من هو نبيل العربي وما أبرز ما قدمه للدبلوماسية المصرية والعربية؟

منذ 25 أيام
من هو نبيل العربي وما أبرز ما قدمه للدبلوماسية المصرية والعربية؟

توفي وزير الخارجية المصري والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عن عمر يناهز 89 عاما

توفي اليوم الاثنين 26 أغسطس 2024، الدبلوماسي المصري الكبير نبيل العربي عن عمر يناهز 89 عاما بعد حياة حافلة، تاركا بصمة لا تنسى وإرثا لا يمحى في مسيرة العمل الدبلوماسي والقانوني الدولي على المصري، دولة عربية وعلى المستوى الدولي.

من كلية الحقوق إلى أعلى المناصب الدبلوماسية في مصر والعالم العربي

ولد نبيل عبد الله العربي في 15 مارس 1935. تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955 وحصل على الماجستير في القانون الدولي ثم الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة نيويورك.

وقاد نبيل العربي الوفد المصري في مفاوضات إنهاء صراع طابا مع إسرائيل بين عامي 1985 و1989 وقبل ذلك كان المستشار القانوني للوفد المصري خلال مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.

شغل نبيل العربي منصب سفير مصر لدى الهند (1981-1983) ومندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987-1991) وفي نيويورك (1991-1999).

كما عمل مستشارًا لحكومة السودان في التحكيم المتعلق بحدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وفي الفترة ما بين 2001 و2006 عمل العربي قاضيا في محكمة العدل الدولية، وقبل ذلك كان عضوا في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة من 1994 إلى 2001، وبعد ذلك كان عضوا في اللجنة الدائمة. محكمة التحكيم في لاهاي منذ عام 2005.

وفي 7 مارس 2011، تم انتخاب نبيل العربي كأول وزير للخارجية بعد ثورة 25 يناير في حكومة عصام شرف. وعُين بعد ذلك أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، خلفاً له في 15 مايو 2011.

مكانة خاصة في القانون الدولي

من السيرة الذاتية الغنية والمتنوعة للدكتور . ويفهم نبيل العربي أن السفير الراحل إبراهيم يسري نقل في مقال سابق بجريدة الشروق: أنه كان عضوا في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1994، وقاضيا بمحكمة الأوابك عام 1990، وعضوا في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1994. لجنة التعويضات منذ عام 1999 بالأمم المتحدة، عضو اللجنة الإدارية لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، مدير إدارة القانون والمعاهدات بوزارة الخارجية من 1976 إلى 1978 ومن 1983 إلى 1987، ممثل الحكومة المصرية أمام محكمة طابا للتحكيم ومستشار الوفد المصري لمعسكر محادثات ديفيد. وفي وزارة الخارجية المصرية شغل المناصب التالية: المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، المندوب الدائم لمصر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف وفي الأمم المتحدة شغل منصب رئيس إدارة الأمن. وكان نائباً لرئيس الجمعية العمومية في يونيو 1996 و1993 و1994 نائباً لرئيس الجمعية العمومية. وفي عام 1997، ترأس اللجنة الأولى لنزع السلاح، وترأس اللجنة الخاصة لدعم مبدأ منع استخدام القوة في العلاقات الدولية. لقد كان شرفًا لمصر أن تتولى منصب قاضية في محكمة العدل الدولية. وفي هذه المحكمة، لم يخرج عن إيمانه بالعدالة في قضية “جست وول” الشهيرة، ووقف، بدعم من جميع قضاة المحكمة، صامداً وجهاً للحملة الأميركية والإسرائيلية للتشكيك في حياده.

وبذلك انضم السفير نبيل العربي إلى جيل عمالقة رواد القانون الدولي المصريين إلى جانب عبد الحميد بدوي، وعبد الله العريان، وبطرس غالي، ومحسن شفيق، ووحيد رأفت، وحامد سلطان، وحافظ غانم، ليربطوا جيلهم بجيله من محامون القانون الدولي في مصر.

“عدو إسرائيل”

خلال عمله الدبلوماسي والقانوني الدولي، وُصف نبيل العربي بأنه “معادي لإسرائيل” في وسائل الإعلام الإسرائيلية والمؤيدة لإسرائيل.

كما حاولت إسرائيل منعه من المشاركة في قضية عدم شرعية بناء الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية، لكن المحكمة رفضت.

مواقف مصرية وعربية بارزة

وفي 24 سبتمبر 2006، كتب نبيل العربي مقالاً في جريدة الأهرام حول تصحيح طريق السلام مع إسرائيل، ثم علق بنفس المنوال في قناة الجزيرة في 23 يونيو 2007.

ومن أشهر مواقفه في أعقاب ثورة 25 يناير، عندما كتب مقالا بجريدة الشروق يوم 10 فبراير 2011، انتقد فيه سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة ودعا إلى “مراجعتها”، خاصة فيما يتعلق وذلك بشأن موقف مصر من الحصار على قطاع غزة.

وكتب نبيل العربي: “إن سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة لم يتم التعامل معها بطريقة علمية حديثة، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ قرارات بعد دراسة متأنية من قبل خبراء متخصصين لجميع أبعاد القضايا المطروحة”. ردود الفعل على الأحداث، والقرارات كانت تتخذ بشكل فردي، وأحياناً كانت عشوائية ودون التحقيق اللازم.

وتابع: مصر لها ثقل كبير، وتلعب دورًا تاريخيًا مهمًا، وتقدم مساهمات في كافة المجالات الدولية، وليس فقط في الوطن العربي وبيئته الأفريقية. ولا يليق بمصر أن تتسم سياستها الخارجية والمواقف التي تتخذها بالارتجال أو الانتهاكات الجسيمة للقواعد الأساسية للقانون الدولي، مثل موقف مصر من حصار قطاع غزة الذي يتناقض مع قواعد القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر حصار المدنيين حتى في أوقات الحرب. وهذا الأسلوب في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي يتناقض مع مكانة وتاريخ مصر”.

وخلال الأيام القليلة التي قضاها وزيرا للخارجية المصرية، د. قام نبيل العربي بتشكيل لجنة وطنية في يناير 2012 لدراسة والتحضير لانضمام مصر إلى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. لقد كان شرفًا لي أن أكون عضوًا حيث تعمقت في القضايا المطروحة وواكبت العصر وتعاونت. وتضم مختلف سلطات الدولة وقد تم تسجيل توصياتها في محضر اجتماعها بتاريخ 1 يناير 2012 والذي أوصى بالانضمام إلى نظام روما الأساسي.

وكان العربي على رأس الجامعة العربية عندما اتخذت قرارا تاريخيا غير منفذ في مارس/آذار 2015 بتشكيل قوة عربية مشتركة، ووصفه بأنه حلم للعرب.

ذكريات نبيل العربي

نشر نبيل العربي مذكراته في كتاب عن دار الشروق بعنوان “طابا.. كامب ديفيد.. الجدار الفاصل”، قدم فيه لمحة شاملة عن الأحداث التي شهدها وشارك فيها. هو – هي.

كان الطريق إلى استعادة طابا طريقا شاقا من العمل الدبلوماسي والقانوني، استغرق نحو سبع سنوات. بدأت في 25 إبريل 1982 برفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية بعد الانسحاب الإسرائيلي، وانتهت في 15 مارس 1989 بعودة جزء مهم من أرض سيناء إلى أيدي مصر، عقب القرار الدولي. نزاع التحكيم، بفضل جهود مجموعة من الخبراء والقانونيين والدبلوماسيين والمؤرخين المصريين الذين شكلوا اللجنة الوطنية لاستعادة طابا.

وفي كتاب نبيل العربي “طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية”، قدم نبيل العربي تسجيلاً للدورة المصرية الإسرائيلية ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات إعادة طابا كرئيس للوفد المصري في هذه المفاوضات.

وعلقت اللجنة العلمية بمركز الدراسات التاريخية بدار الشروق على الكتاب قائلة: المصداقية والشفافية والعفوية ظهرت في كتاب نبيل العربي في مقدمة د. كتاب “طابا” لنبيل العربي. . كامب ديفيد.. الجدار الفاصل.. معركة الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى محكمة العدل الدولية».

دكتور. وكتبت لطيفة محمد سالم مقرر اللجنة العلمية بمركز الدراسات التاريخية بدار الشروق: “ما قاله د. كتب نبيل العربي، لا يقع ضمن فئة المذكرات، بل ضمن فئة الذكريات لقاءنا معه بسرعة كبيرة وبتفاصيل كبيرة – بينما كان يحكي لنا ما حدث، خاصة في سياق صعوبة التفاوض مع إسرائيل، وكأنه يرسل لنا صوراً التقطها مؤخراً. فاجتمعت المصداقية والشفافية والعفوية على شكل كلمات وسطور وصفحات بينت ووضحت ما كان يحدث في قتالنا مع العدو، وأبرزت كيف يمكن أن نتعامل معه بصرامة ودون هوادة وما هي المسارات والسبل والمسالك. مما يؤدي إلى تحقيق الهدف، وهل من الممكن الاستفادة من تجارب من سبقونا وإلى أي مدى يمكننا تحقيق ذلك.

 

إقرأ أيضاً:

في الذكرى الـ42 لتحرير سيناء.. طريق استعادة طابا يتطلب جهودا دبلوماسية شاقة (1-3)

في الذكرى الـ42 لتحرير سيناء.. الطريق لاستعادة طابا يتطلب جهودا دبلوماسية شاقة (2-3)

في الذكرى الـ 42 لتحرير سيناء.. طريق استعادة طابا يتطلب جهودا دبلوماسية شاقة (3-3)

آخر مقالات نبيل العربي

قراءات في مذكرات نبيل العربي (طابا.. كامب ديفيد.. والجدار الفاصل) (الأحدث)

 


شارك