أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

منذ 24 أيام
أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

وزارة الأوقاف قررت أن يكون موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان “هل فتنت يا معاذ”؟!

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله من خلال هذه الخطبة لجمهور المسجد هو توعية جمهور المسجد للتحصن من التعصب والتطرف بكافة أشكاله، وتسليط الضوء على خطورة التطرف وأن الغرور والغطرسة من أسباب التعصب. بذور الإرهاب مع شرح حال معاذ بن جبل رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان سبب ذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام في معاذ بن جبل رضي الله عنه.

وبحسب البيان فإن نص الخطبة هو: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماء والأرض، وتحقيق ما يريده ربنا. نحمدك ربنا حمداً يليق بعظمة ملكك، ونحمدك كما يليق بجلال ملكك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد لك أن ربنا وتاجنا وفخرنا محمد عبده ورسوله. شرح صدره، وأعلت شأنه، وأكرمنا به، وجعلنا أمته، صل وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان، إلى يوم الدين وبعد: وهذا الصحابي الجليل الذي حظي بتكريم عظيم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، خاصة عندما أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ويوم. فحلف له بالله أنه يحبه، فقال له: “يا معاذ، والله إني أحبك”. ومع ذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال آخر: فيخاطبه رضي الله عنه بعبارات قاسية وحادة وقاسية على وجهه ويقول له: “هل فتنت يا معاذ؟!”يا ترى ما الذي جعل معاذ بن جبل رضي الله عنه يغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يوجه رضي الله عنه هذا القول القاسي له؟والحاصل أن راعي الإبل عاد من يوم عمل شاق ومرهق ليصلي صلاة العشاء خلف سيدنا معاذ رضي الله عنه. فوجده يقرأ سورة البقرة في الصلاة فلم يتمكن الرجل من ذلك، فقضى تلك الصلاة الطويلة، فانعزل ودعا لنفسه وانصرف فقيل له: قد سبب معاذ رضي الله عنه. له الأذى. وقال فيه: «كان الرجل منافقًا، فشكى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا، فقال: يا رسول الله، نحن قوم نعمل بأيدينا ونعمل». نشرب من طستنا، وصلى بنا معاذ بالأمس، فقرأ البقرة فصليت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سلم على معاذ – وهو من أكثر أهله – وكان أحباب الصحابة -: يا معاذ! هل أنت مفتون؟ يا معاذ! هل أنت مفتون؟ يا معاذ! هل أنت مفتون؟ فلو لم تقل: “سبح اسم ربك”، و”أشرقت الشمس”، و”الليل إذا غشي”؛ سيصلى خلفك الكبير والضعيف والمحتاج!وفي موقف آخر غضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضبا على غير عادته أبدا إذ جاءه رجل صلى الله عليه وسلم فقال له: : يا يا رسول الله، إني أتأخر عن صلاة الفجر لأن راوي الحديث يطول: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيته غضب قط في موضع يغضب فيه من ذلك اليوم، فقال: “يا أيها الناس، إن منكم أجنبا!”، فمن كانت أم الناس فليتزوج، فإن خليفته ضعيف وكبير ومحتاج!لقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بأمته كما يهتم الأب بأولاده، ويريد أن يزيل الخطر من جذوره!تعالوا معي وتخيلوا معًا الخطر الذي غضب منه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر أمته منه. وتخيل معي أن الإنسان يتشدد في دينه، ويبالغ فيه، ويغرق في نفسه، ويفقد كل معاني الرحمة والخفة والرحابة في الشريعة! إنها الروح! إنها الأنا! إنها غطرسة مغلفة بوهم التدين. فالهوى هو الذي يجعل صاحبه متهوراً في الداخل ومتديناً في الخارج!وعندما يتأثر الإنسان بشيء من هذا القبيل فإنه يغرق في بحر من الظلمات، وينقطع عن أنوار الشريعة وينظر إلى الناس من حوله ويقارنهم بوضعه. فيحتقرهم ويظن أنه أفضل منهم، ويعاني من مرض الشيطان الذي قال: “أنا خير منه”. وقد ضجر الناس من هذا الشخص وغضبوا منه كلما زاد وأكثر عنفاً وقسوة تجاههم. لأنه يتصور أنهم معادون للدين، في حين أنهم في الواقع لا يتسامحون مع التطرف!ويتطور الأمر وهذا الشخص يعتدي على الناس ويحولهم إلى كفار وفي النهاية يحمل السلاح ضدهم وبالتالي يخلق الإرهاب!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: ومن أغرب الأمور أن الإرهاب يبدأ بالمظهر الخارجي للتدين والعبادة، إلا أن ظلمة الغرور والكبر قد عزلت هذا التدين عن أنوار الشريعة وأخلاقها وآدابها. ولهذا السبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا التطرف رغم مظهر التدين. أيها السادة، احذروا كل غلو وتطرف في دين الله، الذي يقود الإنسان بغير علم إلى الإرهاب، ومن الغريب عليه أن يظن في نفسه أنه على حق. لأنه يعطي مظهر التدين ويفتقر إلى القدرة الداخلية والرحمة. وهذا كله يوضح لنا شدة غضب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُرى أحد أشد غضباً منه يومئذ، أراد أن يحمي أمته من الخطر، وحفظه الله من الإرهاب صلى الله عليه وسلم . يريد أن تكون أمته متدينة حتى يكتسب الإنسان بدينه الوداعة والرحمة والوداعة والانفتاح ويلتمس الأعذار، وقد قال الله تعالى: {فبما فضل من الله أحسنت إليهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لأبتعدوا عنك. اغفر لهم، واستغفر لهم، وتشاور معهم في الأمر، وبعد أن تتخذ قرارك، توكل على الله. إن الله يحب المتوكلين عليه.


شارك