: من يؤذينا سنؤذيه. ومسؤول أميركي: لم يتم إبلاغنا مسبقًا بالهجمات الإسرائيلية. ومصر تحذر من فتح جبهة جديدة للحرب.

ونفذت قوات حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، هجمات عنيفة على الجبهتين. أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية إطلاق ضربة جوية وصاروخية على أهداف عسكرية في عمق إسرائيل كـ “رد مبدئي” على مقتل القائد العسكري البارز للحزب فؤاد شكر الشهر الماضي. من جانبها، أفادت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها شنت ضربات استباقية ضد لبنان لمنع “هجوم كبير” من قبل الحزب، في أكبر مواجهة عسكرية بين الطرفين منذ بدء الحرب في غزة.

وجاء الإعلان الإسرائيلي قبل إعلان حزب الله، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت القصف الإسرائيلي بدأ قبل رد حزب الله أم العكس.

وبحسب وكالة فرانس برس، لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا في الجانب الإسرائيلي.

وقال حزب الله في بيان بعد الساعة السادسة صباحا إن “فجر هذا اليوم وقع في إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت” والذي أسفر عن مقتل المستشار الإيراني فؤاد شكر وخمسة أشخاص بقيادة من قبل المدنيين، بدأ الحزب غارة جوية بعدد كبير من الطائرات بدون طيار (طائرات بدون طيار موجهة نحو العمق الصهيوني ونحو هدف عسكري محدد). وأعلن الحزب في بيان لاحق أن “المرحلة الأولى” من الرد “انجزت بنجاح تام”، مشيراً إلى أنه “تم استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية للسماح للطائرات المسيرة الهجومية بالانتقال إلى موقعها المطلوب في عمق إسرائيل”. “.

وأشار إلى أن الطائرات المسيرة “عبرت كما هو مخطط لها” وتم إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا.

وفي بيان ثالث، أكد الحزب أن عمليته العسكرية “اليوم” ضد المواقع والثكنات العسكرية الإسرائيلية “اكتملت وانتهت”، ورفض “ادعاءات” إسرائيل بأنها عطلت هجومها بضربات استباقية.

وقال جيش الاحتلال إنه “يشن هجمات في لبنان للقضاء على التهديدات التي يتعرض لها حزب الله بعد رصد استعداده لإطلاق القذائف والصواريخ على إسرائيل”.

تدمير الآلاف من المنصات

وقال جيش الاحتلال إنه دمر “الآلاف” من منصات صواريخ حزب الله في جنوب لبنان في ضربات على أكثر من 200 هدف في لبنان شاركت فيها “نحو 100 طائرة مقاتلة”. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حزب الله خطط لإطلاق نحو 6000 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل خلال الهجوم الذي شنه فجر اليوم على مواقع إسرائيلية مختلفة في الشمال وفي هضبة الجولان السورية المحتلة.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يقود، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، “عملية إزالة التهديد (حزب الله) من مقر القيادة في وزارة الدفاع”.

وقال نتنياهو في بيان لاحق: “نحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا للدفاع عن إسرائيل، وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم ومواصلة التمسك بالقاعدة البسيطة القائلة بأن من يؤذينا نؤذيه”.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من الوزراء ومسؤولي الليكود عدم الإدلاء بتصريحات.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي: إن “تل أبيب لا تريد تصعيداً قد يؤدي إلى حرب أكبر في لبنان”. وأضاف المسؤول الحكومي: “ما فعلته إسرائيل لم يكن هجوماً يهدف إلى بدء حرب، بل هجوماً”. القضاء على التهديد الذي يمكن أن يشكل تهديدا لأمن إسرائيل”.

وأشار إلى أن “استمرار التصعيد مرهون برد حزب الله”.

طارئ

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي حالة الطوارئ العامة في جميع أنحاء إسرائيل لمدة 48 ساعة، وحثت السلطات سكان عشرات المستوطنات في الشمال على دخول أماكن ومساحات آمنة تحسبا لهجمات حزب الله.

تم إغلاق مطار بن غوريون

وأعلن مطار بن غوريون أمس عن إلغاء 50 رحلة من أصل 360 رحلة مجدولة. في الوقت الذي أفاد فيه موقع ويللا العبري بأن السلطات الإسرائيلية تستعد لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع لاستهداف محطة كهرباء.

وفي بيروت، أفادت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال على عدة بلدات وقرى في جنوب لبنان. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية أن هجوماً إسرائيلياً استهدف سيارة في مدينة الخيام، ما أدى إلى استشهاد لبناني، كما أعلن لاحقاً أيضاً عن استشهاد شهيدين آخرين بهجوم معاد على لبنان. مدينة الطيرة في جنوب لبنان.

وقال المركز أيضا إن شخصين آخرين، أحدهما عامل سوري، أصيبا في سلسلة غارات استهدفت عدة قرى وبلدات في جنوب لبنان. وذكرت الوكالة أن الطاقم نفذ 40 غارة تركزت معظمها في المناطق الحرجية والمكشوفة.

دعوات لبنانية

وقال رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي في تصريحات إعلامية إن حكومته تجري سلسلة اتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد. وأضاف أنه لا بد أولا من وقف العدوان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكدا دعم مكتبه للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة.

من جهتهما، وصف مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في بيان، التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بـ”المثيرة للقلق”، وطالبا كافة الأطراف بوقف إطلاق النار ووقف إطلاق النار. الامتناع عن إطلاق المزيد من التصعيد.

الترقب الأمريكي

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، شون سافيت، إن الرئيس جو بايدن “يراقب عن كثب الأحداث والتطورات في إسرائيل ولبنان”.

وأضاف سافيت أن بايدن كان على اتصال دائم مع فريق الأمن القومي التابع له في الساعات الأخيرة، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي أصدر تعليماته لمسؤولي إدارته بالتواصل المستمر مع نظرائهم الإسرائيليين، بحسب موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي.

وشدد سافيت على أن الولايات المتحدة “ستواصل دعم إسرائيل” والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نفى مسؤول أميركي كبير أن تكون واشنطن قد تلقت في وقت سابق إخطارا عن نية إسرائيل تنفيذ ضربات استباقية ضد لبنان.

وقال المسؤول الأميركي إن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأميركيين بالتطورات أول من أمس، مشيراً إلى أن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله كان يخطط لهجوم في وقت مبكر من أمس.

كما نقلت قناة فوكس نيوز الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن الجيش الأمريكي لم يلعب أي دور في الهجمات الإسرائيلية على أهداف حزب الله.

تحذير مصري

وأعربت مصر، في بيان لوزارة الخارجية بالقاهرة، عن أنها تتابع بقلق بالغ التصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، ودعت إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لخفض التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة والعمل على تحقيق ذلك. وذلك لخلق الهدوء واحتواء التصعيد.

وحذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مشددة على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وتجنب خطر انزلاق المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار على نطاق واسع، فضلا عن التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها البلاد. مكان في المنطقة إن الأوضاع في منطقة جنوب لبنان مؤشر واضح على المخاطر التي سبق أن حذرت منها مصر: التصعيد غير المسؤول في المنطقة على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في المشارب.

وأكدت مصر مجددا حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة لحماية المنطقة من المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراع والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.


شارك