العام الهجري الجديد.. كيف كانت المظاهر الاحتفالية في العهد الفاطمي؟

منذ 5 شهور
العام الهجري الجديد.. كيف كانت المظاهر الاحتفالية في العهد الفاطمي؟

يحتفل المصريون ببداية العام الهجري الجديد، اليوم الأحد، بعد أن أكدت دار الإفتاء عدم التأكد من رؤية هلال شهر محرم، أي أن أمس السبت هو المتمم لشهر ذي الحجة. وآخر يوم من العام الهجري الحالي.

-متى ظهر التقويم الهجري؟

إن السنة التي هاجر فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب لنشر رسالته وإقامة دولته تعتبر بداية ترتيب التقويم الهجري، لكن ذلك لا يعني أن بدأ العمل بالتقويم في عهد النبي محمد، بل تم في وقت لاحق في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

ومع توسع الدولة الإسلامية وفتح البلاد ظهرت الحاجة إلى أمر سنوي ولفت انتباهه مسألة التاريخ، وهكذا قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه السلام: اصنعوا شيئا لقوم يعرفونهم، وقال بعضهم: اكتب عن تاريخ الروم، وقيل: تكتب من زمن ذي القرنين. ويستمر هذا زمنا طويلا، فقال بعضهم: اكتب عن تاريخ الفرس. وقيل: كلما قام الفرس أهلكوا من سبق الله ساكنه بالمدينة؟ فوجدوه لمدة 10 سنوات وكتب التاريخ من هجرة رسول الله كما ذكر الطبري في كتابه “تاريخ الرسل والملوك”.

ولم ينته الأمر وكان على المسلمين أن يختاروا شهرًا يبدأون به هذا التقويم، إذ جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: “متفق عليه”، فقال عمر: “ما اتفقوا على أن يفعلوا؟” قال: شيء يفعله الأعاجم في شهر كذا في سنة كذا، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خير، فارجع. قالوا: ومن أي الأشهر نبدأ؟ قالوا: رمضان، ثم قالوا: محرم، كما يخرج الناس من حجهم، وهو شهر محرم، فأجمعوا على المحرم، وكان ذلك بداية التقويم الموجود إلى يومنا هذا.

– مناسبة عظيمة

الاحتفال بذكرى الهجرة هو أحد أعياد الإسلام. وروى الفاكهي أن عمر بن الخطاب صاح في أهل مكة فقال: “يا أهل مكة، أوقدوا نارا ليلة المحرم، واعرضوا فراخكم لحاج بيت الله الحرام”. حراستهم ليلة هلال المحرم حتى الصباح».

– الانفجارات المال

وهو أحد أعياد مصر الإسلامية، والتي وضعت أسسها وقواعدها منذ أكثر من ألف عام على يد خلفاء الدولة الفاطمية، وهي الدولة التي كانت أيام حكمها مواسم وأعياد، بما ابتكروه من احتفالات توحيد جلالة الخلافة وفرح الناس، والعديد من المهرجانات والتقاليد الموجودة في مصر حتى يومنا هذا تدين بوجودها لهذه الدولة. ‏

وكان خلفاء هذه الدولة يحتفلون برأس السنة “ليلة المحرم”، وبداية العام “أول المحرم”، وكانوا يستعدون لهذين الاحتفالين من العشر الأواخر من شهر ذي الحجة. – تلقى حجة التعليمات إلى مديري محلات الأسلحة والمجوهرات والملابس والرِّكاب والموسيقى لتجهيز كل ما يلزم لذلك اليوم.

وفي الوقت نفسه، في يوم رأس السنة الميلادية، سيتم توزيع عملات سك العملة “المعروفة بمسكوكات الغورة” بداية العام، بحسب كتاب: “العمارة والآثار والعادات في عصر الدولة الفاطمية”. بواسطة حسن عبد الوهاب.

– الاستعدادات للاحتفال

ويشير الكتاب إلى الاستعدادات للاحتفال بالعام الجديد. وفي آخر يوم من العام يستعرض الخليفة الاحتفال كاملاً على شرفة القصر الكبير ثم يستقبل كبار رجال الدولة والعلماء والقضاء، ويبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم وينتهي. مع تلاوته.

وعندما يصلي الخليفة صلاة الظهر بعد انتهاء هذا العرض تقدم له الملابس والجواهر التي سيلبسها يوم الاحتفال وهي عادة بيضاء اللون ومحجبة بوقار عظيم، وكذلك اللؤلؤة اليتيمة والحلي. الجواهر والياقوت من حوله. ثم ينتقل برنامج الموكب من مغادرة القصر إلى عودته إلى سكان مصر والقاهرة، بحيث لا يكون العام الأول إلا إذا اجتمع شعب مصر وحكومة وسكان القاهرة للمشاركة. في هذا الاحتفال للمشاركة.

— صدقات وليم

عند اقتراب ليلة رأس السنة، تقوم مطابخ القصر بإعداد عدد كبير من الخراف المقلية من اللبن المجفف والخبز وأنواع الحلويات المختلفة لتوزيعها بنفس طريقة توزيع الصدقات على الفقراء، ليعم الخير على كل أهل مصر. والقاهرة.

– موكب المهرجان

وفي هذا اليوم يخرج الخليفة من القصر بملابسه ومجوهراته ومظلته وأعلامه، ويحيط به حاشيته وكبار المسؤولين في الدولة وقادة الجيش وحاملي المظلات. وعندما يصل إلى باب القصر، ينفخ جندي ببوق ذهبي ورأسه مائل، وتتبعه الأبواق المتبقية، إشارة إلى حركة الموكب. تنتشر المظلة ويخرج الموكب خوفا من القصر على جواده ويستمر الموكب، وتوضع حول الخليفة أعلام حريرية مكتوب عليها “نصر الله والفتح السريع” والجنود من المشاة وأيضا الفرسان وتغطى بأنواع مختلفة من الأعلام ذات أطواق ملونة ومزخرفة من الحرير والذهب والفضة، ويشارك في هذا الاحتفال رجال الأسطول.

– العروض الشعبية

وفي هذا اليوم يشارك التجار والمقيمون في القاهرة ومصر في هذا الاحتفال بتزيين محلاتهم ومنازلهم والاصطفاف على جانبي طريق الموكب. وهو المسؤول عن الإشراف على تنسيق هذا الموكب ومروره إلى القاهرة. ويستمر الموكب من القصر إلى باب النصر، ثم ينعطف بمحاذاة سور القاهرة إلى باب الفتوح ومن هناك يدخل المدينة، ويقف صاحب العيد على جانبي الشارع ويمر الخليفة بينهما حتى يصل يدخل القصر وعملات الغورة المسكوكة في ذلك اليوم بالدينار والرباعيات والقيراط تتوزع على حوالي 3000 دينار.

ثم يتم توزيع المواد الغذائية من خروف مقلي ولبن المائدة وألواح الشوكولاتة والخبز وتماثيل الحلوى وبودنغ الأرز بالإضافة إلى الموائد المتوفرة في القصر، ليتم توزيع الخير والصدقات على جميع الناس في ذكرى الهجرة كان موضع اهتمام الحكومات المتعاقبة التي حكمت مصر، وفي هذه الفترة توقفت المصالح ومؤسسات الحكم، وأضاءت المنارات وأقيمت، وتم تبادل الأعياد والتهاني.


شارك