رأس السنة الهجرية.. ما حكم التهنئة بقدوم الأعوام والشهور والأيام؟
يحتفل المسلمون، اليوم الأحد، برأس السنة الهجرية 1446. وبحسب التقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم الحرام، وتتكون من 12 شهرًا قمريًا، أي ما يعادل 354 يومًا تقريبًا.
ولكن ما هو قرار التهنئة بالسنوات والأشهر والأيام القادمة؟
وقد ردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بقولها إن الفقهاء نصوا على استحباب التهنئة بالأعوام والأشهر القادمة:
قال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في “تحفة المحتاج” (3/ 56 ط المكتبة الكبرى): [ويسن أن يطبق على صاحب العيد ونحوه من أيام السنة] سنة تهنئة وشهر على من أكد بالمصافحة] اهـ.
قال العلامة القليوبي في “حاشية علي شرح المحلى على المنهاج” (1/359 ط دار الفكر): [(فائدة): التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر : ويستحب ويعزى بطلب السجود عند البركة، وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبا طلحة رضي الله عنه.] اهـ.
وتابع العلامة سليمان الجمل في “الحوطية على شرح المنهاج” (2/ 105 ط دار الفكر): [وجملة البرماوي: التهنئة بالأعياد، والشهور والأعوام مستحبة، وذلك أيضا. ” ويستحب أن يطلب سجدة الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه رضي الله عنهم، حيث بشّر بقبول توبته، عندما فاتته غزوة تبوك وتهنئة أبو طلحة له رضي الله عنه، والجواب على ذلك مثل: “تقبل الله منك”، “أحياك الله لأمثاله”، “” سنة جديدة سعيدة.” ] آه.
وعليه فإن المسلمين يهنئون بعضهم بعضاً في أوقات الخيرات، وأوقات الطاعات، ومجيء الأعوام والشهور والأيام.
الله وحده يعلم ذلك.
وفيما يتعلق بالاحتفال بالعام الهجري الجديد، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الهجرة حدث كبير في تاريخ الأمة الإسلامية، ويستحق أن يكون بداية التقويم الإسلامي. لما تمثله من معنى سامي وسامي.
والزعم بأن أول العام ليس عيدا وبالتالي لا يجوز التهنئة به: ينفيه أن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، بل تجوز إذا جاءت البركات وزال الانتقام. ولا يخفى على أحد أنه في بداية العام يُعطى لكل إنسان تجديد نعمة الحياة، ثم يعيد بداية العام نفسه؛ وفي المعنى هو عيد، وأهل هذه اللغة يسمون كل ما يعود «عيداً». العيد – كما قال الإمام الأزهري في “تهذيب اللغة” (3/84-85 ط دار إحياء التراث العربي) وغيره من أهل اللغة-: كل يوم جامع واشتقاقه من العود؛ يتعلق الأمر بالعودة أو التعود عليه بدافع العادة.
قال ابن الأعرابي: سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح جديد، وقال ابن الأنباري: العيد: الحزن والشوق الذي اعتاده.
وقد صرح المحامون أنه من المستحب التهنئة بقدوم الأعوام والأشهر. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في “أسنى المطالب” (1/283 ط دار الكتاب الإسلامي): [(فائدة) قال القمولي: ليس عندي ورأى كل واحد من أصحابنا يهنئ بالعيد والأعوام والشهور كما يفعل الناس، ولكن روى الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي فقال: “وما زال الناس على ذلك يختلفون”. والذي أرى أنه حلال وليس فيه سنة ولا بدعة. انتهى] اه.
وتابع العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في “تحفة المحتاج” (3/ 56 ط المكتبة الكبرى): [ويسن للإنسان في العيد ونحوه من أيام السنة أن تهنئة وشهر على من أكد بالمصافحة] اهـ.
زاد العلامة القليوبي في حاشية “شرح المحلى على المنهاج” (1/359 ط دار الفكر): [(فائدة) تهنئة الناس بالأعياد والشهور والأعوام قال ابن حجر : «ويستحب ويعزى بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئتهم» اهـ.
قال العلامة سليمان الجمل في “حوشيت علي شرح المنهج” (2/ 105 ط دار الفكر): [وجملة البرماوي: التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مستحبة، وذلك هو وأوصى بذلك بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه عندما بشر بتوبته مما فعل فيه من فاتته المعركة. وكان تبوك وأبو طلحس يقبلان التهنئة له، والسنة في الرد على ذلك مثل: «تقبل الله منك»، «أحياك الله لأمثاله»، «كل عام وأنت بخير». آه.
وجاء في حاشية العلامة اللبدي الحنبلي على “بلوغ المقاصد شرح دليل الطالب” (1/99 ط دار البشائر) : [قوله: “ولا بأس في قوله وغيره: أي: وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والشهور، كما اعتاد الناس، فلم أر فيها نصا، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يبشر أصحابه بدخول شهر رمضان. قال بعض أهل العلم: «هذا الحديث أصل تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان» قلت: وقياسًا على ذلك فإن المسلمين يهنئون بعضهم بعضًا في الأعمال الصالحة، وفي أوقات الفرائض.] اهـ.
وعليه فإن التهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة في الشريعة الإسلامية. ولما كانت التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فإنها تجوز عند حدوث النعمة وحصول النقم، قياسا على المسلمين الذين يهنئون بعضهم بعضا في أوقات الخير وأوقات الطاعة، ولا يخفى على أحد أنه في بداية العام يتم تجديد نعمة الحياة تُعطى لكل إنسان.
الله وحده يعلم ذلك.