رأس السنة الهجرية.. ما الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري؟
يحتفل المسلمون، اليوم الأحد، برأس السنة الهجرية 1446. وبحسب التقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم الحرام، وتتكون من 12 شهرًا قمريًا، أي ما يعادل 354 يومًا تقريبًا. ولكن ما الحكمة من جعل الهجرة النبوية بداية التقويم الإسلامي؟ وردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بقولها إن الهجرة حدث كبير في تاريخ الأمة الإسلامية، وتستحق أن تكون بداية التقويم الإسلامي. لما كان يمثله من أهمية سامية وساميه، حيث كان دليلا واضحا على ولاء المؤمنين لدينهم. أولئك الذين هاجروا إلى المدينة، تاركين أرضهم وأهليهم وديارهم وأموالهم، لا يريدون شيئًا أكثر من العيش كمسلمين أمام الله عز وجل. فأثنى عليها – سبحانه – وأثنى عليها. قال الله تعالى: “للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم المهتدون”. هَذَا هُوَ الْحَقُّ» [الحشر: 8]. وتابعت: لقد كانت البداية الحقيقية. إرساء بنية الدولة الإسلامية ووضع أحكامها الشرعية التي شكلت الأساس لقيام النظم الاجتماعية وضبط العلاقات الإنسانية والدولية والاعتراف بمبدأ التعايش والتعددية. وأضافت: “ولهذا السبب اختار الصحابة -رضي الله عنهم- الهجرة بداية للتقويم الإسلامي، وهو ما جاء في “تاريخه” عن ميمون بن مهران قال: “”هو”. “وقدم عمر رضي الله عنه صك مكان في شعبان فقال: أي شعبان ما سيأتي أو ما نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اصنعوا شيئا للناس الذين يعرفون، فقال بعضهم: اكتبوا عن تاريخ الروم ذي القرنين، ولم يزل ذلك زمنا طويلا، فقال بعضهم: اكتب عن تاريخ الفرس، قال: كلما ظهر الفرس هدموا ما كان قبلهم. انظر كم أقام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالمدينة، فوجدوها عشر سنين، فكتب قصة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى أهله وسلم عليهم .
• قرار تبادل التهاني ببداية العام الهجري الجديد
قالت دار الإفتاء إن عند التهنئة بالعام الهجري الجديد، هناك معانٍ كثيرة يجوز التهنئة بها شرعًا؛ مثلا:- اتباع الأمر القرآني بتذكر أيام الله عز وجل وما فيها من بركات ودروس وآيات؛ قال تعالى: “وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ” [إبراهيم: 5]، والهجرة يوم عظيم من أيام الله عز وجل، ينبغي على جميع الناس أن يتذكروها ويفرحوا بها. لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإدخال قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس وإدخال مبدأ المواطنة بين أبناء أمة مختلفة المعتقدات والتعايش والسلام ونبذ العنف.- ذكر الله تعالى انتصار رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أثناء الهجرة على المشركين بمكة، بتسهيل انتقاله إلى المدينة ومناشدته الله هناك وحفظه من أذى المشركين. وهكذا انتقل من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة التي كانت سببًا في نصرة الإسلام وسيادته، فقال: “إلا تنصروه فقد نصره الله بالفعل عندما أخرجه الكافرون”. كثاني اثنين في الكهف إذ قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [التوبة:40].وتقرر ألا تكون التهنئة إلا بما يدخل السرور، ولا شيء يسعد المسلم مثل فرحه باليوم الذي ينصر الله تعالى فيه رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-.- رأس السنة الهجرية هي بداية عام جديد، وتجديد الأيام وانتشارها بين الناس من النعم التي توجب شكرها؛ لأن الحياة من نعم الله عز وجل على الإنسان، ومرور السنين وتجددها شاهد على هذه النعمة، والتهنئة مأمورة بقدوم هذه النعم.عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «أتدرون ما الحق؟ “هل جار؟ إذا استغاثك أعنته، وإذا أقرضك أقرضته، وإذا افتقر أعددته، وإذا مرض أعنته، وإذا مات أعنته، وإذا مات أعنته. تقف إلى جانبه، وتحضر جنازته، وإذا أصيب بنصره. أهنئه، وإذا أصابته مصيبة أعزيه. رواه الخراطي في «مكارم الأخلاق» والطبراني في «المعجم الكبير» و«المسند» والبيهقي في «شعب الإيمان».وقد ذهب جماعة من العلماء إلى استحباب تهنئة النفس بحصول النعمة. كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في «جزء في التهنئة بالأعياد»، والحافظ الجلال السيوطي في «وصول التمنيات إلى أصول التهنئة» والعلامة الزرقاني في «رسالة في التهنئة والمواساة والمصالحة بين الناس”.وقالت دار الإفتاء إنه عندما يجتمع التهنئة بالأوقات والمناسبات السعيدة مع طلب عموم واستمرار الخير والبركة على الأحوال والأوقات فهو أحب وأجدر وأشد لربط المودة بين المسلمين. .