اعتراضات بالجملة لنقابة المحامين على مشروع قانون الإجراءات الجنائية.. تعرف عليها

منذ 24 أيام
اعتراضات بالجملة لنقابة المحامين على مشروع قانون الإجراءات الجنائية.. تعرف عليها

أصدرت نقابة المحامين بيانا حول الاجتماع المشترك العاجل بين مجلس النقابة العام والقيادات النقابية لمناقشة مشروع قانون الإجراءات الجزائية.

وقال بيان نقابة المحامين: إذ تتم مناقشة قانون أصول المحاكمات الجزائية في لجنة الشؤون التشريعية والدستورية كمرحلة من مراحل إقرار هذا القانون الجديد ليحل محل القانون الحالي المعمول به منذ عام 1950 والذي يعتبر حجر الزاوية في الدستور ويلعب نظام العدالة الجنائية بموجب هذا القانون دوراً راسخاً في حماية وصيانة حقوق وحريات الأفراد والمجتمعات على كافة مستويات النظام الجنائي، إذ يهدف إلى تعزيز الثقة والعدالة في نظام العدالة من خلال ضمان ذلك فالسلطات القانونية لا تتجاوز حدودها وتحد من تعسفها، فهذا هو حقا حجر الزاوية في تحقيق العدالة الجنائية. وأضاف بيان النقابة: بما أن مهنة المحاماة، كما نصت عليها المادة 198 من الدستور، تساهم مع السلطة القضائية في تحقيق العدالة وسيادة القانون وضمان حق الدفاع، وكذلك المشروع المقترح. على الرغم من المزايا الدستورية ويموت فيها فإن المطالبات الواردة فيها لم يتم التحقيق فيها بما فيه الكفاية للتعبير عن الأهداف المقصودة من التشريع. أنه لم يسبقه حوار فعال وموسع في المجتمع القانوني مع مختلف فئاته من القضاة والمحامين وأساتذة القانون والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان، إضافة إلى البلبلة والجدل الكبير الذي يعاني منه البعض. وقد أثارت مشاريع النصوص في الأوساط القانونية بسبب اتساع صلاحيات الرقابة الواردة في بعض هذه النصوص حق الدفاع وانتهاك حقوق الدفاع الأساسية التي أقرتها الدساتير والقوانين والاتفاقيات الدولية المتعاقبة.

وقالت ومن الأمثلة على ذلك:

– مشروع القانون يعيد صياغة بعض أحكام القانون الحالي التي تعتبر غير دستورية وتتعارض مع اعتبارات ومبادئ العدالة، حيث لم يتضمن المشروع أي تعديلات تتعلق بالتشديد على ضمان الحق الدستوري في الدفاع بالوكالة واستمرار التزام المتهم المثول شخصيًا في بعض مستويات التقاضي.

– لم يتضمن المشروع أي تعديل على النصوص التي تمنح هيئة التحقيق حق إجراء التحقيق دون حضور محامٍ وحق حجب أوراق التحقيق عن المحامي لدرجة أنه لا يستطيع الحصول على نسخ من الأوراق بموجب المادة بذريعة الضرورة والاستعجال وغيرها من الذرائع التي لا تخضع للرقابة.

وأعاد المشروع صياغة النصوص نفسها التي تسمح لسلطة التحقيق بتعيين مأمور ضبط قضائي لإجراء التحقيقات، بما في ذلك، في بعض الحالات، استجواب المتهم.

– أكد المشروع ذلك من خلال حصر النص في النصوص المتعلقة بالطعون على الأحكام الجزائية، متجاهلاً تماماً الملاحظات السابقة وما ظهر من الواقع العملي من بيان خطأ بعض هذه النصوص.

– كرس المشروع نفس النصوص التي تقصر حق الاستئناف على الإدانات الجنائية أمام النيابة العامة وتحرم المجني عليه والمدعي من هذا الحق.

– ما استحدثه المشروع هو حق محكمة الجنايات بمرحلتيها في رفع الدعوى الجزائية ضد أي فعل يقع خارج الجلسة ويكون في حكمها مخالفاً لأوامرها ويؤثر عليها أو على قضاتها أو الشهود عليها. التأثير دون تحديد نطاق محدد لمكان وزمان ارتكاب الجريمة. وهذا يوسع من اختصاص المحكمة بالمخالفة لمبادئ الإجراءات الجنائية.

– استمرار انتهاك حقوق الدفاع في عدة مواد بإلغاء حق المحامي في إبداء دفوعه أو طلباته أو ملاحظاته في محضر التحقيق المنصوص عليه في المادة 124 من القانون الحالي، وتمت الموافقة على المشروع من قبل النيابة العامة. فحق المحامي في ذلك يمنعهم من التعبير عن أنفسهم بصيغ يمكن وصفها بأنها دونية.

وهو يمثل انتهاكاً لقيم مهنة المحاماة ويشكل انتهاكاً لحقوق الدفاع، لذا فهو يعتمد على تفويض عضو النيابة العامة المكلف بالتحقيق.

وتضمن المشروع إساءة أخلاقية للتفويض القانوني في الإجراءات الخاصة التي يجب اتخاذها ضد المحامي في جرائم الجلسة، بالإضافة إلى عدم الانضباط والفساد في صياغته، مما قد يؤدي إلى عرقلة عمل المحامي بحجة الإخلال بنظام الاجتماع.

– النص الذي قدمه المشروع يجعل من الممكن إخفاء هوية وبيانات الشاهد بما يتنافى مع اعتبارات العدالة، وذلك بالاعتماد على شهادة شخص مجهول، ويتم اتخاذ القرار على أساس هذه الشهادة كما تم التنازل عن الأدلة في القضية.

– ما أدخله المشروع فيما يتعلق بالأحكام الغيابية في الجرائم الصادرة على المتهم سيتم بحثه حضوريا، على أساس إعلان المتهم عبر وسائل الاتصال الحديثة وبما لا يتناسب مع الواقع العملي والواقع ويحدث التلاعب بالعدالة في إعلان المتهم أنه سيسحب علمه بموعد الجلسة.

سيتم شرح المزيد من أوجه القصور والانتهاكات الدستورية للمشروع في مبرر مماثل للقرارات اللاحقة.

وتابع بيان المحامين أن النائب النقابي منذ جلوسه في اللجنة الفرعية بمجلس النواب وعرضه على مجلس النقابة، أبدى اعتراض النقابة على النصوص المغلوطة خلال مناقشات اللجنة الفرعية، لكنه فوجئ بطرح المسودة إلى لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بنفس النواقص.

وفي هذا السياق قررت النقابة العامة لمجالس المحامين في اجتماعها المشترك مع المجالس الرئيسية للمجالس الفرعية ما يلي:

أولاً، إعداد مذكرة تفصيلية عاجلة حول النصوص المعترض عليها مقارنة بنصوص القانون الحالي، وحول المخالفات الدستورية المماثلة والمقترحات البديلة للتعديل والحذف والإضافة، على أن تسلم المذكرة رسمياً إلى رئيس مجلس النواب. ورئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية.

ثانياً: الطلب من مجلس النواب إحالة مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ لمزيد من المناقشة وفقاً لأحكام الدستور والقانون في هذا الشأن.

ثالثا، فتح كافة قنوات التواصل مع كافة الأطراف المتضررة للقيام بالأمور اللازمة حتى يتمكن مشروع القانون من استكمال دراسته الواقعية والتشريعية والحوار القانوني المجتمعي بشأنه.

رابعاً: حيث أن المجلس العام لنقابات العمال والنقابات الفرعية في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة في ضوء الاتصالات والمشاورات التي ستتم بشأن المذكرة المقدمة.

وأكدت نقابة المحامين أنها تجس نبض جمعيتها العمومية وأنها لن تتخلى عن دورها الدستوري كشريك في تحديد قواعد القضاء وحماية الحقوق والحريات تحت مظلة القانون والدستور.


شارك