إعلان دولتهم المستقلة فورا.. تفاصيل مسار رسمه نبيل العربي للفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة

منذ 24 أيام
إعلان دولتهم المستقلة فورا.. تفاصيل مسار رسمه نبيل العربي للفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة

الدبلوماسي د. توفي مساء اليوم الاثنين نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية والقاضي الدولي الأسبق عن عمر يناهز 89 عاما، بعد تاريخ طويل وبصمة لا تمحى في تاريخ الدبلوماسية المصرية والعربية.

وخلال عمله الدبلوماسي والقانوني الدولي، وُصِف نبيل العربي بـ “المعادي لإسرائيل” في وسائل الإعلام الإسرائيلية والمؤيدة للاحتلال، كما حاولت دولة الاحتلال منعه من المشاركة في التحقيق في قضية عدم شرعية الاحتلال. بناء الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية. إلا أن المحكمة رفضت ذلك.

مع وفاة د. نبيل العربي الذي تزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة ونفذ مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني، لنتذكر مواقفه ورؤيته التي عبر عنها في مقال كتبه على صفحات “الشروق”. وكانت الصحيفة الصادرة في يوليو/تموز 2010 والتي نصح فيها العربي الفلسطينيين بسلوك الطريق، انتهت بإعلان دولتهم المستقلة:

* دولة مستقلة معترف بها: انعكاسات الوضع القانوني لفلسطين

وجاء في مقال العربي: “بغض النظر عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فإن الوضع القانوني لفلسطين قد تم تحديده منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما قررت معاهدة عصبة الأمم أن أراضي فلسطين هي إحدى تلك الأراضي”. الأراضي التي وصلت إلى مستوى من التنمية.” والتي تعترف “مؤقتًا” بوجودها كدولة مستقلة.

ويشير العربي إلى أنه اطلع على كتاب رائع غير منشور لأستاذ القانون الدولي في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة – بعنوان “دولة فلسطين” – يقدم تفاصيل مذهلة عن مدى اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين. وجود كيان مستقل لفلسطين، بما في ذلك الاتفاقيات البريدية بين حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وأبرمت دول كثيرة، من بينها سويسرا والولايات المتحدة، اتفاقية بريدية مع حكومة فلسطين في مايو 1943، المسجلة لدى الأمم المتحدة.

* الأعراف الدولية التي تعترف بفلسطين مستقرة

ويدعي العربي: “لا توجد معاهدة أو اتفاق دولي ينظم الاعتراف بالدول التي تعلن استقلالها، ولكن منذ اجتماع في مدينة مونتيفيديو بالأوروغواي عام 1933، ظهر عرف دولي بضرورة استيفاء ثلاثة شروط” التي أنشأتها الدول التي أعلنت استقلالها وتدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بها: أن هناك الناس. يجب أن يكون هناك إقليم. ويجب أن تكون هناك هيئة حكومية تمارس السيادة ولها صلاحية الدخول في اتفاقيات مع الدول الأخرى.

وإذا نظرنا الآن إلى الوضع القانوني لفلسطين، فسنرى أن الشروط الثلاثة قد تحققت بشكل واضح. ورغم وجود الاحتلال الإسرائيلي وبشاعة ممارساته، إلا أن السلطة الفلسطينية تمارس السيادة على أجزاء من فلسطين (في الواقع). وتمارس حكومة غزة صلاحيات حكومية رغم الحصار الإسرائيلي، وهو ما يعتبر جريمة حرب.

إن الاحتلال العسكري في القانون الدولي الحالي لا يحجب تأسيس الدولة. لا شك أن هناك شعباً فلسطينياً، ولا شك أن هناك أرضاً تسمى فلسطين وأن السلطة الفلسطينية تمارس وتمتلك جوانب من السيادة، وتعترف بها دول كثيرة كدولة ذات سيادة كاملة، حتى من الدول التي لا تعترف بها رسميا. ويتبادل معه البعثات الدبلوماسية.

*الخلافات الحدودية.. العربي يمهد لقيام دولة فلسطينية مستقلة

ويطرح العربي حلولاً للمعوقات المتوقعة أمام قيام الدولة الفلسطينية، وفي مقدمتها مسألة الحدود، مؤكداً أن الحدود والأمن أمران لا يتعارضان مع قيام الدول. تسعى جميع الدول المستقلة إلى حماية أمنها وعقد الاتفاقيات والأنظمة لهذا الغرض. إن حماية الأمن ليست شرطا أساسيا لقيام الدول أو للاعتراف بها.

وفيما يتعلق بالحدود، فإن القاعدة العامة هي أن الدول المستقلة التي تسعى للحصول على اعتراف من المجتمع الدولي عادة ما تكون لها حدود معروفة وغير متنازع عليها، وأحيانا تنشأ خلافات حول جانب واحد من الحدود. وفي كلتا الحالتين، ليس للنزاعات الحدودية أي تأثير على الاعتراف بالدولة.

ولا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة معالجة مسألة الحدود في هذا الصدد، لأنه عندما أعلنت إسرائيل قيامها في أيار/مايو 1948، كانت الدولة تتوسع إلى حد أن بعض الدول في مجلس الأمن اعترضت على قبولها عضواً في مجلس الأمن. الأمم المتحدة بسببها لا توجد حدود معروفة، ورد ممثل الولايات المتحدة في المجلس فيليب جيسوب بأنه أستاذ متميز في القانون الدولي ورفض هذه الحجة مؤكدا أن الحدود المعترف بها ليست شرطا أساسيا للاعتراف الدول. لأن المجتمع الدولي كان قد اعترف بالفعل بالولايات المتحدة عند تأسيسها ولم تكن هناك حدود معروفة.

*الآن.. التحرك الفوري لإعلان الدولة لحماية الحقوق الفلسطينية من تأجيل الاحتلال ويختتم العربي: “الأمر الحاسم برأيي هو أنه إذا اضطرت السلطة الفلسطينية إلى الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، فإنها ستفعل ذلك بإعلان قيام دولة فلسطين، أي بتفعيل إعلان الجزائر”. وقرار 1988 يجب أن يمضي قدما”، ودعوة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بذلك وتقديم طلب للانضمام إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأكد أن إعلان استقلال دولة فلسطين سيكون بمثابة شبكة لحماية الحقوق الفلسطينية من التأخير الإسرائيلي المفرط وإضاعة الوقت والتوسع الاستيطاني. فالأراضي الفلسطينية المحتلة هي مناطق متنازع عليها وليست تابعة لأي دولة. لقد حان الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة التاريخية.


شارك